كلمات وعبارات جاءت مُختلفة كونها صادرة عن رئيس أقوى دول العالم، على رغم من كونها واضحة وقريبة من مسامع الشعوب العربية على وجه الأخص. فعلى غرار السياسات المُغايرة عن سنوات وعقود مضت، والتي تتبعها الدول العربية ولاسيما دول الخليج، وأيضًا السياسات التي تتبعها مصر خلال الشهور الماضية؛ جاءت كلمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لتعكس حال واقع مُشابه تعيشه الولاياتالمتحدةالأمريكية، ويُعاني منه مواطنيها. الرئيس الأمريكي الجديد أوضح أن لديه رؤية جديدة سيقود بها بلاده، حتى تكون في مقدمة العالم كما عهد شعبها، لافتًا إلى أنه من المؤكد مُواجهة الصعاب والتحديات خلال السنوات المُقبلة خلال المسيرة المُخطط لها، ولكنهم سيستمرون في بناء مُستقبل جديد لأمريكا، قائم على العمل والبناء الوطني لإعادة بناء البلاد، وأن يوم تنصيبه يُعد يومًا استثناءيًا، مُشيرًا إلى أنه ليس مُجرد يوم يتم فيه انتقال السلطة من إدارة أو حزب إلى آخر، ولكنه يوم لنقل السلطة من واشنطن العاصمة إلى الشعب الأمريكي، مؤكدًا أن يوم 20 يناير 2017، سيكون علامة فارقة في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، عندما أصبح فيه الشعب الأمريكي هو حاكم الوطن مرة أخرى، وبعد أن ذهبت مُقدرات البلاد لفئة مُعينة، هى من جنت ثمار كل شئ، في حين تراجعت الطبقات الوسطى، وتأثر الشعب الأمريكي سلبيًا، دون أن تلتفت إليه تلك المجموعات المُستفيدة، من النخبة والمؤسسات المسؤولة. كما أكد على ضرورة إبعاد الشعب الأمريكي عن الرفاهية الإجتماعية التي إعتاد عليها، مع إعادته إلى العمل والجد، مُشيرًا إلى أن أمريكا ستكون في أيدي العمال الأمريكيين من جديد، حتى تُصبح العقيدة الجديدة مفادها «اشتري المنتجات الأمريكية.. ووظف عمال أمريكيين». ان انتقاد ترامب للأوضاع الداخلية في أمريكا لم يتوقف عند حد المصانع والصناعات التي ذكر أن بلاده حُرمت منها لعقود طويلة، بعد أن استولى عليها أناس من غير أبناء الشعب الأمريكي، فقد لفت أيضًا إلى مشاكل التعليم والصحة، وارتفاع مُعدل الجريمة، وتجارة وتعاطي المخدرات، التي أفقدتهم الكثير، قائلًا: "ما عاشته أمريكا من فوضى سيتوقف هنا والآن.. والوقت للحديث الفارغ انتهى، والآن جاءت ساعة العمل". وأضاف أن "أمريكا ستبدأ في التقدم والتطور من جديد، وسوف نستعيد أحلامنا ووظائفنا، وحدودنا، ونبني طرق جديدة وجسور وأنفاق ومطارات وسكك حديدية في كل أنحاء البلاد". ولم يخلو خطاب الرئيس الأمريكي الجديد يوم تنصيبه رسميًا، من الإشارة إلى توجهات سياسة أمريكا الخارجية؛ مُشيرًا إلى أن أمريكا في عهده ستسعى لتشكيل صداقات مع دول العالم، دون فرض سيطرة عليها، واحترام حقها في جعل مصالحها أولًا، مؤكدًا على عدم فرض بلاده أى سياسات على دول أخرى، ولكنه سيسعى أن تكون أمريكا نموذجًا يُحتذى به بين دول العالم. وأوضح أن أمريكا ستتجه لتعزيز التحالفات القديمة، وأيضًا تشكيل تحالفات جديدة، بهدف توحيد العالم لمُحاربة ومجابهة الإرهاب والتشدد، واعدًا بإستئصاله من على وجه الأرض. والجدير بالإشارة أن «ترامب» ابدى فخره بالقوات المسلحة ورجال الأمن بالولاياتالمتحدةالأمريكية، عندما أكد أن الشعب الأمريكي محمي جيدًا من قِبَل هؤلاء وأيضًا من الله سبحانه وتعالى. هذا إلى جانب كلمات من "الإنجيل" رددها تؤكد على ضرورة وحدة الشعب والتعايش في سلام. كما عكست بعض الكلمات التي جاءت في خطاب التنصيب هذا، ميول «ترامب» للنزعة القومية، عندما تحدث عن الولاء الكامل لأمريكا، وأهمية المواطنة والشعور بالإنتماء وعدم التحامُل على الوطن، مع إشارته إلى أهمية أن تُحيا نزعة الفخر القومي من جديد لدى الشعب الأمريكي، حتى يسمو فوق أى إنقسامات داخلية، مُضيفًا "نحن جميعًا نحمي العلم الأمريكي العظيم.. أنتم لن يتم تجاهُلكم بعد اليوم.. أصواتكم وأحلامكم ستُحدد مصير أمريكا، وسويًا سوف نجعل أمريكا قوية من جديد.. سنجعل أمريكا غنية من جديد.. سنجعل أمريكا فخر من جديد.. وآمنة من جديد.. ونعم سويًا سنجعل أمريكا عظيمة.. بارك الله فيكم.. بارك الله فيكم.. بارك الله في أمريكا". وكان الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب قد ألقى خطاب بعد تنصيبه رسميًا، الرئيس ال45 للولايات المتحدةالأمريكية، مساء أمس الجمعة بتوقيت القاهرة.