ارتبطت ظاهرة ارتفاع عدد اللاجئين بثورات الربيع العربى وبالازمات التى اجتاحت المنطقة خلال السنوات الخمس الاخيرة وتتفاوت نسب اللاجئين باختلاف توزيعاتهم على ارض مصر وتعتبر وزارتا الداخلية والخارجية هما المنوط بهما رصد عدد هؤلاء اللاجئين من مختلف الجنسيات بمصر، وهى المفارقة العجيبة والغريبة التى اكتشفناها بسؤالهم عن أعداد اللاجئين العرب فى مصر، للتعرف على ارقام فعلية لكل دولة منها على حدة. فقد تعنتا معنا بحجة ضرورة توجيه خطاب رسمى من الجريدة للموافقة على دعمنا برأيهم (المصون) حول عدد اللاجئين فى مصر ولم يدلوا بأى معلومة تدعم موضوعنا. ن بيروقراطية الداخلية والخارجية، لجأنا لمصادر اخرى على ارض الواقع وتبعا لتصريحاتهم اعتمدنا ارقام وأعداد اللاجئين فى مصر خلال الخمس سنوات الاخيرة ومناطق توزيعهم وتمركزهم بمصر والانشطة التى يمارسونها كمصدر للرزق ومواجهة ظروف المعيشة الصعبة والازمات أو المشاكل التى تقابلهم، حيث التقينا عددا من اللاجئين من مختلف الجنسيات العربية واراء المفوضية السامية لشئون اللاجئين ومنظمات حقوق الانسان واجرينا هذا التحقيق. مفوضية اللاجئين فى البداية تقول مروة هاشم المتحدث الاعلامى باسم مفوضية الاممالمتحدة لشئون اللاجئين «ان اجمالى عدد اللاجئين من مصر وصل ل189,634 طالبى لجوء ولاجئين بالفعل مقيمين على ارض مصر ومنهم1,235 سجلوا كلاجئين فى يناير 2015 وبالنسبة للسوريين فهم يمثلون النسبة الاكبر من عدد اللاجئين بمصر حيث يبلغوا 86,576 منهم 1,785 من الاطفال. أما باقى العرب تبعا لاحصائيات المفوضية فعدد اللاجئين السودانيين وصل إلى 26,589، فى حين كان عدد لاجىء جنوب السودان 12,978 بينما بلغ عدد الصوماليين حوالى 7,452 وعدد العراقيين بلغ 6,903، الشىء بالشىء يذكر، فقد اكتشفنا أن فى مصر عددا لا بأس به من اللاجئين الاثيوبيين، رغم توتر العلاقات بين البلدين خلال السنوات الثلاثين الاخيرة فقد بلغ عدد لاجئيهم 4,275. يتمركز اللاجئون بشكل عام، وبدون تحديد لجنسياتهم، فى ثلاث محافظات بشكل رئيسى، هى القاهرة صاحبة الترتيب الاول فى استضافتهم، حيث بلغ عدد اللاجئين العرب فيها ل125,170، فى حين كان نصيب الاسكندرية 30,041 بينما كان نصيب دمياط التى احتلت المركز الثالث بين المحافظات المستضيفة للاجئين الى 12,452، أما بقية محافظات مصر فقد استوعبت ما يقرب من 27,006 لاجئ. تفاوتت أعمار اللاجئين العرب فى مصر، فتبعا لاحصائيات المفوضية السامية فلدينا الاطفال من 0-4 سنوات ويمثلون 10٪ ومن سن 5 - 11 نحو 16٪ ومن سن 12 - 17 نحو 11٪ ومن سن 18 - 59 بلغوا 51٪ واما من يتجاوز اعمارهم ال60 عاما فنسبتهم 3٪. ورغم أن الاعداد الحقيقية ليست متوفرة فى أى جهة حكومية، لكن المؤكد أن الخزانة المصرية تتحمل ضغط أعداد اللاجئين على البنية التحتية، ومشاركتهم فى الخدمات المقدمة وفى الدعم المتوفر للمصريين سواء فى اسعار البنزين او فى السولار او فى انابيب البوتاجاز، او فى التعليم او المستشفيات. ومع ذلك فمفوضية اللاجئين تنفق ما يقرب من 85 مليون استرلينى (800 مليون جنيه مصري) على اللاجئين الرسميين والمسجلين فى دفاتر المفوضية فقط، وتساهم بعض الدول العربية كالكويت و دول اخرى اجنبية كالمانيا وامريكا وكندا واليابان فى هذه الميزانية، لكنها لا تذهب الى الحكومة المصرية، بل تذهب مباشرة الى اللاجئين فى صورة منح تعليمية ومبلغ شهرى ثابت لكل اسرة لاجئة لمساعدتها على ظروف المعيشة، وبالتالى لا تحصل مصر على دعم دولى لاستضافتها اللاجئين، مثلما تحصل دول مثل الاردنولبنان. لكن فى حقيقة الامر هناك جنسيات، لم ولن تسجل فى دفاتر المفوضية الدولية، مثل الليبيين، وأعداد كبيرة من الطبقة المتوسطة السورية، واضف الى ذلك أيضا اليمنيين، واعدادا ليست بالقليلة من العراقيين، الذين يترفعون عن تسجيل أسمائهم فى المفوضية، ليحصلوا على اعانات شهرية او دعم مادي، فهم لديهم ما يكفيهم ويسترهم شر الزحام على أبواب المفوضية، وهم بالمناسبة أعداد كبيرة جدا. الليبيون الاكثر فعلى سبيل المثال شهدت مصر ثلاث هجرات تاريخية للاجئين الليبيين، كما يقول صالح ابو خريص «لاجىء ليبى بمصر «وعضو باللجنة التأسيسة لمنظمة اللاجئين والمهجرين الليبيين بمصر، والذى أضاف أن المرحلة الاولى بدأت من فترة الحكم العثمانى لليبيا منذ 450 سنة فى عام 1811 والتى فرض فيها الاتراك السيطرة على الاراضى فى ليبيا والاستيلاء عليها فهذه القوى التركية ادت الى اجلاء وتهجير اكثر من ثلث سكان ليبيا حيث ذهب سكان الشرق الليبى الى مصر والذين يشكلون الان حوالى 7 ملايين نسمة 70% منهم حاصلون على الجنسية المصرية، وحوالى مليونى لاجئ فى السنوات الأخيرة، وهم قبائل اولاد على والجوازى والرماح والفوائد وهم سكان مطروح والمنيا والفيوم ثم الجيل الثانى من الهجرة فى عام 1911 عندما اتفق الاتراك مع ايطاليا على أن يسلموهم ليبيا واستعمرت وقتها 20 عاما من قبل الايطاليين نتج عنها نزوح عدد كبير آخر من سكان الشرق الليبى من العائلات والقبائل الى مصر. عنصرية للسودانيين ولا يختلف الحال كثيرا مع اللاجئين السودانيين فى مصر، فكما يقول جاسم المهداوى «لاجىء سودانى وعضو بمركز حقوقى لشئون اللاجئين السودانيين فى العالم: إن عدد حاملي البطاقة الزرقاء الذين تم اعتمادهم كلاجئين حوالى 20 الفا اما حاملو البطاقة الصفراء حوالى 14 الفا وهم ملتمسو اللجوء الذين لم تجر لهم مقابلات تحديد الوضع بعد بالفوضية ومنهم 4 آلاف سودانى من ابناء النوبة والباقى يقيمون فى مدينة نصر بالحى العاشر والكيلو 4 ونص والتجمع الاول والمعادى وعين شمس وامبابة والبراجيل ومدينة العبور ودير ملاك بالعباسية والحلمية وحدائق القبة. وبالنسبة للانشطة التى يمارسونها فأغلبهم باعة متجولون وليست هناك مهن ثابتة لهم بمصر اما الازمات التى يواجهونها بمصر فكثيرة ولا حصر لها ومنها التفرقة العنصرية بسبب اللون والاهانات التى نتعرض لها فى الشوارع والاماكن العامة كما يعانون مر العناء من تحيز الموظفين المصريين ضد السودانيين وايضا تعرض السودانيات للتحرش فى البيوت المصرية. النزوح الفلسطينى وللفلسطينيين تاريخ طويل مع اللجوء والنزوح، فيقول السفير الفلسطينى الاسبق سعيد كمال وهو «احد مؤسسى منظمة التحرير الفلسطينية ومساعد الامين العام لجامعة الدول العربية الاسبق» : يختلف عدد النازحين الفلسطنيين فى مصر يتم تقسيم الوافدين الى مصر قبل نكبة 48 حوالى 1,075 والذين جاءوا مع النكبة حوالى 13 الفا والوافدون مع العدوان الثلاثى 56 حوالى 142الفا والوافدون بعد اندلاع حرب 1967 حوالى 6 آلاف وفى عام 1995 لم يتجاوزوا ال100 الف شخص ومنهم الشباب الذين خرجوا من غزة بالقوة اثناء الحرب وجاءوا من فلسطينالمحتلة ويافا وحيفا والرملة من القطاع الشمالى واستقبلتهم الحكومة المصرية استقبالا رائعا واما الان فقد تزوجت الفلسطينيات مصريين وانجبن منهم وعقب عام 1967 سافر كثيرون الى دول عربية واجنبية ولم يتبق فى مصر الا 200 الف فلسطينى وفلسطينية ويتمركزون فى مدن شمال سيناء وخاصة العريش ورفح والاسكندرية وبورسعيد والمناطق الشعبية كالمطرية والزيتون وحلمية الزيتون والقاهرة الكبرى والارياف ونواحى الصعيد اما الاغنياء والطبقة الراقية منهم يقيمون فى السادس من اكتوبر والشيخ زايد ومدينة نصر والتجمع الخامس ويمارسون انشطة كثيرة منها التجارة والحلويات التى اشتهروا بها فى مصر ومنهم من لديه مصانع بلاستيك والومنيوم وملابس ومنهم مثقفون يعملون بالتدريس فى الجامعات كاساتذة ومعيدين اما بالنسبة للمشاكل التى يقابلها الفلسطينيون فى مصر اهمها الاجراءات الامنية الخاصة بالحفاظ على الامن القومى عقب حكم الرئيس الاخوانى مرسى التى نتج عنها صعوبات شتى فى اجراءات الاقامة فهناك اعداد كبيرة تتعدى ال30 فلسطينيا مقيمون على ارض مصر دون تصريحات اقامة وهو ما يعرضهم للخطر والقلق. السوريون آخر اللاجئين ولأن النزاع السورى بات هو الاطول عمرا والاشد تأثيرا، كان عدد اللاجئين السوريين فى مصر هو الاعلى علىالاقل رسميا، حيث يقول محمد كاظم «لاجىء سورى وعضو باللجنة السورية لحقوق الانسان فى مصر «تحتل سوريا المركز الرابع عالميا كاكثر الدول تصديرا للاجئين وتتفاوت الاعداد الخاصة باللاجئين السوريين من جهة لاخرى تبعا لتقديراتهم حيث سجلت المفوضية ما يقرب من 1.8 مليون لاجىء من سوريا فى كل من لبنانوالاردن وتركيا والعراق ومصر وحوالى 80 ألف لاجىء سورى مسجلين فى مصر بينما تقدر الحكومة المصرية تبعا لبيان لوزارة الداخلية عدد السوريين الموجودين فى مصر ما بين 250 الى 300 الف شخص 80% منهم فى المدن الجديدة، على رأسهم مدينة اكتوبر 30% القاهرة الجديدة 25% الاسكندرية 13%. وقد اعلن وزير الخارجية سامح شكرى فى مؤتمر المانحين لدعم سوريا بالكويت مؤخرا أن مصر هى احدى الخمس الدول المضيفة للاجئين السوريين على الرغم من عدم وجود حدود مشتركة بين مصر وسوريا وبلغ عددهم 300 الف واختار عدد منهم يقل عن نصفهم تسجيل نفسه مع المفوضية السامية للامم المتحدة لشئون اللاجئين ومصر تعد الاعلى فى معدلات التحاق اللاجئين السوريين فى المدارس حوالى 39 الف طالب وعدد المسجلين فى الجامعات بلغ ال14 الفا فى العام الدراسى الحالى ويبلغ العبء المالى الواقع على بند واحد من بنود الميزانية المصرية من جراء استضافة اللاجئين السوريين وهو بند الدعم الى ما قيمته مليار جنيه مصرى اى ما يعادل نحو مائة وخمسة عشر مليون دولار امريكى. المنظمة العربية ولأن الارقام مختلفة احيانا ومتناقضة احيانا اخرى لجأنا بدورنا الى المنظمة العربية لحقوق الانسان، فزادت حيرتنا عندما منحتنا ارقاما اكبر ومختلفة حيث قال لنا اسلام ابو العينين «المتحدث الرسمى لها فى مصر: أن عدد اللاجئين العرب فى مصر لا يتجاوز ال مليون و800 ألف لاجىء ويعد اللاجئون السوريون هم الشريحة الاكبر من عدد هؤلاء اللاجئين العرب على ارض مصر ويمثلون 320 الف سورى المسجلين فعليا لدينا بالمنظمة تبعا لتقديراتنا ويتمركزون أغلبهم فى الاسكندرية ودمياطوالقاهرة الجديدة وبورسعيد وصعيد مصر اما بالنسبة للانشطة التى يمارسونها هنا فهم بارعون فى الماكولات السورية والشامية ولذا فلديهم مطاعم وكافيهات واما الطبقة الغنية منهم يمتلكون مصانع غزل ونسيج الخاصة بصناعة الملابس الحريمى والرجالى والاطفالى اما المشاكل التى رصدناها والتى يعانى منها اغلب اللاجئين بمصر فتتمثل فى الاقامة سواء للمقيمين وتجديد اقامتهم. العراقيون يتناقصون ورغم انتهاء الاحتلال الامريكى للعراق قبل سنوات الا أن اللاجئين العراقيين بمصر مازالوا موجودين، وان تناقصت اعدادهم بشكل كبير، كما قال لنا «حازم العبيدى «باحث عراقى»بالمعهد الديمقراطى العربى بالقاهرة، وأضاف: منذ بداية عام 2007 كان عددهم 120 ألفا تبعا لتقديرات الاممالمتحدة والحكومة المصرية وتقلص العدد حتى وصل من 20 الى 30 الف لاجىء عراقى تبعا لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء ومركز الهجرة واللاجئين التابع للجامعة الامريكية فى القاهرة ومنهم 11 الف لاجىء عراقى مسجلين بمفوضية الاممالمتحدة للاجئين ويقيمون بمدينة الرحاب والحى السابع ب6 اكتوبر والحى السابع بمدينة نصر والمعادى واختاروا مجالات خاصة بالمقاهى تحمل اسماء عراقية ومطاعم ومخابز التى تقدم الاطعمة العراقية واشهرها مخبز الصمون الحجرى والسمك المسكوف اما المشاكل التى يعانون منها اللاجئين العراقيين تتمثل فى صعوبة الحاق ابنائهم بمراحل التعليم المختلفة بالمدارس والجامعات. اليمن آخر اللاجئين مصر حاضنة للاجئين اليمنيين منذ السبعينيات، تماما كما قال لنا محمد اليمانى لاجيء يمنى فى مصر منذ أشهر، وأضاف أن اعداد اليمنيين الفارين من جحيم الحوثيين بدأت تتزايد، ويوقع أن تتضاعف الاعداد بعد بداية عملية عاصفة الحزم العسكرية حتى وصل الى 43 الف لاجيء يمنى يتمركزون 80% فى منطقة الدقى والمهندسين بشارع جامعة الدول العربية واحمد عرابى وبولاق ومنطقة السادس من اكتوبر وبالنسبة للانشطة التى اشتهر بها اليمنيون فى مصر هى التجارة والمطاعم الخاصةبالمأكولات اليمنية المندى، تسوية، اللحوم والدجاج على الفحم اما المشاكل التى يواجهونها فى مصر لا تختلف كثيرا عن مشاكل باقى اللاجئين من مختلف الجنسيات من اجراءات معقدة خاصة بالاقامة والعمل والعنصرية.