اتفق عدد من الباحثيين الإسرائيليين على أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" لا يشكل حاليا خطرا إستراتيجيا على إسرائيل وأن كانت هناك مخاوف في المستقبل من إمكانية أن يصل التنظيم إلى الحدود الإسرائيلية مما يحتم على إسرائيل الانضمام من الآن إلى التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقده اليوم معهد الأبحاث القومي الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "الدولة الإسلامية"، للبحث في ظاهرة التنظيم الذي أصبح يسيطر على مناطق واسعة في العراقوسوريا، والتطرق إلى السؤال إن كان التنظيم يشكل تحديا لإسرائيل، وجمع المؤتمر باحثين متخصصين في دراسات الشرق الأوسط والجهاد العالمي. أكد الباحثون الإسرائيليون على أن تعريف ظاهرة "داعش" صعبة، لكنها بلا شك تحقق نجاحا كبيرا في الشرق الأوسط وربما سيكون لإسرائيل حدودا معها قريبا. من جانبه، أشار البروفسور عمانوئيل سيفان، في حديثه عن نشأة الدولة الإسلامية، إلى أهمية كتاب "إدارة التوحش" في بلورة فكر التنظيم. وقال إن فكرة الخلافة التي تروج إليها داعش هي احتيال إعلامي، وإن الخليفة، أبو بكر البغدادي، ليس مقبولا على عموم العالم السني. أضاف سيفان أن الدولة الإسلامية تتصرف بانتهازية وهذا يفسر نجاحها في الدول العربية الهشة، التي تدور فيها رحى الحرب، أي العراقوسوريا. اتفق الباحثون على أن تعريف ظاهرة داعش صعبة، فلها أوجه عدة، ومن الصعب حصر تنظيم الدولة في خانة "تنظيم عسكري"، علما أنه يقيم مؤسسات- مرافق صحية وتربوية- تقدم خدمات للسكان في المناطق التي تقع تحت سيطرته، لكن أمرا واحدا واضحا من ناحية الباحثين، وهو أن التنظيم حقق نجاحا كبيرا في الشرق الأوسط خاصة أنه يشغل ذراعا إعلاميا استطاع أن يتفوق على الجماعات الجهادية الأخرى. أشار بعض الباحثين إلى أن نجاح الدولة الإسلامية يثبت أمرا واحدا من ناحية إسرائيل وهو أن تقسيمات سايكس – بيكو بدأت تنهار. في هذا السياق، قال حايم تومر، وهو رئيس قسم الاستخبارات في مكتب رئيس الحكومة في السابق، إن من تبعات هذا التطور هو أن إسرائيل قد تجد الدولة الإسلامية على حدودها الشمالية، في حال سقط الأسد في سوريا، ووفقا للإشارات الميدانية التي تأتي من سوريا، من الممكن أن يحدث هذا السيناريو قريبا، أي العام الراهن. أضاف تومر أنه يجب على إسرائيل أن تطمح إلى الانضمام إلى الائتلاف الأمريكي في الحرب ضد داعش.