اختتمت في جنوب إفريقيا اليوم الثلاثاء، فعاليات المعرض والسوق السياحي لدول شرق إفريقيا "إيندابا 2015" بمشاركة كبيرة من شركات السياحة والسفر والتوكيلات الملاحية وخطوط الطيران والفنادق الكبرى بأوغندا ورواندا وكينيا. ذكرت وزارة السياحة في جنوب إفريقيا أن المعرض السياحى لدول شرق افريقيا، الذى افتتح في الحادى عشر من الشهر الجاري واستضافته مدينة دوربان الجنوب إفريقية، كان فرصة لتحقيق التواصل بين وكلاء السياحة والسفر فى دول الإقليم وبينهم وبين نظرائهم في جنوب إفريقيا. أشارت الوزارة، فى بيانها، إلى أن معرض وسوق ايندابا تسعى من ورائه جنوب إفريقيا إلى تعظيم إسهام القطاع السياحي وقطاعات الطيران والسفر في اقتصاد إفريقيا التي تذخر بمقومات سياحية كبيرة. كانت أوغندا هى صاحبة الجناج الأكبر والنشاط الأوسع نطاقا فى "إيندابا– 2015" حيث استطاعت شركات السياحة ووكلاء السفر الأوغنديين إبرام أعلى معدل للتقاعدات وتنظيم الرحلات المشتركة مع البلدان التي شاركت فى فعاليات السوق والمعرض هذا العام وكذلك كانت رواندا قاسما مشتركا فى كافة التعاقدات المشتركة للأفواج السياحية التي يتم تنظيم رحلات سياحية لعدة دول إفريقية في برنامج واحد. كان لافتا قيام أوغندا ورواندا وكينيا بالترويج لانفسهم كمقصد سياحي واحد من خلال جهد مشترك وليس جهد تنافسي وهو ما عبر عنه استحداث حكومات البلدان الثلاثة وتطبيقهم لآلية التأشيرة السياحية الموحدة التي تتيح للسائحين ارتياد المزارات السياحية في البلدان الثلاثة بإجراء سفر واحد. عملت جنوب إفريقيا على الترويج لنفسها خلال السوق السياحى "ايندابا – 2015" كمقصد آمن للوافدين الأجانب وذلك فى أعقاب توترات شهدتها البلاد في مارس الماضى صورتها أجهزة الإعلام الغربية على أنها موجة عداء لأجانب وهى الصورة التي نجحت جنوب إفريقيا إعلاميا وسياسيا على تصحيحها بشكل كبير يدل عليه ارتفاع معدلات القدوم السياحى إليها مقارنة بما قبل تلك التوترات. وفقا لتقديرات المنتدى الدولي للسياحة والسفر جاءت جنوب إفريقيا فى الترتيب الأول على مستوى القارة الإفريقية على مؤشر التنافسية السياحية الذي يصدره المنتدى الدولى للسياحة والسفر، مقره جينيف، وجاءت حزر سيشل فى الترتيب الثانى إفريقيا على ذات المؤشر للعام 2015، ودوليا احتلت جنوب إفريقيا الترتيب رقم 48 على مؤشر التنافسية للسياحة والسفر نفسه متقدمة بذلك عن الترتيب 64 عالميا وفق ذات المؤشر فى العام 2013. أما الترتيب الثالث إفريقيا على مستوى تنافسية السياحة والسفر فكان من نصيب موريشيوس التى تقدرت الترتيب 58 على مؤشر التنافسية الدولية فى العام 2015 بعد أن كانت فى الترتيب 60 فى العام 2013 على ذات المؤشر، فيما تحسنت وضعية مدغشقر على سلم السياحة العالمى بين بلدان إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من الترتيب 131 إلى الترتيب 121 فيما بين عامى 2013 و 2015 على سلم التنافسية الدولية للسياحة والسفر الذى يأخذ واضعوه فى اعتبارهم عوامل الأمان وتميز الخدمة والأسعار فضلا عن اعتبارات تتتعلق بالصحة العامة والسلامة المرورية وكفاءة وسائل النقل والفندقة، بينما جاءت دول مثل تشاد و غينيا و أنجولا واليمن وموريتانيا في ذيل قائمة بلدان العالم على صعيد التنافسية السياحية وفقا للمؤشر ذاته الذي يقيس كفاءة وتنافسية النشاط السياحي في 141 بلدا حول العالم. وفقا لبيت الخبرة الاشتشارى الدولى للتقييم الاقتصادى "برايس ووتر هاوس" يعد قطاع الفنادق والضيافة فى جنوب إفريقيا مؤهلا لنمو كبير خلال الأعوام الخمسة القادمة، وتوقعت برايس ووترهاوس معدل نمو قطاع الفنادق فى جنوب إفريقيا فيما بين 2015 و حتى 2019 من 4.54 % إلى 3.58 فى المائة، كما بلغت معدلات الاشغال الفندقي فى جنوب إفريقيا ذورتها فى العام 2014 مسجلة نسبة 59 % وهى النسبة الأعلى التى تسجل منذ عام 2008 ومتوقع لها الارتفاع إلى 62 % بحلول العام 2019 وهى نسبة ستظل الأقل مقارنة بمعدل الإشغال الفندقي القياسى الذى سجلته جنوب إفريقيا فى العام 2008 وكان 4.68%. من المتوقع كذلك أن تشهد الفنادق ذات الخمس نجوم فى جنوب إفريقيا معدل اشغال لن يقل عن 80 % بحلول العام 2019 بفضل التحسينات التى أجرتها جنوب إفريقيا على إجراءات استخراج التأشيرات السياحية للراغبين فى القدوم إليها، كما تتوقع برايس ووتر هاوس نمو عدد الغرف الفندقية فى جنوب إفريقيا بحلول العام 2019 إلى 63 ألفا و 600 غرفة مقابل 60 ألفا و 800 غرفة حتى نهاية العام 2014.. وبشكل عام يحقق سوق الضيافة السياحية في جنوب إفريقيا وللعام الثالث على التوالى نموا نسبته 1ر9 % وترتفع اسعار خدمة الضيافة بما معدله 8 % سنويا. قد شهد العام الماضى تراجعا فى الحركة السياحية فى بلدان إفريقية مثل كينيا ونيجيريا نتيجة للإنشطة الإرهابية وعمليات العنف الذى شهدتها كلا البلدين فى 2014 فضلا عن تفشى وباء إيبولا على امتداد بلدان غرب إفريقيا. يقول الخبراء: إن ذلك كان فى صالح اتجاه الحركة السياحية من هذه المنطقة إلى مناطق جنوب القارة الإفريقية واستفاد منه القطاع السياحي لجنوب إفريقيا كثيرا وتمثل ذلك فى نمو نسبته 6.3 % فى معادل ليالي الإقامة السياحية للغرفة الفندقية الواحدة فى جنوب إفريقيا خلال 2014 مقارنة بالعام 2013، ويتوقع الخبراء فى منظمة السياحة العالمية ارتفاع أسعار متوسط الإقامة الفندقية فى جنوب إفريقيا من 820 راند فى العام 2014 إلى 1083 راند بحلول العام 2019.