»إن الشاب الصفيق من هؤلاء يتعمد الوقوف على رصيف محطة الترام بالقرب من المكان المخصص لركوب السيدات، وعندما يجد سيدة تقف بمفردها يقترب منها بمنتهى البجاحة ويقول لها دون سابق معرفة، بنسوار يا هانم«.. ما سبق كان جزء من مقال للكاتب الصحفى فكرى أباظة عام 1932. إذا ما رأيت حبيبة لك، أو صديقة، ربما وجدت نفسك تهتف « إيه ده معقولة، فينك يا بنتى«، وكلها تعبيرات دارجة ،ليست فصحى ، لكنها واقعية ، فهذه التعبيرات نستخدمها جميعا فى حياتنا اليومية، ولا نستطيع الاستغناء عنها بحكم التواصل الاجتماعى مع الآخر لا أعتقد أن شخصا ما، ربما طالعك وجهه صدفة الآن، فى أحد شوارع وسط البلد مثلا، سيبادرك بالقول «بنسوار»، لكنه سيسارع بالقول « حبيبى»، «إيه الصدف السعيدة دى»، «يا عم وحشنى، والله وحشنى». إذن يتغير قاموس المعاكسات والمجاملات بتغير بعض المفاهيم، واستحداث ما لم يكن موجودا فى حياتنا من قبل، لذلك فما هو غريب اليوم سيصبح تقليدى غدا. «مورنينج عليك»، نداء غزلى، « ودحرجة تماسى»، - قديما كانت « يا حلو صبح»- وجهته «سارة» إلى حبيبها «كايا». التزم «كايا » الصمت، لكن فى لحظة ما، بحثا عن الشهرة، طفا على السطح، شخص جاء مما يطلق عليه «المنطقة السوداء » بالانترنت، المجهولة، التى لا يعرف عنها أحد شيء، لتصدر المشهد مقدما نفسه بصفه «كايا» الذى كانت تقصده «سارة». فى لحظة تحول «كايا» إلى « تريند» على مواقع التواصل، بحث الآلاف عن اسمه، عقب ظهروه فى فيديو يخاطل «سارة» بطريقة تعمد فيها استخدام كلمات غريبة، ليحدث أكبر أثر فى جمهور السوشيال ميديا، الذين يستهويهم كل ما هو غريب. قفز «كايا»، نجم السوشيال العشوائي، فى لحظة إلى الصدارة رغم انتحاله شخصية «كايا » الذى مازال مجهولا حتى الآن. «مورنينج عليك»، تعبير ظريف، لكن لا يتسحقه البعض، وهو تعبير ونحت مصري خالص، يستحقه كل من يرسم البسمة على جوه المصريين، وكل من يساهم فى إسعادهم، وكل من يرفع اسم مصر عاليا فى المحافل الدولية من قبيل النجم المصرى الأمريكى ذو الأصول الصعيدية «رامي مالك» واتلذى جرى تتويجه بجائزة أوسكار أحسن ممثل عن دوره فى فيلم «Bohemian Rhapsody». وسبق وفاز بجائزة «جولدن جلوب» لأفضل ممثل عن الدور نفسه الذي يجسد فيه شخصيه فريدي ميركوري، المغني الرئيسي في فرقة الروك البريطانية «كوين». لعب «رامي مالك» دورا رائعا فى فيلم تصدر شباك التذاكر فى هوليوود عن قصة حياة المطرب «فريدى ميركورى» الذى يعد من أفضل مطربى القرن العشرين وواحد من أهم ملهمينه الذين يحظون بشعبية عريضة. انبهر الجمهور والنقاد بأداء «رامي مالك » ما جعلهم يؤكدون بأنه «وصل إلى قمة الكمال خلال ساعتين هى مدة فيلم Bohemian Rhapsody». لم ينسى النجم العالمى اصوله المصرية فخلال تسلمه جائزة الأوسكار قال «أنا أمريكي و ابن مهاجرين مصريين و أحبك يا أمي». لعب والد رامي مالك دورا كبيرا فى ارتباط ابنه بوطنه فعلى الرغم من أنه ولد وتربى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلإ أنه دائما ما يصرح إنه :«فخوربجذوره العربية ومهتم جداً بالشأن المصري، ووالده سعيد مالك صعيدي قبطي كان حريص على تعليمه العربية وإنه يكلم أهله في سمالوط من صغره». فاز رامي مالك بجائزة أوسكار أفضل ممثل عن أدائه لشخصية المطرب ومؤلف الأغاني «فريدي ميركوري» في فيلم «بوهيميان رابسودي» في حفل أكاديمية العلوم والفنون السينمائية الأمريكية في نسختها ال 91 في لوس انجلوس. وقال مالك لأعضاء فرقة «كوين» الموسيقية: «سأظل مدينا لكم إلى الأبد». وينحدر رامي سعيد مالك من أسرة قبطية هاجرت إلى الولاياتالمتحدة عام 1978 من مدينة سمالوط التابعة لمحافظة المنيا بمصر. وكان قد قال في إحدى مقابلاته التلفزيونية أن لديه أصولاً يونانية أيضاً. وانطلق مالك إلى عالم النجومية بعد تجسيده لشخصية إليوت ألديرسون في المسلسل التلفزيوني «مستر روبوت». وحصل عن دوره في المسلسل على جائزة إيمي عام 2016.