صفق حضور مؤتمر دعم الاقتصاد المصرى، الذى بدأت أعماله اليوم الجمعة فى منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر، أكثر من مرة للرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى خلال كلمته التى افتتح بها المؤتمر. وبدأ المؤتمر - الذى تحضره وفود عشرات الدول وممثلو عدد من المؤسسات الدولية، وعدد كبير من الشركات متعددة الجنسية - دعما سياسيا لمصر التى يقول السيسى إنها تخوض معركة طويلة وصعبة مع التشدد الإسلامى. وجلس السيسى فى القاعة بين أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وولى عهد السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز، يليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس وزرائها وحاكم دبى. لكن ممثلو دول أخرى تحضر المؤتمر قدمت عبر كلمات ممثليها دعما سياسيا بارزا لمصر. وقال وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، موجها حديثه إلى السيسى "سوف نعمل معكم لتحقيق الأهداف الطموحة التى عرضتموها.. ما من شك فى أن ظهور مصر قوية ومزدهرة وديمقراطية أمر حيوى بالنسبة لقوة وازدهار المنطقة." وقال ولى عهد السعودية فى كلمته التى كانت الثالثة بعد كلمتى السيسى وأمير الكويت "تدين المملكة وبشدة ما تشهده مصر الشقيقة من حوادث إرهابية تهدف إلى تعكير صفو الأمن والتشويش على مسيرة الاستقرار والنمو التى تسعى إليها حكومة مصر." وأضاف أن بلاده ثابتة على موقفها الداعم "لتثبيت الأمن والاستقرار ووضع الاقتصاد على مسار التعافى والازدهار" فى أكبر الدول العربية سكانا. ويبدو أن ولى العهد السعودى ينفى زعم مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين أن المملكة غيرت موقفها من مصر بعد تنصيب الملك سلمان بن عبد العزيز خلفا للملك الراحل عبد الله الذى كان قد اقترح عقد المؤتمر. وعلى الجانب الاقتصادى أعلن ولى العهد السعودى أن بلاده ستقدم بمناسبة مؤتمر (مصر المستقبل) حزمة مساعدات بأربعة مليارات دولار بينها وديعة مليارى دولار فى البنك المركزى المصرى. وأعلن حاكم دبى عن مبلغ مماثل نصفه وديعة فى البنك المركزى، كما أعلن أمير الكويت أن أجهزة الاستثمار الكويتية ستوجه أربعة مليارات دولار للاستثمار فى مصر دعما لاقتصادها." وكان السيسى قال فى كلمته الافتتاحية إنه يسعى إلى "توفير الاستقرار والازدهار لشعب طامح للتنمية." وأضاف أنه يريد أن يجعل مصر نموذجا لدولة "تنبذ العنف والإرهاب والتطرف.. دولة تعزز الاستقرار والأمن الإقليمى.. تحترم جوارها.. تدافع ولا تعتدى.. تقبل وتحترم الآخر." ويعقد المؤتمر وسط مخاوف عربية وإقليمية ودولية من تمدد تنظيم الدولة الإسلامية الذى استولى على أجزاء من العراق وسوريا الصيف الماضى وشارك فى هجمات على مدينة عرسال اللبنانية. وقال رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، فى كلمته إلى المؤتمر "إننا نخوض فى لبنان معركة ضارية مع الإرهاب ونجحنا حتى الآن فى التصدى لهذه الهجمة الشرسة"، وأضاف "نراقب باهتمام ما تتعرض له مصر على أيدى قوى التطرف والظلام ونحن واثقون من أن مصر ستدحر الإرهاب.. وستنجح فى إقامة السلام والاستقرار." وفى كلمته قال مانويل خوسيه نائب رئيس وزراء إسبانيا "الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب ليست فقط حرب مصر، بل إنها حرب لمصر ولكل الشرق الأوسط وللعالم بأسره".. وتشارك إسبانبا فى تحالف دولى تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.