أعلنت جنوب إفريقيا، رسميًا، الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، وعللت القرار بأن المحكمة تحد من قدراتها على الوفاء بالتزامتها المتعلقة بمنح الحصانة الدبلوماسية. ونقلت قناة «الحرة» الأمريكية، اليوم الجمعة، عن وزير العدل في جنوب إفريقيا، مايكل ماسوثا، قوله: «جنوب إفريقيا ستنسحب من المحكمة الجنائية الدولية، لأن التزاماتها تتعارض مع القوانين التي تمنح الزعماء الذين لا يزالون في مناصبهم الحصانة الدبلوماسية». كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن ديفيد بوسكو الأستاذ المشارك للدراسات الدولية بجامعة إنديانا الأمريكية قوله: «هناك فرصة حقيقية لأن تكون هناك الآن انسحابات إفريقية على نطاق واسع من المحكمة». كما نقلت الصحيفة عن الوزير الأوغندي هنري أورييم أوكيللو، قوله إن بلاده لم تتخذ قرارًا بعد فيما يتعلق ببقاء عضويتها في نظام المحكمة الجنائية من عدمها، وإن الاتحاد الإفريقي قد يناقش في قمته في يناير المقبل، قضية المشاركة الإفريقية في المحكمة، والتي وصفها أوكيللو ب«القضية الساخنة». ويعكس قرار جنوب إفريقيا، الذي جاء بعد قرار مماثل من جانب بوروندي، هذا الشهر، المخاوف الموجودة عبر القارة الإفريقية من كون المحكمة قد فشلت في التعامل بشكل كاف مع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادات الجماعية في مناطق أخرى من العالم، من بينها الشرق الأوسط، إذ أنه منذ تأسيس المحكمة وحتى اليوم لم تدين المحكمة إلا الأفارقة، وهو ما يعد مثار انتقاد وتشكيك كبير بين أبناء القارة.
