يعد متحف عمارة الحرمين الشريفين فريداً من نوعه على مستوى العالم من حيث كونه يختص بعرض مقتنيات الحرمين الشريفين، والذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكةالمكرمة. ويحكي متحف الحرمين الشريفين الذي يقع بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود في مكةالمكرمة تاريخ قرون وأجيال كثيرة، وقصة أطهر بقاع الأرض وأقدس مقدساتها "الحرمين الشريفين" الذي يضم الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، وفقا لجريدة الرياض. ومن خلال التوسعات التي تمت في الحرمين الشريفين تجمعت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية من الحرمين الشريفين، فرأت الرئاسة أنّه من المناسب عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها، وبالفعل فقد جرى عمل الدراسات اللازمة وترميم واختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فريق متخصص من الفنيين، وقد ساعد هذا على إتمام هذا المشروع الثقافي والحضاري، الذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكةالمكرمة، والذي يحرص الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها على زيارته والإطلاع على محتوياته. ونظراً لما حظي به الحرمان الشريفان من رعاية واهتمام المسلمين على مر العصور وإيلائه النصيب الأوفر من البناء والتشييد، وفي هذا العصر الزاهر شهد الحرمان الشريفان من الرعاية والاهتمام ما لم يشهداه في عصور التاريخ المتلاحقة، وانطلاقاً من حرص ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة على إبراز تلك الجهود المختلفة ورغبة في تثقيف الأجيال المسلمة وتعريفها بتاريخها الإسلامي العظيم، أقيم هذا المعرض على مساحة إجمالية قدرها (1200 متر مربع) وقد روعي في تصميمه الخارجي التناسق مع النمط الإسلامي الفريد والطراز المميز لعمارة المسجد الحرام. وأوضح مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين أحمد بن محمد الدخيل، أن المعرض يشهد إقبالاً من كافة أقطار العالم الإسلامي بمن فيهم الوزراء والمسؤولون وأعضاء البرلمانات وممثلو الدول الشقيقة، وكافة ممثلي الجهات الحكومية بالمملكة العربية السعودية، وذلك في ظل سعي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إبراز دورها ومكانتها على مستوى العالم وسعيها الحثيث لخدمة زوار البيت العتيق والمسجد النبوي وذلك لخلق صورة ذهنية مميزة لجمهور العالم الإسلامي من خلال تقديم أرقى الخدمات لقاصديهما منها العلمية والتوعوية، وإطلاعهم على كافة التحف التاريخية المتعلقة بالحرمين الشريفين، وباب الكعبة المشرفة، وسلم الكعبة، ونماذج التوسعات الكبرى للحرمين الشريفين، وغيرها من المتعلقات وذلك وفق تطلعات ولاة الأمر. موضحاً أنّ المعرض زاره منذ إنشائه ما يزيد على (5.147.589) زائرا. ويحتوي معرض عمارة الحرمين الشريفين على العديد من المقتنيات الأثرية النادرة والصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة للحرمين الشريفين، كما يحتوي المعرض على مجموعة من المخطوطات والمصاحف النادرة من مكتبتي المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض وينقسم إلى سبع قاعات. قاعة الاستقبال وهي القاعة التي يتم فيها استقبال الزوار وإعطاؤهم فكرة عن عمارة الحرمين الشريفين والتوسعات التي تمت فيه، وذلك من خلال مجسم حديث للمسجد الحرام وبعض الصور القديمة للحرمين الشريفين. قاعة المسجد الحرام وتحتوي سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج المؤرخ في عام 1240ه. والمقصورة التي كانت تغطي مقام إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد خادم الحرمين الشريفين وعدد من أهلة المنائر والتي يعود تاريخها لعام 1299ه. قاعة الكعبة المشرفة وتحتوي على ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص يعود تاريخه لعام 1273ه، وعمود من خشب الساج من أعمدة الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير -رضي الله عنه- للكعبة المشرفة في عام 65 ه، وصندوق من الخشب كان داخل الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعام 1277ه، وقفل ومفتاح الكعبة المشرفة مؤرخ في عام 1309ه من عهد السلطان العثماني عبدالمجيد الثاني وباب الكعبة المشرفة، والذي أمر بصنعه الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في عام 1363ه، وإطار الحجر الأسود من عهد السلطان مراد خان. قاعة الصور الفوتوغرافية تحتوي القاعة على مجموعة من الصور النادرة لمكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يعود تاريخها لعام 1298ه، والتي أهداها للمعرض الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله. قاعة المخطوطات وتحتوي على مجموعة من المصاحف والمخطوطات المصورة النادرة من مكتبتي الحرمين الشريفين، كذلك توجد نسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه. قاعة المسجد النبوي تحتوي على باب من الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي يعود تاريخه لتوسعة السعودية الأولى عام 1373ه، وهلال المئذنة الرئيسية في المسجد النبوي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر الهجري وساعة قديمة من الساعات التي أرسلها السلطان العثماني عبدالمجيد الأول يعود تاريخها لعام 1277ه. قاعة زمزم وتحتوي رقبة بئر زمزم بطوقها وغطائها وبكرة لرفع ماء زمزم يعود تاريخها لأواخر القرن الرابع عشر الهجري، وسطل من النحاس مؤرخ في عام 1299ه كان موجوداً في بئر زمزم، ومزولة شمسية لتحديد أوقات الصلوات قبل أن يتم طباعة ونشر التقويم الهجري كانت على سطح زمزم مؤرخة في 1023ه، وساعة أمر بشرائها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ووضعت فوق دار الحكومة الحميدية في عام 1352ه.