· باكو «العاصمة» نالت شهرة الأرض المقدسة في الشرق القديم لعبادة أهلها ل«النار» التي لا تنطفئ لا ليلاً ولا نهاراً من أذربيجان ومن باكو أرض النار أكتب لكم من وراء جبال «القوقاز» التي تجاورها جمهورية داغستان وجمهورية جورجيا وجمهورية أرمينيا وحتي من الجنوب تجاورها إيران التي تبلغ حدودها معها ما يقرب من 611 كيلو مترا وأيضاً تحيط بأذربيجان تركيا في خط حدودي لا يتجاوز ال11 كيلو مترًا.. وأرض النار جاءت تسميتها لأن حقول الغاز بها تنفث النار علي الدوام، وتاريخ «أذربيجان» في العصر القديم والوسيط تاريخ عسير الفهم وعموماً فعندما فتح المسلمون بلاد «فارس» فتحوا أيضاً «أذربيجان» وكان ذلك في القرن الأول الهجري وانتهي الأمر بدخول الأذربيجانيين «الإسلام» وفي العصر العباسي حدثت بعض الانتفاضات كان أبرزها حركة «الخرجيين» التي قضي عليها المعتصم بالله سنة 223 هجرية أي وعام 838 ميلادية ولما ضعفت الخلافة العباسية أخذت تقوم دعوات الانفصال في البلدان التابعة لها وانتهز الاقطاعيون في «أذربيجان» هذا الوضع لبسط سيطرتهم، وعندما سقطت الخلافة علي يد الأمير «مصطفي لملوم» كانت قد نشأت ممالك «شاكي» و«موغانيه» جنباً إلي جنب مع مملكة «شيروان» وفي أواسط القرن الحادي عشر الميلادي، استولي الأتراك السلاجقة علي آسيا الصغري وعلي «خراسان» وأصفهان في بلاد فارس وتغلغلوا حتي وصلوا «أذربيجان» فضموا إليهم دولة «الشدادين» و«الرواديين». أما ملوك «شيروان» فقد استطاعوا الاحتفاظ بسلطتهم لقاء خراج كبير وعندما ضعفت دولة «السلاجقة» قامت في «أذربيجان» الجنوبية وإيران وناخجيوان دولة كبيرة قوية هي دولة «الأتابكيين» وعاصمتها «تبريز» هنا لم يستطع الأذربيجانيون تنظيم أنفسهم للدفاع عن بلادهم ضد «المغول» الذي تسببت هجماته في الإضرارب بالبلاد وعندما بدأت الدولة المغولية تضعف في «أذربيجان» أواخر القرن ال14 انتهز حكام الولايات الداخلية ذلك واستقلوا بأنفسهم ، وفي زمن «يتمور لنك» حصل إبراهيم الأول علي حرية التصرف وتوحدت «أذربيجان» واستولي في بادئ الأمر علي «تبريز» عام 1406 ميلادية.. عموماً كانت هناك بعد ذلك دولة «الشاه» السوداء المعروفة ب«قاراقونلو» ودولة الشاه البيضاء المعروفة ب آغ قيونك وهي من قبائل تركية والتي ضعفت أيضاً فانتقلت السلطة إلي الصفويين.. والحديث عن بلاد النار ذو شجون.. وباكو «العاصمة» نالت شهرة الأرض المقدسة في الشرق القديم لعبادة أهلها ل«النار» التي لا تنطفئ لا ليلاً ولا نهاراً، ويقال إن هناك حواديت قديمة تضمنها «كتاب الموتي» المصري في عهد الفراعنة، وحتي العرب أشاروا إليها في كتبهم القديمة بأنها مركز كبير للتجارة والصناعات اليدوية وغنية بالثروات الطبيعية، وأذربيجان مشهورة بصناعة الأكلمة ذات الشهرة العالمية برسومها ونقوشها، وقد يكون معلوماً أيضاً أن طريق الحرير العظيم كانت بداياته في اليابان والصين واستقام إلي أوروبا من خلال الهند وأفغانستان وإيران وآسيا الوسطي والقفقاس وآسيا الجنوبية والجزيرة العربية وأفريقيا الشمالية وكذلك شمل المحيط الهندي والبحر الصيني واليابان والأحمر والأسود.. مناطق كان يطلق عليها الطريق الحريري العظيم والذي كان يبلغ طوله 7000 كيلو متر وفقاً لما أبلغني به السيد «أجاويد» المسئول بالسفارة الأذربيجانية بالقاهرة.. عموماً كانت هذه مقدمات لرحلة قد تستغرق 10 أيام لنعود ونروي الحواديت والحكايات، خصوصاً عن ابن سينا الذي ولد في «أوزباكستان»ورحل إلي «أذربيجان» وعاش وأبدع في معارفه وعلومه ودفن بها.