عندنا الآن «مدرسة مصرية مختلطة» في العقائد والافكار والعمل السياسي تري أن التغيير في الداخل لن يحدث إلا بضغط الخارج!، وظني أن البعض من دعاة هذه المدرسة يلجأ إلي اعفاء نفسه من العمل علي التغيير وتحمل بعض تكاليفه في الداخل بتفعيل منهج هذه المدرسة التي تعتقد في قوة الخارج والإستقواء به دون إعلان يأسها من حدوث تغيير في الداخل بالقوي الذاتية للداخل نفسه!، رغم أن تجربتنا المصرية والعربية في تغيير الداخل بالقوي الخارجية لا تكاد تجد لها مكانا في تاريخها اللهم إلا بمبادرات خارجية استعمارية في الاساس، ودونما ذلك فإن التغيير يظل دائما يقع علي عاتق قوي الداخل وامكانياتها الذاتية، سواء كانت قوي الداخل هذه عسكرية أو سياسية أو الاثنتين معا، وسيظل أي وطني يتطلع إلي التغيير والتقدم والتخلص من الاستبداد وقيام حياة ديمقراطية وتكافؤ الفرص بين الناس، كل ذلك سيظل شأنا داخليا وواجبا أصيلا لأهل هذا الوطن مهما كانت التضحيات. وما يدفعني إلي الحديث في هذا الشأن ما جاءت به الاخبار من دعوة توجه بها «رضا بهلوي» النجل الأكبر لبشاه إيران المخلوع والراحل «.محمد رضا بهلوي» إلي المجتمع الدولي لكي يدعم «سيناريو عصيان مدني» في إيران التي لم تفرغ بعد حاليا من أعقاب انتخاباتها الرئاسية التي جددت رئاسة محمود أحمدي نجاد» فترة أخري لإيران، ويعرف نجل شاه إيران المخلوع طبعا أن هناك الكثير من الاعداء الخارجيين المتربصين بإيران، ويعلم هذا النجل أن علي رأس الاعداء الخارجيين لايران أمريكا وإسرائيل والغرب عامة لاستمرار إيران ومضيها في برنامجها النووي الذي - فيما يظن كثيرون - قد يسفر عما قريب جدا عن دولة نووية إيرانية إسلامية!، لكن نجل شاه إيران شديد الوفاء - فيما يبدو - لتراث والده وأسرته السياسي!، ربما هو يتصور أن أمريكا أن تلعب مرة أخري لعبة ترتيب انقلاب عسكري في إيران يطيح بالنظام القائم !، ويعيد النجل الأكبر إلي عرش إيران !، كما فعلت أمريكا في الخمسينيات من القرن الماضي عندما دبرت مخابراتها الانقلاب الذي قاده الجنرال «فضل الله زاهيدي» ليعيد الشاه الراحل إلي حكم إيران بعد الاطاحة بالرئيس المنتخب ديمقراطيا وقت ذاك د.محمد مصدق، ثم «رقود» مصدق في مستشفي وإعدام وزير خارجيته د.حسيني فاطمي»!، ومن الممكن أن يكون هذا الذي حدث في خمسينيات القرن الماضي الحلم الذي لم يفارق النجل الأكبر للشاه الراحل حتي الآن!، ولكن هذا الذي يحلم ينسي أن أمريكا لوكان عندها أدني «معزة» للوالد الراحل لكانت قد دبرت له ولاسرته مكان إقامة يليق به!، لكنها عندما وقعت الثورة الإسلامية اعتذرت عن عجزها بتوفير مسكن للشاه المخلوع الذي داخ وقتها حتي استضافه وأسرته الرئيس الراحل أنور السادات، وبقي الشاه فيها «معززا مكرما» حتي مات ودفن في القاهرة!، وفرغت أمريكا من سيرة شاه إيران وأولاده نهائيا وحتي الآن!، وكل ما أتمناه للنجل الأكبر أن يفيق من حلمه فلا الزمان زمانه ولا «ماما أمريكا» هي أمريكا في خمسينيات القرن الماضي!، وأظن أن هذا الكلام ليس للنجل الأكبر فقط، بل لكل الذين يعقدون آمالهم في التغيير علي الخارج!.