قال الشيخ مظهر شاهين، إمام وخطيب مسجد عمر مكرم، إن الله خلق الإنسان وكرمة، والتكريم فيه ما يلفت أنظارنا إلى إمكانات الإنسان وطاقته، وجاءت بهداية الله عز وجل للإنسان حتى يستثمر هذه الطاقة ليصنع ما يستفاد منه فى الركوب برا وبحراً، وأن أول تكريم للإنسان يوم نفخ الله فيه روحه، حيث إن الله أمر الملائكة جميعاً أن تسجد للإنسان فسجدوا جميعا عدا إبليس، وسجودهم يعد بمثابة تكريم للإنسان الذى يطيع الله. وأضاف، شاهين خلال خطبة الجمعة، أن الله وضع فى الإنسان من الطاقات والإمكانات التى لا حدود لها ولا يعرفها الإنسان نفسه، موضحاً أن الله علم الرسول كيف يكون السعى واستثمار تلك الطاقات من القرآن الكريم، وحينما أراد الرسول أن يهاجر استعان بمن يعرف دروب الطرق والصحراء على الرغم من أنه غير مسلم، وعندما اختار أسماء بنت أبى بكر لتوصيل الرسائل الطعام كان استغلالا لطاقتها. وتابع الشيخ مظهر شاهين، أن هناك من يستثمر إمكاناته وطاقته فى أمور سلبية مثل التفجيرات ووضع الخطط وتهريب المخدرات والسرقة من أجل هدم الأوطان، ويجب أن نستثمر الطاقات وتوجيهها فى الأعمال الإيجابية. واستشهد خطيب عمر مكرم بحرب أكتوبر كمثال لاستغلال الطاقات بطريقة إيجابية، حيث استطاعت القوات المسلحة فى تحويل هزيمة 1967 إلى نصر 1973، حيث إن الجميع استثمر طاقاته إيجابيا الزراع يزرعون والصناع يصنعون والعسكريون يخططون وينفذون، مثل ما فعله النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة بدر، حيث واجه المشركين بمائة فرد أمام 1000 فرد و300 جندى أمام مئات الجنود من الأعداء. واستطرد شاهين أن المثال الثانى لاستغلال الطاقات بالطريقة الصحيحة المشروع القومى العملاق وهو قناة السويس الجديدة، على الرغم من محاولة البعض التشكيك فيه، فالأرض هى الأرض والشعب هو الشعب منذ سنوات عديدة، والذى حدث هو أن وجهت الإمكانات واستثمرت بطريقة صحيحة، لذلك تم إنجازه فى مدة عام وأنجز فى وقت مصر فيه تحارب على عدة جبهات ولم ينجز على مدى 50 سنة ونحن فى حالة سلم تام والفرق واضح أن الرؤية والإرادة كانت غائبة فى الماضى، لذا علينا أن نتعلم أننا نستطيع أن نفعل أكثر.