قبل ظهور "الانترنت" ومواقع «تويتر» و« الفيس بوك» درجت وسائل الإعلام التليفزيونى والاذاعي، بل وبعض الصحف والمجلات على فبركة ما يسمونه «استطلاعات الرأي» حول الأعمال والبرامج وحتى الإعلانات المقدمة فى رمضان!، وفى هذه «الاستطلاعات» كان يظهر للناس أن ما أدرجوه خلال الشهر الفضيل من سوءات وسخافات «التليفزيون» قد تحولت بقدرة قادر إلى «روائع» استولت على اهتمامات الصائمين ونال تقديرهم واعجابهم!، وكانت استطلاعات الرأى هذه لا تتوانى عن اظهار أن اعلانا عن السجائر -وقت أن كان الإعلان عن السجائر مسموح به- نال اعجاب المشاهدين من الأطفال وهم يطالعون وجه لأحد البلهاء وهو يرقص وينظر إلى السماء قائلا: «شكرا يا كريم.. وصلتنى سيجارة «كايرو»! ولم يكن لأحد أن يعترض على الإعلان الذى يعتبر سيجارة من ماركة ما هدية من السماء!، فقد كانت استطلاعات الرأى «المفبركة» تنصر نصرا كاسحا إعلانا على غيره من الاعلانات!، فكيف بك تنتقد حتى الإعلان!، وقد صدرت له «تزكية» من استطلاع الرأى المفبرك!، وكثيرا ما كنا نكتشف بوسيلة أو بأخرى أن هناك أموالا قد دفعت «تحت الترابيزة» من شركة الإعلان!، حتى تصدر له هذه «الشهادة» المروجة لأى سلعة! لكننى لابد أن أعترف بأن مطاردة المشاهدين بالإعلانات فى رمضان أو غير رمضان لم تكن بهذا «الفحش» الذى جعلها فى رمضان الحالى وسيلة «نكد» على رءوس وأرواح المشاهدين كما اليوم!. حتى قيض الله لنا هذه الأيام «الانترنت» و«الفيس بوك» و«توتير» وغيرها من وسائل الاتصال ذات الفاعلية التى استطاعت ذات -25 يناير 2012- يوم أن تساهم فى نجاح ثورة الشعب التى ساندها الجيش!، هذه الوسائل تقوم حاليا بدور عظيم فى الحيلولة دون فبركة الاستطلاعات!، فالآراء المعلنة من خلال هذه الوسائل وبمعرفة المشاهدين يمكن أن تلقى لك ضوءا على ما كان ممكنا لك أن تشاهده خلال رمضان حتى فى ظل نكد الإعلانات!، بحيث اذا ما لاحت لأحد فكرة «الفبركة» لاستطلاعات الرأى تأكد له أن هناك حشودا من «المراقبين» الذين يرصدون النادر من الأعمال الجيدة، ولكنهم لن يسمحوا لأحد بالترويج لمسلسلات السخافات، وإعطائها قدراً مصطنعا لزوم «البيزنس» و«التزوير» ولم أفاجأ عندما علمت أن مصدرا مسئولا بالتليفزيون المصرى قد ذكر لجريدة الوفد- الأربعاء 8 أغسطس- أن إحدى شركات المياه الغازية قد سحبت أحد اعلانات فنانة للشركة من التليفزيون المصرى وواحدة من القنوات الفضائية الخاصة، وقد جاء القرار بعد الهجوم الشديد الذى تعرضت له الفنانة من بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» و«توتير» بسبب بدلة الرقص التى كانت ترتديها الفنانة الشابة فى إحدى الإعلانات الأمر الذى اعتبره البعض غير مناسب للعرض فى شهر رمضان، وهدد بمقاطعة منتجات الشركة!، وكل ما ينتقم لنا من عدوان الإعلانات علينا يسعدنى ويسعد الكثيرين، ونرجو ألا تكون بدلة الرقص هى السبب الوحيد الذى يعطينا الحق فى الانتقام من الإعلانات لما فعلته فى حقنا فى رمضان تم نشره بعدد 609 بتاريخ 13/8/2012