اهتمت الصحف العربية والعالمية بنتائج أعمال المؤتمر الاقتصادى فى شرم الشيخ، الذى اختتم أعماله، الأحد. وقالت صحيفة «المدينة» السعودية، فى افتتاحيتها بعنوان «مصر المستقبل»، إن فعاليات المؤتمر الاقتصادى فى مدينة شرم الشيخ، أكدت أن العلاقات السعودية - المصرية تعيش «عصرها الذهبى».وأضافت الصحيفة: «ليس بوسع أحد التشكيك فى النجاح الباهر الذى تحقق لمؤتمر شرم الشيخ ورغم طابعه الاقتصادى لكنه حمل العديد من الرسائل السياسية، فى مقدمتها مشاعر خيبة الأمل التى مُنِى بها أعداء علاقة الشراكة الاستراتيجية التى تربط مصر بعمقها العربى الخليجى بشكل خاص، وهو ما تمثل بالمشاركة على أعلى المستويات من قبل قادة الخليج العربى، والدعم السخى الذى قدمته دول المجلس منذ اللحظات الأولى من تدشين المؤتمر بما أكد أن العلاقات الخليجية - المصرية، وعلى الأخص السعودية - المصرية تعيش عصرها الذهبى». وتابعت: «هذه حقيقة استراتيجية لا يمكن تجاوزها أو التقليل من أهميتها لأن أمن الخليج هو أمن مصر، والعكس.. وكان من الواضح منذ اللحظات الأولى لانعقاد المؤتمر أن النجاح حليفه، وهو ما لمسه الجميع من خلال المشاركة الدولية المكثفة، حيث جمع أبرز الشخصيات السياسية والاقتصادية من كافة أرجاء العالم الذين توافدوا على شرم الشيخ؛ ليثبتوا أنهم مع مصر قلبا وقالبا، قائدا وشعبا، قولا وعملا، ثم جاء أكبر مزاد عالمى فى حب مصر وإثبات موقف العالم كله إزاء دعم مصر التاريخ والحضارة والصدارة حتى تتجاوز أزمتها الطارئة وتستأصل من أرضها الطيبة آفة الإرهاب الخبيثة». وذكرت «المدينة» فى ختام تعليقها: «لعل أهم إنجازات المؤتمر الإعلان عن العاصمة الإدارية والتجارية الجديدة لمصر، التى ستقع بين القاهرة والبحر الأحمر، وتبلغ مساحتها 700 كيلو متر مربع، وتتسع ل5 ملايين نسمة وتوفر 1.7 مليون فرصة عمل بما يعتبر قفزة هائلة للعبور بمصر إلى المستوى الحضارى الذى يليق بها وبشعبها العريق». وفى الكويت قال رئيس تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية الكاتب أحمد الجار الله، إن ما تحقق فى مؤتمر «مصر المستقبل» الاقتصادى، أثبت للجميع أن هذه الدولة العربية الكبيرة لاتزال، رغم كل ما تشهده المنطقة من أحداث أمنية ومتغيرات سياسية كبيرة، مصدر اطمئنان للعالم حيال إمكان تجاوز العرب أزمتهم الحالية وإيجاد محيط تنموى جديد يكون بداية لشراكات اقتصادية كبيرة مستقبلا.وأضاف الكاتب، فى مقاله الاثنين «إن نتائج المؤتمر الاقتصادى يمكن أن تحول مصر إلى قاعدة اقتصادية عربية كبيرة، وتستقطب استثمارات بنحو 200 مليار دولار، إذا استفادت الحكومة من الفرصة التاريخية، وبدأت العمل على تذليل العقبات التى تعترض المستثمرين».ودوليا اهتمت وسائل الإعلام الألمانية باختتام فعاليات مؤتمر شرم الشيخ وركزت على لقاءات وزير الاقتصاد الألمانى زيجمار جبريال بالرئيس عبدالفتاح السيسى والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، والدعوة التى وجهتها المستشارة أنجيلا ميركل للسيسى لزيارة بلادها. وقالت «دويتش فيلة» تحت عنوان «مصر وألمانيا تعمقان شراكتهما» إن وزير الاقتصاد الألمانى حمل معه فى زيارته لمصر أمرين، دعوة من المستشارة الألمانية للسيسى واتفاقيات بالمليارات وقعتها شركة سيمنس مع الجانب المصرى. وقالت صحيفة «تاجز انسايجر» الألمانية إن «مصر تغلق أعمال مؤتمرها بعقود الاستثمارات بمليارات الدولارات»، ولفتت إلى أن الدعم الأوروبى والألمانى على وجه الخصوص مهم جدا لمساندة مصر كدولة تواجه الإرهاب. وكتبت صحيفه «شتوتجارتر سايتونج» تحت عنوان «ميركل توجه الدعوة للسيسى لزيارة ألمانيا» أن برلين ترغب بشدة فى استقرار مصر، ومن هذا المنطلق دعمت السيسى فى خطواته للبناء والتنمية.وأكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن السيسى ألقى كلمة الختام للمؤتمر الاقتصادى، مبتهجًا بانتصاره ومحاطاً بعشرات الشباب المصريين، الذين دعاهم للوقوف بجانبه أثناء كلمته.
