قد يقوض حريق أضرم في أحد حقول النفط الرئيسية في العراق أي جهد عسكري أو انساني في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من قبضة تنظيم الدولة الإسلامية. لا يزال الدخان الأسود يتصاعد في الجو من حقل نفط القيارة، الذي أضرم النار فيه تنظيم الدولة عند فراره من البلدة، ما خلق مخاطر صحية للمدنيين وللقوات التي تحتشد هناك. وتغمم الحرائق ودخانها سماء المنطقة حيث الضربات الجوية بالغة الأهمية فضلا عن مهمات الاستطلاع الجوي التي تجري بشكل شبه يومي. اصبحت القيارة، الواقعة على الضفة الغربية من نهر دجلة وعلى مبعدة 65 كيلومترا الى الجنوب من الموصل، نقطة انطلاق هامة للجهود العسكرية والانسانية قبيل عملية الموصل منذ أن تمكنت القوات العراقية من استعادتها الشهر الماضي. وقالت ليز غراندي، منسقة الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في العراق للأسوشيتد برس "لا يمكن انتظار استقرار القيارة- يجب أن يحدث ذلك الآن". وأضافت "كل شيء في عملية الموصل يتوقف على حقل القيارة. انها نقطة انطلاق للقوات العسكرية، وحيث يتوقع فرار 350 ألف الى مليون شخص (من الموصل) في حال وجدوا ملاذا أو طريقا للمرور." الجهود العراقية المبذولة لإخماد الحريق تجري بوتيرة بطيئة بعد قرابة شهر من استعادة البلدة من تنظيم الدولة، الدخان وألسنة اللهب السامة تستمر في تلويث الهواء داخل حقل القيارة وخارجه. وقال عاصم جهاد، المتحدث باسم وزارة النفط العراقية يوم الأربعاء ان مسلحي التنظيم أضرموا النار في 11 حقلا نفطيا في القيارة لعرقلة تقدم القوات الأمنية واحداث فوضى في المنطقة أثناء فرارهم. وأضاف انه تم اخماد نيران تسع آبار، لكن ثمة بئران لا تزالان تشتعلان بقوة. وتذكر صور الدخان واللهب الصادرة عن الآبار النفطية في حرائق آبار نفط الكويت حين قيل ان الجيش العراقي أضرم النار في مئات الآبار كي يغطي انسحاب قواته من الكويت مطلع تسعينات القرن الماضي. قال كوروش كيان، خبير في التنقيب عن النفط "في إخماد الحرائق في الكويت، استخدم رجال الإطفاء أنابيب المياه وضخوا المياه من الخليج لرش قاعدة الحرائق." كيان، مهندس أنظمة في جنرال إلكتريك للطيران، قال إن أبسط طرق إطفاء هذه الأنواع من الحرائق هو حقن المياه تحت ضغط عالي في قاعدة النار. ولأن القيارة على نهر الفرات، لن تكون هناك مشكلة في إمداد المياه. الحقلان الرئيسيان في المنطقة، القيارة ونجمة، كانا ينتجان نحو 30 ألف برميل يوميا من النفط الخام قبل أن يسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على محافظة نينوى في يونيو 2014. ورغم أن القوات العراقية الآن تسيطر على المنطقة، فهي أبعد ما تكون عن الاستقرار. في قاعدة غرب القيارة الجوية، حيث يعمل المئات من قوات الولاياتالمتحدة على تقديم الاستشارة والمساعدة لنظرائهم العراقيين، سقط صاروخ صغير احتوى على عنصر الخردل، حسبما قال الجنرال جوزيف دانفور، رئيس الأركان المسلحة المشتركة، للكونغرس الخميس. المسؤول الأمريكي الذي ناقش تفاصيل الواقعة الأربعاء شريطة عدم الكشف عن هويته، قال إن مجموعة صغيرة من الجنود الأمريكيين اعترضت بقايا صاروخ بعد انفجاره ووجدت مادة سوداء زيتية على قطعة من المعدن. التحليل المبدئي للمادة المشبوهة أظهر احتوائها على بقايا من غاز الخردل، لكن التحليل الثاني جاء سلبيا. ويستمر المسلحون في التجول في البلدة إلى الغرب وبطول الضفة الشرقية نحو بلدة العلم. أما الجيش العراقي بدعم من غارات التحالف الجوية وعمليات تقديم الاستشارة والمساعدة منه، فيتطلع لاستعادة المزيد من الأراضي من التنظيم المسلح، الذي كان مسيطرا عند لحظة ما في 2014 على نحو ثلث العراق وسوريا المجاورة. وشنت قوات التحالف بقيادة أمريكية أكثر من 460 غارة جوية حول القيارة منذ أغسطس 2014 وأكثر من 1800 غارة حول الموصل نفسها. لكن بالنسبة لعمال الإغاثة في البلاد، فالحرائق منبع قلق عاجل ورئيسي لهم فيما يستعدون لتدفق كبير محتمل للنازحين مع استمرار عمليات الموصل. وتقول غراندي "هناك أيضا جهد كبير لاستقرار القيارة. مئات الآلاف من الأشخاص الذين ربما يفرون من الموصل من المحتمل أن يأتوا في هذا الاتجاه."