أوضح المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، أن حالة التفاؤل التي كانت قد طغت على العلاقات السعودية العراقية، والتي أثمرت عن تعيين الرياض، ثامر السبهان سفير لها في بغداد بعد قطيعة دامت 20 عام تقريبا، قد تلاشت، على حد وصفه. وقال لبوابة "صوت الأمة": "إن الخطوة السعودية بتعيين السبهان، واجهت حالة من المعاداة وحرب خفية مستمرة من دوائر عراقية تقدم ولائها الحزبي والطائفي والمذهبي على مصلحة العراق، وتقدم الإرتماء في الأحضان الإيرانية على محيط العراق العربي، وسعت وعملت على دق الأسفين في علاقات العراق مع الدول العربية ولا سيما الخليجية، والسعودية بوجه أخص حتى تستفرد ايران ودوائرها بالقرار العراقي، وبالتالي بدأ الضغط الإيراني على حكومة العبادي لترغمها على طلب تغيير السفير السعودي الذي نجح في مد جسور التواصل والتقارب بين المكون العراقي ككل دون تفريق مذهبي أو عرقي وهو ما يمثل خطرا على مخططات حكومة العراق الإيرانية؛ وأصبح وجود سعادة السفير السبهان في العراق يحمل خطرا على حياته بعد رصد تهديدات حقيقية بإستهدافه من منظمات ارهابية إيرانية، ومن ثم وبعد أن وصلت الأوضاع إلى حالة انغلاق تام عمدت السعودية إلى استدعائه ثم تعيين نائبه عبدالعزيز الشمري قائما بأعمال السفارة لتقول للأشقاء في العراق أننا مانزال نمد يد الاخاء والتعاون لكم، وعليكم الانعتاق من التبعية الإيرانية والإنتفاضة لإعادة أمجاد وعروبة العراق وتحرير قراره وأراضيه وشعبه وثرواته من براثن الأطماع التوسعية الإيرانية". وأضاف "آل عاتي": "أعتقد أن السعودية ماتزال تأمل في صحوة عراقية جديدة قد تعلنها الأطراف العروبية العراقية الحريصة على تاريخ ومستقبل الأجيال العراقية". وكان السفير السعودي لدى العراق، ثامر السبهان، أعلن عبر حسابه الرسمي، على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر، عن انتهاء مهمته ببغداد؛ متمنيا التوفيق، للسفير السعودي عبدالعزيز الشمري، والذي تم تعيينه قائما بالأعمال في سفارة المملكة بالعراق.