أعلنت الولاياتالمتحدة الاثنين التبرع بنحو 127 مليون دولار في صورة مساعدات للدول الواقعة في جنوب إفريقيا، حيث ضربت أسوأ موجة جفاف منذ عقود ملايين السكان هناك، مما أدى إلى تقزم الأطفال ودفع بعض المزارعين إلى تناول حبوبهم بدلا من الحفاظ عليها كبذرة للمحصول القادم. ويمثل أسوأ جفاف تتعرض له المنطقة منذ 35 عاما أيضا أزمة صحية متنامية. فنحو ثلث المصابين بفيروس "إتش آي في" المسبب لمرض الإيدز بالعالم يعيشون في جنوب القارة الأفريقية، وتقول الأممالمتحدة إن الناس لا يستطيعون تناول أدويتهم على أمعاء خاوية. وفي زيمبابوي، التي كانت ذات يوم مصدر الغذاء لجيرانها وأصبحت الأزمة الاقتصادية تعصف بها الآن، يبيع بعض الناس أبقارهم بأقل من 50 دولارا، ويشرحون أن الحيوانات ستموت على كل حال. وفي مقاطعة مبيري، يعيش بعض المزارعين على جذور الكاسافا ويعانون للحصول على مياه الشرب بعد حفر قيعان الأنهار الجافة. وقال المزارع مافيوس غانياري " خلال 3 أو 4 شهور قادمة، إذا لم يصل أي مساعدات، فبالتأكيد هذا يعني أن الناس ستموت. ستسمع قصصا عن الموت هنا وهناك." تسعى الجماعة الإنمائية لجنوب إفريقيا إلى توفير أكثر من ملياري دولار لمساعدة الدول الأعضاء التي ضربها الجفاف. وقال برنامج الأغذية العالمي إن الجفاف الناجم عن ظاهرة النينيو دمر المحاصيل، وأعلن جنوب إفريقيا عند المستوى الثالث من الطوارئ وهو أعلى مستوى. وذكر البرنامج أن 18 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة في سبع دول متضررة بشدة، هي : ليسوتو ومدغشقر وملاوي وموزمبيق وسوازيلاند وزامبيا وزيمبابوي. ويمكن أن يزيد عدد الأشخاص المتضررين بشكل كبير خلال موسم العجاف الذي يبدأ في أكتوبر/ تشرين أول، حسبما قالت الأممالمتحدة. يضرب الجفاف الأطفال بشكل خاص. فبضعهم يترك المدارس للعمل، ويجبر آخرون على الزواج المبكر، طبقا لتقرير صدر الشهر الجاري عن وكالة الأطفال في الأممالمتحدة، وكالة الرؤية العالمية والتخطيط الدولي.