أكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق رضا شحاته، أن الجميع يعلم أن مصر لها المبادرة الأولى لدعوة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي، و قد شاركت في كل مؤتمرات حظر انتشار الأسلحة النووية، وكانت تطالب باستمرار أن تشمل إسرائيل. أوضح شحاته - في تصريحات لوكالة أنباء "سبوتنيك" الروسية- أن مصر كانت تلقى مقاومة شديدة من الدول الكبرى فيما يخص استثناء إسرائيل وخضوعها للتفتيش والمراجعة، الأمر الذي جعل الدعوة لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، دعوة بلا معنى. قال إن "المؤتمر الأخير طرحت فيه الفكرة نفسها بأنه لابد أن يحل ويعم السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط بين إسرائيل وربما كافة دول المنطقة حتي يمكن أن نفكر في إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي". أضاف أن "هناك شروط مسبقة طرحتها إسرائيل والدول المؤيدة لها لإفشال فكرة وفلسفة هذا المؤتمر، وهذه سقطة كبرى في مواقف الدول الموقعة علي معاهدة الانتشار لأنها تدفع بالمنطقة إلي المزيد من عدم الاستقرار والمزيد من المواجهة وإبعاد فرص السلام". أشار الدبلوماسي المصري إلى أنه بدون إدخال إسرائيل كطرف في المباحثات والمؤتمر نفسه، فإننا سندور في حلقة مفرغة وسنظل دائما نقول إن معاهدة الانتشار النووي ناقصة ولا قيمة لها إن لم تشمل كافة دول المنطقة. لفت في هذا الشأن إلي أن "إسرائيل تقول إن هناك دولا أخري غير موقعة على المعاهدة وغير منضمة مثل الهند وباكستان، لكن إسرائيل تنفرد بأنها تمتلك أسلحة نووية تهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط، بعكس الهند وباكستان". كما أكد أن انفراد إسرائيل بامتلاك السلاح النووي يجعل هناك جدلا بأن باب التسلح سيظل مفتوحا ما دامت إسرائيل تمتلك هذه الوضعية الشاذة. عن موقف روسيا، كدولة موقعة على معاهدة الدول الكبرى منذ 1968، قال شحاته "إن روسيا تؤيد الموقف المصري تأييدا كاملا وتتفهم بكل المعاني الدعوى لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وفي نفس الوقت، لا ننسي أن استراتيجية الشرق الأوسط تمثل أهمية قصوى للأمن القومي الروسي، لأنه ملاصق لجنوب روسيا ويؤثر تماماً على آسيا الوسطي ومنطقة القوقاز، كما أنه يؤثر أيضا في شرق أوروبا. وبالتالي، فاهتمامات روسيا ستظل دائماً مطروحة لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، والموقف الروسي يكاد يتطابق مع الموقف المصري في هذا السياق". يذكر أن مؤتمر مراجعة أعمال "معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، بمقر الأممالمتحدة بمدينة نيويورك، اختتم دون اتفاق، ووسط خلافات حول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وقد عبّرت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية روز جوتيمولر، خلال كلمتها في الجلسة الختامية للمؤتمر، أن عدم التوصل إلى اتفاق سببه ما قالت عنه "الشروط غير العملية" من قبل بعض الدول.