تعد الحرب العالمية الثانية والتي استغرقت ستة أعوام من عام 1939 وانتهى عام 1945، خلفت خلالها مئات الآلاف من الضحايا..ودمارا هائلا..لازالت تداعياتها تلقى بظلالها القاتمة على الضمير الإنسانى، الذي جرحته خطايا دول شاركت في حرب ضروس تعد أكثر الحروب تكلفة في تاريخ البشرية لاتساع رقعتها وتعدد مسارح وجبهات معاركها واشتراك الغالبية العظمى من دول العالم فيها. خطأ تاريخى ومجازر تستوجب اعتذارا على نفس مستوى الحدث الجلل، يكفر به الأحفاد عن أخطاء الأجداد..كلما حلت ذكرى الهزيمة، والانتصار، ففى حين أحيا العالم هذا الأسبوع الذكرى السبعين على "عيد النصر " في أوربا تخليدا لذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، عبر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى في بيان له بهذه المناسبة عن "حزنه الشديد" على ما سببته اليابان من مآس في تلك الحرب، مشددا على أن الأجيال التي لم تشارك في الصراع يجب ألا تتحمل عبء الاستمرار في الاعتذار عما حدث. أشار إلى أن أضرارا ومعاناة لا حصر لها سببتها بلاده لأناس أبرياء. في هذا الصدد، ألقت الحرب ومازالت تلقى بظلالها على علاقات اليابان مع الصين وكوريا الجنوبية اللتين عانتا في ظل الاحتلال الياباني، قبل الإعلان عن هزيمة طوكيو في 15 أغسطس عام 1945، فقد أشار "آبى " في بيانه إلى معاناة الصينيين وقت الحرب، وإنه يأمل أن تعترف الصين "بالمشاعر الخالصة" لليابان وان تسنح له الفرصة للاجتماع مع الرئيس الصيني شي جين بينج، فيما علقت كل من بكين وسول على بيان رئيس وزراء اليابان بأنهما ترغبان في أن يلتزم آبي "باعتذار نابع من القلب" عن المعاناة التي سببتها اليابان. بمناسية الذكرى ال 70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية.. لتتخلص كوريا الشمالية من الاحتلال الياباني، أعلنت بيونج يانج عن توقيت رسمى جديد لها أسمته "توقيت بيونج يانج"، يقضى بتأخير الساعة 30 دقيقة للتخلص من ذاك التوقيت الذي فرضه عليهم اليابانيين قبل أكثر من قرن، حيث أكد المسئولون الكوريون الشماليون إن "الإمبرياليين اليابانيين الطغاة ارتكبوا في حقهم من الجرائم التي لا يمكن الصفح عنها ما وصل إلى حد حرمانهم من توقيتهم". بعيدًا عن الاعتذار وتصفية الحسابات، احتفلت روسيا بالذكرى السبعين لانتصارها على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، بطريقة رياضية من خلال مباراة" هوكي " اقيمت في منتجع سوتشى السياحى، جمعت رجال السياسة وأبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرياضيين، شارك فيها عدد كبير من نجوم اللعبة، وتألق بوتين الذي ارتدى قميصا يحمل رقم 70 في إشارة لتاريخ انتصار روسيا على ألمانيا. على الطرف الآخر من الخريطة، انضمت الملكة إليزابيث الثانية ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى آلاف الأشخاص لإحياء الذكرى السبعين لانتصار الحلفاء على اليابان في الحرب العالمية الثانية، حيث أعرب كاميرون في تصريح له عن اعتقاده بأهمية الاحتفال بهذا التاريخ وإحياء ذكرى الآلاف الذين قتلوا وهم يخدمون بلادهم. التقت الملكة اليزابيث بالمحاربين القدامى وحضرت قداسا في كنيسة (سان مارتن إن ذا فيلدز) وسط لندن بحضور نحو خمسين من أسرى الحرب السابقي. شملت الاحتفالات استعراضات وفرقا عسكرية وعروضا جوية للطائرات العسكرية، وإقامة القداسات في الكنائس بلندن وغيرها من المدن.