توشك الأزمة التى أثارتها كنيسة الإسكندرية أن تعصف بانتخابات الكرسى الباباوى المزمع بدايتها فى نوفمبر القادم، حيث رفض كهنة الاسكندرية ترشح اساقفة الابراشيات وعلى رأسهم الأنبا «بيشوى» لمنصب البابا نظراً لأنه أسقف إبراشية وسبق رسامته، وفى تطور جديد للاحداث اصدرت اللجنة المركزية للتوعية الوطنية بالاسكندرية بيانها الثانى تؤكد فيه رفض كنيسة الاسكندرية كهنة وشعبا ترشح الأساقفة على إبراشيات.. فى حين تنتظر الكنيسة الطعون على المرشحين ال 17 ويخشى الاقباط انقسام كنيسة الاسكندرية عن الكنيسة الأم بسبب هذه الانتخابات. يقول الدكتور هانى وديع فهيم منسق اللجنة المركزية للتوعية الوطنية بالاسكندرية: صدر مساء الخميس بيان مجمع الكهنة فى الاسكندرية واستقروا على أن كنيسة الاسكندرية شعبا وكهنة ترفض ليس فقط الاساقفة على إبراشيات وانما الاساقفة والآباء الرهبان الذين سعوا للمنصب.. وذلك اتباعا لنهج الآباء الاولين فى عدم السعى وراء شهوة الرئاسة والسلطة.. وأشار البيان إلى أن الموقعين مرتاحى الضمير امام الاجيال القادمة فيما يفعلون. مراد مجدى خادم بإحدى كنائس الاسكندرية ومشارك فى التيار الرافض لترشح الاساقفة على الإبراشيات يقول: توجد تجمعات هائلة داخل الشعب القبطى بالاسكندرية رافضة لترشح مخالف لتعاليم الكنيسة وهذا قائم على تعاليم البابا شنودة فى مجلة مدارس الاحد فى خمسينيات القرن الماضى وتعاليم القمص «بيشوى» كامل اب الكهنوت فى الاسكندرية فى العصر الحديث.. وما فعله الكهنة من اصدار بيانات لها طابع الرسمية الكنسية ما هو إلا تعبير عن ارادة الشعب القبطى السكندرى .. التى تمت الاشارة إليه فى البيان الأول الصادر فى 18 ابريل 2012، وهو البيان الذى لم يلق رواجاً اعلامياً، لأن كهنة اسكندرية كانت لهم رغبة فى خصوصية الامر ووصوله فقط لصناع القرار فى الكنيسة وليس للاعلام.. ووقع على البيان الاول جميع كهنة الاسكندرية وهم اكثر من 170 كاهناً يتضمنون الموفدين لكنائس بالخارج.. يستثنى من هذا الجمع اثنان فقط رفضا التوقيع. يواصل «وديع»: تمت عقب ذلك محاولات من بعض المرشحين لاشاعة الفرقة بين كهنة الاسكندرية.. عن طريق تهديدات بمحاكمات- طبقا للبيان الصادر من القمص رويس مرقس وكيل البطريركية والذى طالب قائم مقام البطريرك بفتح تحقيق لإثبات ان كهنة الاسكندرية اصحاب فكر وعلى قلب رجل واحد.. ويضاف إلى ذلك ما صدر من تصريحات على لسان الأنبا «بولا» أسقف طنطا حول اتهام الشعب القبطى السكندرى حاليا وفى الماضى – يقصد ايام ترشح البابا شنودة.. بإثارة المشاكل لرغبتهم فى الاتيان بمرشح بعينه.. وهى فكرة نابعة من خياله فلا يوجد مرشح للشعب السكندرى على وجه الخصوص.. الامر الذى دفع نشطاء الاقباط هنا لطلب الاعتذار منه وعلى رأسهم الدكتور «مينا بديع عبدالملك». من ناحية اخرى صرح مصدر قبطى رفض ذكر اسمه بأنه يدور صراع عنيف داخل اروقة المجمع الانتخابى اذ يوجد ثلاثة اتجاهات، فالأنبا بيشوى يدعمه 8 رجال اعمال كبار بأكثر من 20 مليون جنيه.. لترتيب الاوضاع قبل واثناء الانتخابات حتى لو أدى الامر لنقل الناخبين المؤيدين لهم من اقباط المهجر بالطيران على نفقتهم.. حتى إن انصار هذا الاتجاه ذهبوا إلى الخمسة الموجودين فى اثيوبيا من المطارنة لعرض مشروعات اقتصادية هناك مقابل تأييدهم.. ومن الملاحظ ان القس دواد لمعى الاب الروحى لمعظم رجال الاعمال بالكنيسة.. كان ضمن الوفد الذى زار اثيوبيا للعزاء فى مطران الحبشة. الاتجاه الثانى مؤيد للانبا «يوأنس» ويدعمه اثنان من اكبر رجال الاعمال المسيحيين فى مصر.. اجرى الاتجاهان السابقان اجتماعاً مشتركاً اسموه «بيت النعمة» تعهد فيه كل منهما - تيار بيشوى وتيار يوأنس - بعدم الاعتداء او التعرض لبعضهما البعض لأنهما فى نفس الحالة فكلاهما اسقفا على إبراشية ولكن الانبا يوأنس يمثل النظام القديم والانبا بيشوى يمثل النظام الحالى. الاتجاه الثالث هو الاتجاه النيقاوى الذى يسير على مبادئ مجمع نيقية الرافضة لترشح اساقفة على إبراشيات و «الإبراشية هى المنطقة الجغرافية للخدمة الكنسية.. يضم هذا الاتجاه مجمع الاسكندرية بقيادة القمص رويس مرقس وكيل المطرانية بالاسكندرية.. وكهنة إبراشية أسيوط التى يرعاها الأنبا ميخائيل.. ويدعمه من الأديرة دير ابومقار و دير البراموس. ورغم كل هذه الصراعات إلا أن الكنيسة ماضية فى الانتخابات إذا توصلت لجنة الترشيحات للكرسى الباباوى إلى عدة معايير تقوم على اساسها التصفية بين المرشحين ال 17 من الأساقفة والرهبان صرح بها الأنبا إبرام اسقف الفيوم وهى سن المرشح ونبض الشارع عنه واتقانه للغات الاجنبية والثقافة العامة.. وقدراته فى الخدمة.. ويذكر ان تلك هى المرة الاولى التى يتم الاعلان فيها عن معايير التصفية.. وهى معايير غير مذكورة فى لائحة 57 التى يتم الانتخاب على اساسها.. الامر الذى دعا المفكر القبطى كمال زاخر للدعوى للاستناد الى معايير من داخل اللائحة فيقول زاخر: هناك أربعة معايير مهمة تستند إلى لائحة 57، والتى أسىء تفسيرها، إضافة لمعايير أخرى تستند إلى الإنجيل نفسه، لم يتطرق لها أعضاء المجمع المقدس فى تصريحاتهم الإعلامية. الجدير بالذكر أن الكنيسة اعلنت أن صوم الشعب سيكون ايام 1و 2 و 3 أكتوبر القادم اذ تنتهى فترة تلقى الطعون على المرشحين فى 30 سبتمبر الحالى.. وتبدأ اللجنة فى الاعتكاف والصلاة حتى تتوصل لقرارات سليمة فى مرحلة التصعيد والتصفية من 17 مرشحاً إلى سبعة على ان تعلن اسماء المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات فى 24 نوفمبر القادم.. وستتم القرعة الهيكيلية بين الثلاثة الحاصلين منهم على أعلى الاصوات وذلك يوم 2 ديسمبر القادم. تم نشره بالعدد رقم 615 بتاريخ 24/9/2012