نشر المتحدث العسكري العقيد تامر محمد الرفاعي، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مقطع فيديو لكلمة اللواء أركان حرب محمد الشحات؛ مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، يستعرض من خلاله أبرز التحديات والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب. وخلال كلمته، أكد اللواء أركان حرب محمد الشحات؛ أن الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، باتت تمثل أحد أهم التحديات الرئيسية أمام المجتمع المصري، خاصة مع انتشار ظاهرة التطرف الديني، لافتًا إلى أن التطرف ظاهرة تؤرق المجتمع الدولي كافة، حيث انتشر بمعظم المسارح الإقليمية، كما امتد إلى مختلف المجتمعات دون تفرقة بين مجتمع نامي أو متطور. استراتيجيات التصدي للإرهاب أكد «الشحات»، أن الدولة المصرية تعرضت للمخاطر والتهديدات من قبل العناصر الإرهابية المنظمة، والخطط المدعومة من الداخل والخارج، وهو ما دفع القوات المسلحة، وأجهزة الدولة لتبني استراتيجية شاملة لمحاربة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، لافتًا إلى أن الاستراتيجية تضمنت ثلاث محاور رئيسية، وهي: الرصد والتتبع لشبكات الإرهاب، وتفكيك قواعد الدعم، وتجفيف منابع التمويل. وتابع: إلى جانب إحكام السيطرة الكاملة على المنافذ الخارجية للدولة، وتأمين الحدود على كافة الاتجاهات الاستراتيجيات بالتعاون مع الوزارات والأجهزة المعنية، إلى جانب تنفيذ حملات ومداهمات بالتعاون مع الشرطة المدنية وأهالي سيناء، في إطار عملية أمنية عسكرية تسمى «حق الشهيد» لاقتلاع جذور الإرهاب، علاوة على بدء مشروعات التنمية الشاملة في سيناء، للارتقاء بالأوضاع المعيشية لأهالي سيناء، والقضاء على البيئة والمناخ المغذي للتطرف والإرهاب. تداعيات الإرهاب أكد مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، أن تحويل التنظيمات الإرهابية لمفهوم الاستيطان، بدعوى إقامة الدولة الدينية وإرساء نظام الخلافة والسيطرة على مناطق جغرافية، والذي بدأ من بعض الدول العربية، كان له دورًا هامًا في تصاعد الهجمات الإرهابية على مصر. وأشار إلى أن الهجمات ارتبطت بحالة عدم الاستقرار التي شهدتها دول الجوار، قائلًا: «وبالرغم من ذلك تم تحقيق نجاحات بالغة في مجال مكافحة الإرهاب نتيجة للجهود التي تمت على مختلف الأصعدة والاتجاهات، والتي أدت إلى سقوط العديد من العناصر الإرهابية، والذي أسفر عن تقلص نشاطهم والحد من أعمالهم». تطور الأنشطة الإرهابية أكد «الشحات»، أن تطور الأنشطة الإرهابية، وتداعياتها على الأمن القومي في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، تصاعدت، خاصة عقب عملية التنسيق التي تمت بين جمعة الإخوان الإرهابية، وعناصر تنظيم بيت المقدس، مشيرًا إلى أن توجهات الجماعات الإرهابية توحدت وتوجهت نحو هدف واحد وهو «ارتفاع سقف الضغوط على الحكومة، لدعم أهداف الإخوان واستعادة السيطرة على مفاصل الحكم». وتابع: «أود أن أشير أنه لا يستطيع أحد أن يوقف الإرهاب في ثانية واحد، كما أعلن الإخوان، إلا إذا كان هناك ارتباط وثيق بين الجماعة المحظورة وعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس»، مشيرًا إلى أن المخطط الإرهابي كان يسعى لإقامة إمارة إسلامية بمدينة الشيخ زويد. مسارات القضاء على الإرهاب ولفت مدير إدارة المخابرات الحربية، إلى أنه في أعقاب الهجوم الإرهابي بتاريخ (1 / 7 / 2015)، قامت القوات المسلحة والشرطة بإفشال الهجوم الإرهابي بكل قوة، مدعومة بحجم من المجهود الجوي، الذي استهدف كافة العناصر الإرهابية الثابت منها والمتحرك، اللأمر الذي ساهم بنسبة كبير في إسقاط توازن عناصر بيت المقدس، وقد حددت القوات المسلحة استراتيجية الهجوم في 3 مسارات. وأضاف: المسار الأول.. تدقيق أعمال الرصد لتجمعات العناصر الإرهابية لاستهدافها، ومن منطلق حرص الدولة المصرية والقوات المسلحة في الحفاظ على حياة الأهالي، فقد روعيت كافة الاحتياطات، بتأكيد الأهداف المطلوب استهدافها للوقوف على حقيقة الهدف، باعتبار أن التحدي الحقيقي للقوات المسلحة، هو القضاء على الإرهاب دون مساس بالمدنيين. وأشار «الشحات»، إلى أن نتائج الرصد لعمليات القوات المسلحة في سيناء من خلال عملية «حق الشهيد»، أكدت نجاح العمليات خاصة في توجيه الضربات القاسمة للقيادات الرئيسية للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى البنية التحتية، حيث تم القضاء على 250 هدفًا ما بين مخابئ ومناطق تجمع، ومخازن أسلحة وذخائر، و180 عربة، وتصفية 500 عنصر إرهابي، وهو ما افقدهم توازنهم. وتابع: استمرارًا لمكافحة الإرهاب، فأن الانفاق لعبت دورًا رئيسًا في دعم العناصر الإرهابية، ما دفع القوات المسلحة لاتخاذ تدابير قصوى في تدمير الانفاق، وقد نجحت القوات المسلحة في تدمير العديد من الانفاق، إلا أن العناصر الإرهابية دعمت بعض الأنفاق بالبطانة الخرسانية لمجابة إغراقها، وقد نجحت القوات المسلحة في تدبير أجهزة للتعامل مع الانفاق حتى أعماق كبيرة. وأكمل: المسار الأخير كان تجفيف منابع التمويل المدي والدعم اللوجستي للعناصر الإرهابية، لافتًا إلى أنه تم ضبط 1025 طن (مليون كيلو) من المواد المتفجرة والمواد ثنائية الاستخدام، أثناء وصولها لبعض الموانئ لمصرية، لاستخدمها في انتاج المتفجرات، ودعم العناصر الإرهابية بها، بالإضافة إلى سعي العناصر الإرهابية للحصول على المواد الثنائية المتوفرة بالأسواق واستخدامها في تصنيع المتفجرت، حتى تم تشديد الرقابة على تلك المواد. كما تم القبض على شبكة تعمل في جلب وتهريب الدوائر كهربائية ومعدات الغطس لصالح العناصر الإرهابية، بالإضافة إلى القبض على بعض التشكيلات العصابية التي تقوم بتوفير الدعم المادي واللوجستي بالتعاون مع شركات صرافة، يتجاوز عددها 10 شركات، حيث تم ضبط 115 مليون جنيه. وقال: «أشارت نتائج استجواب العناصر المتورطة في العمليات الإرهابية، إلى تورط بعض الدول في تقديم الدعم المادي واللوجستي، عبر استيراد المواد المتفجرة، ودفعها للعناصر الإخوانية لتصنيع العبوات الناسفة وإمداد العناصر الإرهابية بها. مشيرًا إلى أنه تم تشديد الرقابة على المنافذ الخارجية، لمنع إمداد العناصر الإرهابية بالمواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات، وتم ذلك من خلال الاشتراك باللجان الوزارية المنوطة بتطوير المطارات والموانئ، لرصد حالات التطرف ودعم عجلة الإنتاج. إجراءات مجابهة الإرهاب أكد مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، أن القوات المسلحة قامت بالعمل على الاتجاهين «الغربي والجنوبي» لمنع عمليات التسلل للعمليات الإرهابي والتصدي لتهريب الأسلحة والذخائر، وقد تم رصد 38 حالة تحرك للعناصر الإرهابية، وبالتنسيق مع القوات الجوية وحرس الحدود، كما تم توجيه ضربات جوية، أسفرت عن إصابة وتدمير 39 سيارة بحمولات كبيرة من الاسلحة والذخائر والمواد المتفجرة. وفي أعقاب عملية استهدف «كمين النقب»، تم تكثيف أعمال التحرير والتنسيق مع وزارة الداخليو، وتم النجاح في رصد تحركات العناصر الإرهابية التي هربت إلى جنوبأسيوط، وتم استهدافهم ما أسفر عن مقتل 7 أفراد وانفجار مخزن متفجرات وضبط كمية أخرى معدى للتفجير وسيارة مفخخة. انجازات التصدي للإرهاب أكد اللواء أركان حرب محمد الشحات؛ مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، أن القوات المسلحة تمكنت من تحقيق العديد من الانجازات خلال عمليات التصدي لعناصر الجماعة الإرهابية، لافتًا إلى أنه على الرغم من الانجازات التي تم تحقيقها إلا أنه يجب ألا يتوقف رجال القوات المسلحة والداخلية، كما يجب ألا تتوقف مساعدة أهالي سيناء، حتى يتم القضاء تمامًا ونهائيًا على الإرهاب، وقد لخص الانجازات في الآتي: - بناء قاعدة تعاون بين الأجهزة الأمنية بالدولة، لإحكام السيطرة على خلايا الإرهاب، وحرمانها من تحقيق أهدافها. - إحكام السيطرة على مناطق تواجد العناصر الإرهابية بكافة محافظات الجمهورية. - تطوير منظومة تأمين الموانئ، وإمدادها بأجهزة ومعدات رصد لمنع اختراق الجبهة الداخلية. - امتلاك نظم تامين حديثة، وأجهزة رصد دقيقة لإحكام الرصد على الحدود الخارجية للدولة. - القضاء على العناصر الإرهابية شديدة الخطورة، وتدمير البنية التحتية للجماعات الإرهابية. - تحديد شبكات التمويل المادي، والتهريب للأسلحة. - الاستمرار في قطع خطوط الإمداد المادي، واللوجستي. - القضاء على ظاهرة الأنفاق، ومنع استخدماها. - تنمية دافع الانتماء والولاء مع أهالي سيناء الشرفاء.