مات عمر سليمان ودفن الصندوق الاسود، وكما عاش لغزا محيرا مات كذلك فلا شئ مؤكد حول أسباب وفاته «المفاجئة» وهو ما يستوجب اخضاعه لفحص طبى وتشريح جثمانه لإزالة أية شكوك حول اسباب وفاته ولنعرف إن كان قد قتل فى تفجيرات دمشق كما يزعم «فيصل القاسم» أو مات مسموما كما زعمت حملته الانتخابية أو مات كما يموت سائر البشر؟ لكن الشئ المؤكد أن «سليمان» لعب دورا محوريا فى حماية عرش الرئيس المخلوع ونظامه لسنوات طوال وإنه كان معاديا لثورة 25 يناير وتبنى نظرية المؤامرة الخارجية وروجها على أوسع نطاق وقال ذلك فى المحكمة وأنقذ رقبة مبارك من حبل المشنقة! وقد كان أمرا عجيبا ومستفزا أن يقول عمر سليمان أن هناك من دخلوا مصر من حركة حماس وقتلوا المتظاهرين فى ميدان التحرير، بينما شاهد العالم كله سيارات الأمن المركزى وقوات المكافحة تسحل المتظاهرين وتقتلهم فوق كوبرى قصر النيل! وكان الاغرب أن رئيس جهاز المخابرات يعرف الذين دخلوا مصر إبان الثورة وقتلوا المتظاهرين .. ولم يقبض عليهم ولم يقدم معلومات عنهم! وقد حاول «عمر سليمان» انقاذ مبارك من السقوط وهدد بأن البديل لنظامه هو الانقلاب ولم يحدد إن كان الانقلاب عسكريا أم اخوانيا! ولعب دورا فى حماية بعض رموز النظام البائد، وكما اعترف «رشيد محمد رشيد» وزير التجارة لصحيفة «نيويورك تايمز» أن عمر سليمان جهز له طائرة خاصة نقلته من القاهرة إلى الاسكندرية ومنها إلى دبي! ويمكن أن ينسحب الامر على هروب يوسف بطرس غالى «حرامى التأمينات» وحسين سالم حرامى الغاز وشريك مبارك حرامى مصر فى صفقة تصدير الغاز لاسرائيل! وثمة ألغاز كثيرة محيطة بعمر سليمان حول الذين اطلقوا عليه الرصاص بعد تعيينه نائبا لرئيس الجمهورية ومن كان صاحب المصلحة فى اغتياله وكان واضحا انه يعرفه ولم يجرؤ على البوح باسمه كما جاء فى حواره المنشور بصحيفة «اليوم السابع» اثناء الانتخابات الرئاسية! ترى هل كان جمال مبارك وراء التدبير لاغتياله لأنه لم يتصوره بديلا له فى خلافة حكم مصر؟ أم كانت جهة أخري؟ هذا واحد من الألغاز والفوازير التى لم يكشف النقاب عنها بعد ولم يعرف ماذا آلت إليه التحقيقات التى جرت لمعرفة المشاركين فى محاولة اغتياله! استوقفنى ايضا فى ذات الحوار أنه طلب من المشير طنطاوى بعد الثورة مغادرة مصر والاقامة بالخارج وقال إن المشير سأله: وتسافر ليه؟! ترى هل كان يشعر بأن من حاولوا اغتياله فى المرة الأولى سيعاودون المحاولة؟ وهل أراد أن يأخذ «الأمان» من حاكم مصر العسكري؟! ثم قصة ترشحه للانتخابات الرئاسية لم تزل لغزا محيرا لماذا قدم أوراق ترشحه ولماذا تم استبعاده؟ هل كان طعما لاصطياد خيرت الشاطر واستبعاده معه؟ لماذا لم يكن شفيق هو الطعم وعمر سليمان هو المرشح وقد كانت فرص نجاحه أكبر من أحمد شفيق حيث القبول والكاريزما؟ وما هى الحقيقة حول أعمال التعذيب بالوكالة عن المخابرات المركزية والتى نشرت فى حياته ولم ينفها أو يعقب عليها ومنها واقعة طلب الc.i.a منه عينة من الحامض النووى لشقيق «أيمن الظواهري» واستعداده أن يرسل اليهم بدلا من العينة ذراعه كاملة. وإذا كانت هناك ثمة شبهة اغتياله مسموما.. هل فعلت وكالة الاستخبارات الأمريكية ذلك للتخلص من الصندوق الاسود وهل موقف عمر سليمان العدائى المعلن من الاخوان المسلمين كان عقبة فى طريق العلاقة الأمريكيةالجديدة مع مصر؟ هل تخلصت المخابرات المركزية منه لهذا السبب؟! الشئ الوحيد المؤكد أن عمر سليمان بالنسبة لكافة الاطراف مات فى الوقت المناسب! ■ تحولت القاف إلى فاء وسقطت نقطة من عنوان مقال الأسبوع الماضى وكان الاخوان «المشفشقين» فمعذرة للقراء غير «المشفشقين»! تم نشره بالعدد رقم 606 بتاريخ 23/7/2012