ندد تحالف كبير من فصائل المعارضة السورية اليوم الأحد بمفاوضات سلام دولية ووصفها بأنها عديمة الجدوى و"بلا معنى"، وذلك في حين يستعد مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع طارئ بشأن العنف المتزايد في سوريا. يعقد الاجتماع في الساعة الحادية عشرة بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة بناء على طلب الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا، في حين وسعت القوات الحكومية السورية نطاق القصف في مدينة حلب المتنازع عليها. ويعتقد على نطاق واسع أن القصف مصحوب بغارات جوية روسية. من ناحية أخرى قصفت القوات المعارضة بلدة مصياف التي تسيطر عليها الحكومة والقريبة من مدينة حماة وسط البلاد لليوم الثاني على التوالي، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره في بريطانيا. تضم مصياف عددا كبيرا من أبناء الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري بشار الأسد. ويحشد الأسد دعم الأقليات السورية لحكومته مخافة تمرد سني. تتبنى كل من الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا موقفا موحدا في مجلس الأمن الدولي في مواجهة روسيا والصين اللتين تدعمان الأسد في الحرب المستمرة بسوريا منذ أكثر من خمس سنوات. وقال المرصد، والذي يعتمد على شبكة من المراسلين داخل سوريا، اليوم الأحد، إن 213 مدنيا قتلوا في الغارات والقصف على مناطق المعارضة في حلب وحولها منذ انهيار وقف إطلاق النار مساء الاثنين الماضي. وفي بيان مشترك صدر اليوم الأحد عن ثلاثة وثلاثين فصيلا معارضا تمت دعوة القوات الحكومية والروسية إلى وقف الغارات ورفع الحصار المفروض على مناطق المعارضة. وتشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أن 600 ألف سوري يقبعون تحت حصار تفرضه الحكومة أو المعارضة أو تنظيم الدولة الإسلامية في مناطق مختلفة من سوريا. وجاء في البيان أن "المفاوضات في ظل الأوضاع الراهنة غير مجدية ولا معنى لها". وقالت الفصائل المعارضة إنها لن تقبل وساطة روسيا في أي مفاوضات، واصفة موسكو ب"شريك النظام في جرائمه ضد شعبنا". وقع على البيان بعض أكبر فصائل المعارضة بسوريا ولكن ليس من بينها جماعة أحرار الشام المتشددة والقوية ولا جبهة فتح الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة. تعثرت جهود إحياء الهدنة. ودمرت غارة جوية قافلة مساعدات إنسانية كانت الأممالمتحدة تدعمها الاثنين الماضي داخل مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة بعدما أعلن الجيش السوري انتهاء الاتفاق حول الهدنة. قالت الأممالمتحدة إن الهجوم قد يرقى إلى جريمة حرب إذا ثبت أنه تم عمدا، على الرغم من أنها لم تتهم أي جهة بعد. وذكرت المنظمة كذلك أنها تعتقد أن طائرات مقاتلة روسية وراء الغارات. في الأثناء، استعادت قوات معارضة السيطرة على منطقة في حلب سقطت في أيدي القوات الحكومية أمس السبت، ما يمدد حالة الجمود في المدينة المتنازع عليها. وقال المرصد السوري إن المعارضة سيطرت على مخيم "حندرات"، وهو مخيم سابق للاجئين الفلسطينيين، صباح اليوم الأحد. تبادلت الجهات المتصارعة السيطرة على المخيم لمرات عديدة، وقد تعرض لدمار كبير وبات غير مأهول. ويقع المخيم بالقرب من طريق الكاستيلو، وهو طريق إمداد حيوي إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المحاصرة في المدينة. واستولت القوات الحكومية على طريق الكاستيلو في وقت سابق من هذا العام، لتحاصر المناطق التي تسيطر عليها المعارضة ويقطنها حوالي 250 ألف شخص. وقال ياسر اليوسف، المتحدث باسم حركة نور الدين زنكي السورية، إن المعارضة سيطرت على حندرات مساء السبت.