أكدت صحيفة "الرياض" السعودية أن الرئيس عبد الفتاح السيسى استطاع العبور بالبلاد من عنق الزجاجة، مشيرة إلى النجاحات المتوالية على الأرض منذ توليه سدة الحكم، ومنها مشروع قناة السويس الجديدة والحضور الخارجى ونزعه فتيل سد النهضة الإثيوبى بزيارته الأخيرة لأديس أبابا، والتزام مصر بالأمن الإقليمى. وقالت فى افتتاحيتها اليوم بعنوان "السيسى بين السد والقناة" إن "الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى اعتلى سدة الحكم فى ظرف دولى خطير يعيش أفضل أيامه، إذ يبدو أنه عبر ببلاده من عنق الزجاجة فى وقت ظن الكثير أن مصر دخلت نفقا مظلما، إلا أن الجبهة الداخلية المصرية أثبتت مناعتها وقوة حصانتها استنادا للإرث السياسى المبنى على عمل حزبى وليس مشروعات طائفية أو دينية أو إثنية". وأضافت أن الرئيس السيسى - الذى راهنت المملكة ودول الخليج على قدرته إخراج بلاده من أزمة سياسة دولية وداخلية حرجة - استطاع أن يكون على الموعد ومستوى الاستحقاق، فمضى نحو أصعب الملفات وأكثرها تعقيدا، وهما الملف الاقتصادى وسد النهضة. وتابعت أنه "منذ تولى الرئيس السيسى الرئاسة أدرك أن الرهان على نجاحه يتعلق بقدرته على إنعاش الاقتصاد المصرى المتداعى، إذ كان لابد من كسب الثقة لدى المجتمع الاقتصادى الدولى، فالأسواق العربية أصبحت قلقة بسبب التداعيات السياسية، وكان لمشروع قناة السويس أثر كبير لدى المصريين الذين كانوا فى أمس الحاجة إلى استعادة الثقة فى بلادهم، خصوصا أن لدى المصريين الرغبة فى النهوض ببلادهم خشية أن تذهب إلى ما ذهبت إليه مشروعات "الربيع العربى" فى سوريا والجارة ليبيا، لذا فإن المكاسب المعنوية لمشروع القناة لا تقل أهمية عن المكاسب الاقتصادية ". واستطردت "والأهم من ذلك أن القاهرة بدأت تسجل حضورا على المستوى الخارجى كقوة إقليمية على المستوى العربى والإفريقى، خصوصا أن مصر نسيت خلال عقود من حكم مبارك أنها تنتمى للقارة السمراء، لذا كانت الزيارات الأولى التى قام بها الرئيس السيسى خارجيا إلى الجزائر ثم غينيا، إيمانا منه بالعمق الذى تمثله دول القارة لبلاده". وأردفت "وجاء مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى - الذى فاقت نجاحاته ما كان يأمله عبدالفتاح السيسى نفسه - إذ استطاع المؤتمر أن يجلب استثمارات بنحو 151 مليار دولار، لم تحصل عليها مصر حتى فى أيام مبارك التى كان الاستقرار الداخلى سمة واضحة فيها".
