تستعد مصر ومختلف دول العالم، (الجمعة) الموافق 27 يوليو، لمشاهدة ورصد ظاهرة الخسوف الكلي للقمر، وتُجرى حالياً الاستعدادات على قدم وساق فى مصر والعالم، لرصد ومتابعة واستقبال هذا الحدث الكونى والعلمى الهام. وكانت وزارة الأوقاف، أعلنت، أن صلاة الخسوف تقام عقب صلاة عشاء يوم الجمعة بالمساجد الكبرى التى تحددها كل مديرية، بناء على ما أعلنته هيئة الأرصاد الجوية المصرية من حدوث خسوف كلى وجزئى مساء الجمعة الموافق 27 / 8 / 2018م وتطبيقًا للسنة النبوية المشرفة. ونبهت الوزارة حسب بيان لها، على إقامة الصلاة من خلال أئمتها المعتمدين وعدم السماح لغير المرخص لهم بالخطابة من قبل الوزارة بأداء أى فعاليات دعوية بالمساجد. مدة الخسوف ويُعد هذا الخسوف هو أطول خسوف كلي للقمر في القرن ال21، حيث سيستغرق من بدايته وحتى نهايته حوالي 6 ساعات و14 دقيقة، بالإضافة إلى ظاهرة مقابلة كوكب المريخ للأرض، وهو في أشد تألقه منذ 15 عاماً.
وتبدأ الظاهرة ب«الخسوف شبه ظلّي»، في تمام الساعة السابعة و14 دقيقة و47 ثانية مساء، و«الخسوف شبه ظلّي»، هو أن يكون القمر في شبه ظل الأرض، ويبدو ضوء القمر باهتاً ولا ينخسف القمر، وفي تمام الساعة العاشرة و21 دقيقة و44 ثانية تكون ذروة الخسوف الكلي، وهي لحظة أن يكون قرص القمر فيها أشد عتامة، وتنتهي ظاهرة الخسوف للقمر في تمام الساعة الواحدة و28 دقيقة و38 ثانية. صلاة الخسوف جاءت الأديان السماوية متعاقبة منذ آلاف السنين، كما نعرفها- اليهودية ثم المسيحية فالإسلام- وكانت شعوب الأرض وقتها، وخلال انتشار هذه الرسالات السماوية على وجه البسيطة، ومنذ القدم شاهدت الشعوب والأمم خسوف القمر وكسوف الشمس، ولكن اختلفت عاداتهم وتقاليدهم فى ردود الأفعال تجاه هاتين الظاهرتين الكونيتين، فالعديد من الثقافات القديمة كانت تعتبر كسوف الشمس وخسوف القمر،أمر سيء ويوم مشؤوم، بل هناك من الشعوب والقبائل قد استحكمت وتمكنت منها هذه العادات والتقاليد والموروثات، إلى درجة مازالت معها ترفض رأى وحديث الأديان والعِلم فى تفسير هاتين الظاهرتين.
وقد جاءت تسمية سورتين باسم الشمس والقمر، بل وحديث مجمل عن الخسوف ليضع الظاهرتين فى حجمهما الطبيعى، كما قطع الرسول الكريم- محمدٍ صلوات الله وسلامه عليه- الشك باليقين فى ذلك، فعندما كسفت الشمس في عهده صلى الله عليه وسلم، لما مات ابنه إبراهيم، فقال بعض الناس: «إنها كسفت لموت إبراهيم، فخطب النبى عليه الصلاة والسلام الناس».
وقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته، يعني: (لا لموت إبراهيم ولا غيره)، وإنما هما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره، وسنّ لنا الرسول الكريم ، صلوات الله عليه وسلامه (صلاة الخسوف)». ويقال لها: «صلاة الكسوف، وقد شرحها و بيّنها النبي صلى الله عليه وسلم بفعله عليه الصلاة والسلام». كيفية الصلاة ووقتها صلاة الخسوف سُنّة مؤكدة إذا كسفت الشمس أو خسف القمر، سواء ذهب النور كله أو بعض النور، فإن السُنّة أن يصلي المسلمون ركعتين، في كل ركعة قراءتان وركوعان وسجدتان، وهذا هو أصح ما ورد في ذلك، وأن يصلي المسلمون في أي وقت حتى ولو بعد العصر على الصحيح، متى وقع الكسوف ولو في وقت النهي، فالسُنّة أن يصلى، وأن تُصلى صلاة الكسوف، وهي ركعتان تشتملان على قراءتين وركوعين وسجدتين في كل ركعة. وفي الحديث الآخر: «فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم»، وفي اللفظ الآخر: «فادعوا الله وكبروا وتصدقوا، وأمر بالعتق عند الكسوف»، وصلى النبى بالناس ركعتين، فكبّر عليه الصلاة والسلام وقرأ الفاتحة، ثم قرأ قراءة طويلة، قال ابن عباس: «تقدر بنحو سورة البقرة، ثم ركع وأطال الركوع، ثم رفع وقرأ قراءة طويلة أقل من الأولى، ثم ركع ركوعًا طويلًا أقل من الركوع الأول، ثم رفع وأطال دون الإطالة الأولى، ثم سجد سجدتين طوّل فيهما عليه الصلاة والسلام، ثم قام وقرأ وأطال لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع فأطال لكن دون الركوعين السابقين، ثم رفع وقرأ لكن دون القراءة السابقة، ثم ركع ركوعاً رابعاً وأطال فيه لكن دون الركوع الذي قبله، ثم رفع فأطال لكنه أقل مما قبله، ثم سجد سجدتين طويلتين عليه الصلاة والسلام، ثم تشهّد، وقرأ التحيات وتشهد كالمتبع، ثم سلم وخطب الناس، ووعظهم عليه الصلاة والسلام وأخبرهم أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد من الناس ولا لحياته». وقال: «إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم، وأمر بالصدقة والعتق وأمر بالاستغفار والذكر، وأداء هذه السنة حتى تنكشف الشمس والقمر، والسنة الخطبة بعد ذلك كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، ويبين لهم أحكام صلاة الخسوف».
