مكنها جسدها الفرنسى وعقلها الانجليزى ونشاطها الألمانى من أن تظل المستشارة، الأمينة وكاتمة أسرار أربعة وزراء متعاقبين، دون أن يفلت من شباكها وزير واحد، منذ أن أصبحت المسئولة عن صورة الوزير الإعلامية. ورغم صغر سنها إلا أنها باتت الاكثر سيطرة ونفوذا داخل الوزارة، ربما أكثر من الوزير نفسه، وهو ما حدث بالفعل أكثر من مرة، حيث قامت بالغاء أكثر من قرار لأكثر من وزير وسط دهشة جميع العاملين فى ديوان الوزير. ويبدو أن حداثة الوزير الجديد بالعملية السياسية، وعدم قدرته على ملء مركزه فى الوزارة، استطاعت أن تلفت نظر رئيس الحكومة اليها، والى نشاطها، وقدرتها على الرد على اسئلة الصحفيين التى توجه إلى الوزير، قبل أن يفكر فى الاجابة عليها. بعض الخبثاء يشيع فى الوزارة أن المستشارة قررت أن تتخلص من دورها الحالي، وتطمح فى اعتلاء كرسى الوزارة، رغم صغر سنها، وهو ما ظهر جليا من كونها أصبحت أكثر مسئولى الوزارة ترددا على مجلس الوزراء، والالتقاء بالمسئولين فيه. وقبل اسبوعين تقريبا، اكتشفت المستشارة الطموحة أن سكرتيرة جديدة تم انتدابها مؤخرا فى ديوان الوزارة، استطاعت فى غيبتها أن تدخل على الوزير، وتلفت انتباهه بالبارفان الذى تضعه، رغم تواضع جمالها بالمقارنة مع المستشارة، فقررت الأخيرة ان تزيحها من طريق الوزير بأن افتعلت معها مشكلة، سجلتها فى مذكرة رسمية للوزير، اتهمتها فيها بأنها على علاقة بأحد موظفى الأمن، وأنها تستغله لتحريض الموظفين على عدم التعاون معها. لتفاجأ المستشارة بأن الوزير استدعى الموظفة فى حضور المستشارة، وواجهها بالمذكرة، وجلس يستمتع بمحاولات كل واحدة منهما القاء الاتهامات على الاخرى، ليترك عمله الوزارى، وظل فى هذا الاجتماع الخطير لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة. انتهى الاجتماع بأن استبقى الوزير الموظفة ذات البارفان الباريسى الرائع، ومزق المذكرة الرسمية التى كتبتها مستشارته، لتشعر المستشارة أن خطرا محدقا يحاصر طموحها، ويهدد بقاءها فى الوزارة.