قال السفير أرمن ملكونيان سفير أرمينيا بالقاهرة، إنه تبقى أيام معدودة على إحياء الأرمن للذكرى المئوية التى ارتكبتها تركيا ضد الآلاف من الأرمينيين وراح ضحيتها مليون ونصف من الأرمن وتهجير الآلاف، قائلا "إلى اليوم يشعر الأرمن بمعاناة تلك المذبحة نفسيا وسياسيا"، لافتا إلى أن تركيا تواصل سياستها فى إنكار الإبادة الجماعية ضد الأرمن وتستمر فى جرائمها لتنفيذ إبادات جماعية جديدة. وأضاف سفير أرمينيا بالقاهرة، خلال فعاليات ندوة "مائة عام على مذابح الأتراك للأرمن"، بدار الضيافة بجامعة عين شمس، قائلا "كنا نرغب أن نحى الذكرى مع الشعب التركى الذى تعايشنا معه لفترات طويلة"، لافتا إلى أن الرئيس الأرمنى بزيارة أردوغان كان يستهدف دعوة أردوغان لحضور الاحتفالية كنوع من المصالحة والتى رفضها أردوغان ليضع نفسه فى موقف حرج، قائلا "السلطات التركية لم تستغل إحياء الذكرى للمصالحة مع ماضيها". وتابع سفير أرمينيا بالقاهرة، أنه فى بتركيا يوما بعد يوم هناك المزيد من المثقفين الذين يحاولون فهم حقيقة ما حدث قبل 100 سنة واختفاء شعب كامل مع أجداده وأسلافه، مضيفا أن أحد الشعراء الأتراك الشباب كتب قصيدة للشعب الأرمنى جاء فيها: "بما أنى ابن امرأة تركية أعترف وأتذكر حقيقة الإبادة الجماعية ضد الأرمن واعتذر لكل ضحايا اأكرمن وأنحنى أمامهم باسم الإنسانية". واختتم السفير الأرمينى بالقاهرة، قائلا "أود أن أنقل مشاعر الامتنان للشعب المصرى الذى قدم المساعدة للآلاف من الأرمينيين الهاربين، وأشكر كل المثقفين فى ذلك الوقت الذين رفضوا موقف تركيا". وفى السياق ذاته، قال الدكتور أرمن مظلوميان، عضو لجنة إحياء الذكرى المئوية لمذابح الأرمن، إن الشعب الأرمنى عانى على مدار التاريخ، إلا أن ظهر معدن مصر الأصيل التى فتحت ذراعها للأرمينيين على مر التاريخ، وحفر الأرمن اسم مصر فى وجدانهم وقلبهم فى أى مكان تواجدوا فيه وانحازوا دوما إلى الدولة المصرية بشموخها وعراقتها ودورها التاريخى الواعد ومازالوا وسيظلون مع آمال وطموحات الشعب المصرى الجديد فى بناء مصر الجديدة. وأضاف عضو لجنة إحياء الذكرى المئوية لمذابح الأرمن، خلال فعاليات ندوة "مائة عام على مذابح الأتراك للأرمن"، بدار الضيافة بالجامعة، قائلا "أرمينيا تتطلع أن تكمل مصر جمايلها اللى مغرقة الأرمن"، مضيفا نتوجه نحن "أرمن المصريين" أن تمثل مصر بقوة فى فعاليات مئوية الإبادة التى ستقام فى العاصمة الأرمينية، مختتما حديثه قائلاً: "تحيا مصر.. فجر الضمير.. عبقرية الزمان والمكان.. ودرة تاج القارة الأفريقية.. ورمانة ميزان الأمة الإسلامية". ومن جانبه، قال الدكتور جمال شقرة مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، إن العالم يشهد موجة من الإرهاب باسم الدين من جماعة هدفها السلطة فى المقام الأول، وأنه من المؤسف أن الإنسان المدنى والمتحضر بطبعة ارتكب الكثير من الجرائم فى حق الإنسانية، متسائلا "هل نتجاهل المذابح التى حدثت على مر التاريخ". وأضاف مدير مركز بحوث الشرق الأوسط بجامعة عين شمس، أن تركيا وظهورها على المشهد السياسى أثبتت مجددًا تآمرها مع الجماعات الإرهابية وهو ما اتضح من رفع أردوغان شعار العثمانية الجديدة. وتابع شقرة: "اليوم نعود إلى التاريخ وعيوننا لا تفارقها عمليات سفح داعش للأبرياء لنعود إلى الماضى لمذبحة الأتراك للأرمن والتى مر عليها أكثر من 100 عام لنتساءل لماذا؟"، لافتا إلى أن مذابح الأتراك على الأرمن لا يمكن إنكارها فالدراسات كثيرة وتؤكد أن مئات القرى الأرمينية اختفت من على الخريطة فى 24 إبريل فى عام 1915، وأن من قتلوا تجاوزوا المليون بعد أن أجبر الجيش العثمانى الأرمينيين على الرحيل وحرموهم من الغذاء والماء إلا أن تركيا مازالت تنكر الإبادة الجماعية للأرمن، رغم اعتراف أكثر من 20 دولة فى العالم بها.
