تكمن أزمة المسرح القومى الحالية فى عدم التنسيق بين جهات مختلفة نتيجة الاستعجال الذى تم افتتاح المسرح به فى عهد الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق الذى كانت لديه رغبة ملحة فى افتتاح المسرح فى عهده ليذكر التاريخ ذلك الأمر جعله يقوم بجميع الحيل الممكنة وغير الممكنة ليكون الافتتاح فى عهده برغم المشاكل ووجود مخالفات مالية وشبهة فساد فى القضية الخاصة بإعادة بناء وتشيد وتجديد المسرح بعد حريقه فقد كانت هناك مشاكل كثيرة لم يتم حلها مثل عدم اكتمال أعمال البناء، والنواحى الفنية الخاصة فى المسرح، والنواحى الأمنية الخاصة بالمسرح من الداخل ومن الخارج أيضا، وغيرها من المشاكل، لكنه أصر على الافتتاح وضرب بكل هذه المشاكل عرض الحائط. الغريب فى أزمة المسرح القومى بعد رحيل الدكتور جابر عصفور أن الوزير الدكتور عبدالواحد النبوى لديه حالة من اللامبالاة فيما يخص قضية المسرح القومى فلم يتحرك ولم يتدخل ولم يتحمس لافتتاح المسرح وحل مشاكله وعندما تعرض صناع مسرحية الفنان يحيى الفخرانى «ليلة من ألف ليلة» لعدد من الأزمات لم يتحرك، فقد تم طرد فريق عمل مسرحية الفخرانى وتم منعهم من إجراء البروفات من قبل الشركة المنفذة لأعمال التجديد والصيانة لعدم صرفهم لمستحقاتهم المالية، وتم تأجيل المسرحية التى كانت من المفترض افتتاحها مع بداية شهر رمضان كتقليد جديد يعيد الجمهور للمسرح فى رمضان إلا أن هذا الحلم لم يتحقق بسبب سلبية المسؤولين بمسرح الدولة وبوزارة الثقافة. تحرك الدكتور سيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج الثقافى فى الوقت الحالى جاء متأخرا، خاصة أنه تولى رئاسة القطاع بعد افتتاح القومى بعدما قام الوزير جابر عصفور بالإطاحة بالمخرج ناصر عبدالمنعم لرفضه التوقيع على مستندات تخص المستخلصات المالية وجاء بالفنان فتوح أحمد ليوقع على الأوراق الخاصة بالمستخلصات المالية ثم خلع الوزير الفنان فتوح أحمد بعد افتتاح القومى وكأنه جاء به لمهمة محددة وهى التوقيع فقط. أزمة المسرح القومى حاليا تكمن أيضا فى مرض مخرج العمل محسن حلمى الذى ظل يجرى بروفات حتى اكتمل العمل، وتكمن أيضا فى حالة الإحباط التى أصابت الفنان الفخرانى وصناع العمل المسرحى فى خروجه للنور، فطول فترة البروفات تحدث دائما حالة من الإحباط لدى صناع أى عمل مسرحى. الدكتور سيد خاطر رئيس قطاع الإنتاج فى خطوة جريئة لكنها جاءت متأخرة بعض الوقت، أعلن فى بيان رسمى أن اليوم الأحد سوف يتسلم المسرح القومى من الشركة المنفذة، ولو لم تلتزم بالتسليم فى موعده سوف يطبق عليها الشروط الجزائية، ولكن أين وزير الثقافة عبدالواحد النبوى من قضية المسرح القومى؟ وأين حماسه لهذه القضية؟ ولماذا محور اهتمامه بإقالة فلان وتعيين فلان كانت لها الأولوية لديه من الاهتمام بالبنية التحتية للمسارح، كل هذه التساؤلات موجهة لوزير الثقافة الجديد الذى يرى البعض أنه لم يقدم حتى الآن أى مشروع ثقافى واضح وسوء اختيار لبعض القيادات المسؤولة عن مسرح الدولة، مما أدى إلى تراجع ملحوظ فى أداء المؤسسة المسرحية بجميع وحداتها، وفى اعتقادى أن حل المشكلة لن يأتى إلا بحشد كل المهمومين والمهتمين بنهضة المسرح المصرى من مسرحيين ومفكرين وأدباء وفنانين وإعلاميين ومثقفين حشدا كاملا يتم فيه دق أجراس الخطر، وتحديد الأيادى التى تعبث بالمؤسسة المسرحية المصرية بكل أشكالها وانتماءاتها عامة، وبالبيت الفنى للمسرح والبيت الفنى للفنون الاستعراضية بصفة خاصة، وتقديم مشروع وافٍ لإعادة هيكلة مؤسسات المسرح، بما يضمن تحقيق الخصائص النوعية لكل بيوتها وفرقها، ويتم طرح كل هذه القضايا للمناقشة بحضور جميع المسرحيين.