خلص بحث طبي جديد إلى أن الجرعات الزائدة ليست السبب الوحيد للوفاة بالنسبة لاستخدام المسكنات القوية، مشيرا إلى أنها قد تؤدي أيضا إلى حالات وفاة مرتبطة بمشكلات في القلب وغيرها من المشكلات. من بين أكثر من 45 ألف مريض شملتهم الدراسة، يعد مستخدمو المسكنات الأفيونية أكثر عرضة لخطر الموت في غضون ستة أشهر من بدء العلاج بنسبة 64 بالمائة، مقارنة بالمرضى الآخرين الذين يستخدمون مسكنات أخرى. تسببت الجرعات الزائدة غير المقصودة في نحو 18 بالمائة من حالات الوفاة بين مستخدمي المسكنات الأفيونية، مقابل 8 بالمائة وسط المرضى الآخرين. وقال واين راي، قائد فريق البحث وأستاذ السياسة الصحية في كلية الطب بجامعة فاندربيلت "يتصور الناس أن المشكلة تكمن في كيفية استخدام المسكنات الأفيونية، لكن المشكلة قد تكون أسوأ.. ينبغي أن تكون هذه الأدوية هي الملاذ الأخير، ويتعين أن تكون هناك رعاية خاصة للمرضى الذين يعانون مشكلات في القلب والأوعية الدموية". يعكس هذه التحذير نصيحة أطلقها مؤخرا مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في محاولة لوقف وباء المواد الأفيونية في البلاد. تشمل المشكلة تعاطي مخدرات الشارع مثل الهيروين والإفراط في استخدام المسكنات الأفيونية مثل الهيدروكودون والكودايين والمورفين. ومن الممكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى ضيق التنفس أو يزداد الأمر صعوبة كما يحدث في توقف التنفس أثناء النوم، ما قد يؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب والنوبات القلبية أو الموت المفاجئ، حسبما أفادت الدراسة. وشهد عام 2014 أكثر من 14 ألف حالة وفاة جراء تعاطي جرعات زائدة مرتبطة بالمسكنات في الولاياتالمتحدة. تشير الدراسة إلى أن عددا أكبر من ذلك توفي لأسباب مرتبطة بالأدوية ذاته، لتعزز الأدلة التي توصل إليها بحث سابق بأن هناك علاقة بينها وبين مشكلات القلب. يشار إلى أن الدراسة شملت أكثر من 45 ألف مريض في ولاية تينيسي بين عامي 1999 و2012. حصل هؤلاء على مسكنات لآلام مزمنة غير ناجمة عن السرطان، وإنما أمراض أخرى مثل آلام الظهر المستمرة والتهاب المفاصل. حصل نصفهم على مواد أفيونية ممتدة المفعول، لاسيما كسيكودوني والميثادون وفينتانيل. تظل المواد الأفيونية ممتدة المفعول في الجسم فترة أطول، وأشار القائمون على الدراسة إلى أن تعرض الجسم لفترات طويلة للأدوية قد يزيد مخاطر تعرضه لتفاعلات سامة. أما باقي المرضى الذين شملتهم الدراسة، فقد حصلوا على أدوية لا تحتوي على مواد أفيونية والتي تستخدم في بعض الأحيان في علاج آلام الأعصاب، لاسيما جابابنتين أو بعض مضادات الاكتئاب. يشار إلى أنه كانت هناك 185 حالة وفاة بين مستخدمي المواد الأفيونية، مقابل 87 بين المرضى الآخرين. ونشرت نتائج الدراسة اليوم الثلاثاء في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية. شملت الدراسة، المرضى الخاضعين لنظام التأمين الصحي، لاسيما ذوي الدخول المنخفضة والبالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة وهم من بين الفئات الأكثر تأثرا من غيرهم جراء تعاطي المواد الأفيونية. ولفت راي إلى أن الدراسة استبعدت ذوي الحالات الحرجة أو أولئك الذين ثبت أنهم يسيئون استخدام الأدوية.