التقى نائب رئيس الوزراء التركي يالتشن آكدوغان ووزير الداخلية أفكان آلا في مكتب رئيس الوزراء بقصر دولمة بهتشة في مدينة اسطنبول مع أعضاء وفد حزب الشعوب الديمقراطية الكردي، وأعلن نائب الحزب الكردي سري ثريا أوندر نداء الزعيم الكردي السجين عبد الله أوجلان الموجه إلى منظمة حزب العمال الكردستاني لعقد مؤتمر عام طارئ خلال الربيع القادم ونبذ السلاح. وأكد آكدوغان خلال اللقاء أن التخلي عن السلاح سيسهم في دفع عملية التطور الديمقراطي وبدء مرحلة جديدة. وكان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان قد ذكر في تصريحات صحفية في مطار آتاتورك باسطنبول قبيل مغادرته إلى السعودية أن التخلي عن السلاح مهم للغاية، ولكن الأهم هو التطبيق، وأضاف "لا يمكن لأحد أن يتوقع أن تتخلى قواتنا الأمنية عن سلاحها". ومن جانبه، قال زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن عملية نبذ السلاح تمثل خطوة لتأمين الاستقرار، فيما قال زعيم حزب الحركة القومية دولت بهتشلي إن عملية السلام ستدفع البلاد للانقسام. أما أوكتاي فورال، نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركية القومية اليميني، فذكر أن حكومة العدالة والتنمية استسلمت لمطالب أوجلان، حيث سيتم إعلان حكم ذاتي وعفو عن الانفصاليين، واصفا دخول الحكومة في مفاوضات مع منظمة حزب العمال الكردستاني ب "خيانة الوطن". وأعرب الرئيس المشارك لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي صلاح الدين دميرطاش عن أمله، أن تسهم دعوة أوجلان في جلب الخير لشعب تركيا، مضيفا أن على الجميع أن يلتزم بمسئولياته من أجل تحقيق السلام. وتساءلت الصحف الموالية لحكومة لعدالة والتنمية ماذا سيحصل بعد الآن، مشيرة إلى أن عملية السلام ستواجه تحريضات كالمعتاد، فقد بدأت مرحلة جديدة في تركيا بعد إعلان أوجلان نبذ السلاح، وهو إعلان سيفتح صفحة جديدة في السياسة التركية ومنطقة الشرق الأوسط. أما قياديو جبال قنديل بشمالي العراق فأعربوا عن رفضهم نداء أوجلان في الرابع من فبراير الماضي، ولكن بعد مرور 25 يوما صادقوا على مقترح أوجلان بنبذ السلاح مع اتخاذ الحكومة التركية خطوات لتعزيز دستور جديد، وإلغاء الحد النسبي المفروض على الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات البرلمانية والإدارات المحلية، وبدء خطوات متبادلة من قبل حكومة العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطية. وأكد قياديو جبال قنديل أن تسوية القضية الكردية لن يغير التوازنات السياسية في تركيا، فحسب بل سيغير التوازنات السياسية في منطقة الشرق الأوسط أيضا. الصحف العلمانية الصادرة اليوم السبت، مثل جمهوريت وراديكال ويورت، أكدت أن منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية لا يمكن أن تتخلى عن سلاحها دون الحصول على مكاسب ووعود من حكومة العدالة والتنمية، ومنها الإعلان عن حكم ذاتي في منطقة جنوب شرقي تركيا، وتعزيز الإدارة المحلية في تلك المدن، ونقل أوجلان من معتقله إلى إحدى المدن وفرض رقابة عليه، كمقدمة لإطلاق سراحه خلال الأعوام القادمة. وأشارت الصحف العلمانية إلى أن ما حدث من تطور مؤخرا في المسألة الكردية كان خطوة تم اتخاذها بالتنسيق بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطية قبل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في السابع من يونيو القادم للحصول على أصوات الناخبين ومن ثم يتسنى للحزب الحاكم تحقيق نصرا سياسيا في الانتخابات من خلال التوصل لعدد 400 نائب، وهو ما سيسهل العمل على تغيير نظام البلاد من البرلماني إلى الرئاسي. وفي سياق متصل، أعلن بيان صادر عن الأكراد ونشره الموقع الإلكتروني لوكالة أنباء "فيرات" الموالية للمنظمة الانفصالية عن رفضها لدعوة أوجلان التخلي عن السلاح، مؤكدا أنه ينبغي على الحكومة التركية أولا أن تتخذ خطوات نحو تحقيق الديمقراطية وأن تلغي مشروع قانون حزمة الأمن الداخلي.