في محاولة جديدة لتدنيس المسجد الأقصى تصدى المقدسيون مجددا لمحاولة اقتحام المستوطنين المسجد من جانب باب العمود، حيث امتلأت ساحة باب العمود بعشرات الآلاف من المستوطنين الذين حملوا الإعلام الإسرائيلية، وهتفوا ورقصوا احتفالا بما يسمونه توحيد القدسالغربية والشرقية. ودعت منظمات "الهيكل" إلى اقتحام المسجد في الذكري ال 48 لما أسمته ب"يوم توحيد شطري القدس"، ولم يمض اليوم بسلام حيث انتهى كما يأمل الإسرائيليون بمزيد من الدماء، واحتك كلا الطرفين ببعضهما مما جعل القوات الإسرائيلية تدخل للفصل بين اليهود الذين يحتفلون بهذه المناسبة وبين المتظاهرين العرب المحتجين على تواجد اليهود. ويعتبر الإسرائيليون يوم توحيد القدس "عيدا وطنيا" لإحياء ذكرى استكمال سيطرة الاحتلال على مدينة القدس، واحتلال الجزء الشرقي منها، وعلى وجه الخصوص البلدة القديمة، وذلك خلال حرب عام 1967 وعقدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو جلسة احتفالية في متحف "إسرائيل" الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم الأحد، للاحتفال بما يسمى "ذكرى توحيد شطري القدس" ال 48 وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أنه تم إحياء مراسم تأبينيه في الساعة ال2 من بعد الظهر في المقبرة العسكرية على جبل "هرتسل"، احياءً لذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي الذين سقطوا في حرب الأيام الستة. كما عقد الكنيست جلسة لإحياء المناسبة المذكورة، وأقيمت مراسم رسمية في موقع "تلة الذخيرة" بشمال القدس، بحضور رئيس الكيان رؤوفين ريفلين ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وفي بيان صادر عن أوفير جندلمان المتحدث باسم رئيس الوزراء نتنياهو في إطار الكلمة التي ألقاها هذا المساء في المراسم الرّسميّة التي أجريت في تلة الذخيرة بالقدس:" أورشليم لن تتحول مرة أخرى إلى مدينة مجروحة ومبتورة، سنصون أورشليم موحدة تحت السيادة الإسرائيلية إلى الأبد، أورشليم كانت دائما عاصمة للشعب اليهودي فقط وليس لأي شعب آخر. هنا بدأت مسيرتنا كشعب. هذا بيتنا وسنبقى هنا". وبدأ مئات المستوطنين بالتوافد إلى البلدة القديمة في القدسالمحتلة للمشاركة في مسيرة "رقصة الإعلام"، وتخللت المسيرات الكثير من الشعارات المعادية للإسلام والعرب، إضافة إلى قيامهم بأعمال العربدة والاستفزاز لسكان وتجار البلدة القديمة الذين أرسلت لهم شرطة الاحتلال قبل أيام أمرا بإغلاق محالهم التجارية في تمام الساعة الخامسة عصرا، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية. وأصيب عدد من الشبان الفلسطينيين في القدس إصابات خفيفة ومتوسطة في مواجهات مع رجال الشرطة الإسرائيلية بباب العمود، وذلك إثر وصول مسيرة لمستوطنين إسرائيليين إلى البلدة القديمة، وقالت الشرطة إن شرطيا أصيب في رأسه إصابة طفيفة نتيجة إلقاء الشبان الفلسطينيين الحجارة، كما اعتقلت الشرطة ثلاثة فلسطينيين وأحالتهم إلى التحقيق. ويتضرر المقدسيون الذين تبلغ نسبتهم نحو 35 ألفا، من هذه المسيرات كل عام، حيث تمنعهم شرطة الاحتلال من التحرك من وإلى منازلهم.