لم تكن ملحمة حرب أكتوبر مجرد انتصار عسكري لشعب سجل أروع البطولات فى سجل العسكرية، بل كانت ملحمة تكتب بحروف وألحان المبدعين المصريين، في تخليد لتلك الانتصارات، وهو ما شهد عليه سلم الإذاعة المصرية بماسبيرو. بليغ حمدى كانت البداية والتي جاءت من خلال اتصال هاتفي من الموسيقار المبدع بليغ حمدي للشاعر عبد الرحيم منصور، والإذاعي وجدي الحكيم، لتحديد لقاء بشكل عاجل بالإذاعة، وكانت المفاجأة عند وصولهما أنه سيتم الاكتفاء بالأغاني الوطنية القديمة، لعدم وجود ميزانية لإنتاج اغانى جديدة، ومرت فترة طويلة من المداولات والشد والجذب بين الحكيم وقيادات الإذاعة، ليؤكد بليغ حمدى أنه سيقوم بإبلاغ شرطة النجدة، لتمكنه من الدخول، مؤكدا أن دوره لا يقل عن دور هؤلاء الجنود الذين يضحون بأرواحهم لأجل الوطن في الوقت الذى يمنع فيه هو من أداء دوره، وهنا لجأ الحكيم للدكتور محمد عبد القادر حاتم وزير الدولة للثقافة والإعلام في ذلك الوقت فسمح له بدخول الإذاعة مع الشاعر عبد الرحيم منصور، وبدأت ملحمة من نوع آخر على سلم الإذاعة بماسبيرو، ليدون الشاعر عبدالرحيم منصور كلمات أغنية بسم الله.. الله أكبر.. بسم الله، ويقوم المبدع بليغ حمدي بتلحين كل مقطع يكتبه منصور. وردة ولم تكن أغنية بسم الله، إلا طلعية للعدد من الأغاني الوطنية التي أتت بعدها، كأغنية حلوة بلادى للمطربة وردة الجزائرية من تلحين المبدع بليغ حمدي أيضاً والشاعر عبدالرحيم منصور، والتي تم تسجيلها فجر السابع من أكتوبر، وبدأت بعدها سلسلة من الأغانى الوطنية، والتى كان أهمها أيضا أغنية أم البطل للفنانة شريفة فاضل، والتى طالبت الشاعرة نبيلة قنديل بكتابتها عقب أستشهاد نجلها، وقام بتلحينها الملحن على إسماعيل. شادية ولم تكن أغنية ياحبيبتى يامصر، للفنانة المبدعة شادية، والتى لازالت حاضرة فى العديد من المناسبات الوطنية، والتى تعتبر أهم أسباب رجوع الفنانة شادية للفن مرة أخرى بعد غياب تجاوز 4 سنوات، وهي من تأليف الشاعر محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، وهي الأغنية التي ترصد أهم ملامح الحياة المصرية.