قالت صحيفة " فايننشال تايمز" في تقرير لها اليوم إن الحرس الثوري الإيراني ألغى مؤتمرا اقتصاديا كان سيعقد في طهران واصفهان، وطالب المنظمون الجميع بعدم الإفصاح عن أن الحرس الثوري كان وراء الإلغاء، حتى لا يحرج النظام في جولات المفاوضات مع الدول الغربية. ويتألف الحرس الثوري الإيراني -حسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن- من 350 ألف عنصر، في حين يرى معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أن عدد أفراده لا يتجاوز 120 ألفا، وتؤكد الصحيفة على الرقم الأخير، حيث ذكرت أن مصالحه واهتماماته تتجاوز المجال العسكري إلى الاتصالات والإنشاء واستيراد الأغذية، وأن الولاياتالمتحدة تتهمها بنشر أسلحة دمار شامل. وقد ظهر الحرس الثوري في 5 مايو 1979 بعد انتصار الثورة الإسلامية والإطاحة بنظام الشاه، عبر مرسوم من قائد الثورة الإمام آية الله الخميني، ووضع تحت إمرة المرشد مباشرة، وكان الهدف الرئيس من إنشاء هذه القوة جمع القوات العسكرية المختلفة التي نشأت بعد الثورة في بنية واحدة موالية للنظام لحمايته وإقامة توازن مع الجيش التقليدي الذي لم يشارك في الثورة وظل بعض ضباطه أوفياء لحكم الشاه. ونقلت الصحيفة عن محللين مستقلين قولهم إن قلق الحرس الثوري الأساسي هو فقدان النشاطات التجارية والصناعية التي يسيطر عليها، لأن البلاد تستعد لفتح أبوابها للاستثمار الأجنبي. وينخرط الحرس الثوري في كثير من المشاريع الاقتصادية، التي تقدر بمليارات الدولارات في مجالات النفط والغاز والبنى التحتية، وتتبعه مؤسسات مالية واستثمارية ضخمة داخل إيران تشمل قطاعات إنتاجية وخدماتية عدة، منها الإنشاءات والطرق والنفط والاتصالات. وأوضحت الصحيفة أنه يصعب على الجميع تقدير ثروة الحرس الثوري نظرا لغياب الشفافية داخل إيران.