أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، اعتداء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مقبرة باب الرحمة في القدسالمحتلة، وتحطيم عدد من شواهد القبور الإسلامية فيها. وبين المفتي أن مقبرة باب الرحمة تاريخية، تحوي بين جنباتها رفات الصحابيين الجليلين عبادة بن الصامت وشداد بن أوس، رضي الله عنهما، كما دفن فيها عدد من علماء مدينة القدس والشهداء الأبرار، فهي ذات أهمية خاصة لدى المسلمين، إضافة لحرمتها كمقبرة لموتاهم، وأن قرار المس بها خطير ومدان بكل المعايير، لأنه يمس الأماكن المقدسة الإسلامية التي لا يحق لأي جهة غير الأوقاف الإسلامية التدخل فيها، مشيرًا إلى أن سلطات الاحتلال تمعن بهذه الغطرسة، وتستغل حالة الانشغال العربي والإسلامي، والصمت الدولي، والشرخ الفلسطيني لتحقيق مآربها، وهي بهذه الاعتداءات تنتهك القوانين الدولية التي تفرض عليها احترام حقوق الملكية، وأصحابها. كما أدان الشيخ حسين التصعيد الخطير والمتلاحق من قبل سلطات الاحتلال ومستوطنيها ضد المسجد الأقصى المبارك، وذلك من خلال تسهيل اقتحامات مستوطنيها له أو حفر الأنفاق أسفله، بحثاً عن تاريخ وهمي مزعوم، مبيناً أن قرار اليونسكو الأخير يؤكد على إسلامية المسجد الأقصى المبارك، وأنه للمسلمين وحدهم، وبالتالي لا يحق لسلطات الاحتلال التدخل في شؤونه. وحمّل المفتي سلطات الاحتلال المسؤولية عن عواقب هذه الجرائم، وناشد العالم أجمع بحكوماته ومنظماته ومؤسساته، وعلى رأسها اليونسكو، ضرورة التحرك العاجل لدرء الأخطار عن مدينة القدس ومقدساتها التي تتعرض لأشرس حملة تهويد. وجاءت تصريحات المفتي خلال مشاركته في المؤتمر العام السابع عشر الذي عقدته مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في العاصمة الأردنية عمان، بعنوان "نحو جدول تاريخي لأحداث السيرة"، حيث قدم بحثاً بعنوان "غزوة بدر الكبرى: دروس وعبر"، متطرقاً إلى أهمية أحداث غزوة بدر والدروس المستفادة منها. كما التقى على هامش المؤتمر بالعديد من الشخصيات الرسمية والشعبية، وأطلعها على الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.