انتقد الكاتب البريطاني جدعون راخمان، تغريدة لمستشار رئيس المفوضية الأوروبية، مارتن سيلماير، حذر فيها من "سيناريو رعب" أبطاله هم (دونالد ترامب، ومارين لوبان، وبوريس جونسون، وبيبي جريللو)، ممن نعتهم (سيلماير) بالشعبويين. ووصف راخمان – في مقال نشرته الفاينانشيال تايمز– تغريدة سيلماير، ب"الرعناء" غير المسئولة، والتي تكشف وجاهة تحفّظ القادة في بروكسل إزاء الاستفتاء على مستقبل بريطانيا في الاتحاد الأوروبي المزمع في 23 يونيو المقبل. ونوه راخمان، عن التحفظ الواعي الذي يبديه كبار السياسيين في أوروبا عند الحديث عن استفتاء المملكة المتحدة على مستقبل عضويتها في الاتحاد، وكيف أن قادة أمثال المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، وجان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية قيدا نفسيهما بالاكتفاء بالإعراب عن الأمل في أنْ تصوت بريطانيا لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي والتأكيد على أن هذا هو قرار الشعب البريطاني وحده. ولفت إلى أن "الرأي السائد في بروكسل وبرلين وغيرهما من العواصم الأوروبية هو أن أية تصريحات أكثر تفصيلا في هذا الصدد كفيلة بأن تتمخض عن نتائج عكسية، وها هي ذي تغريدة رعناء غير مدروسة لمارتن سيلماير، مستشار يونكر – ربما أثبتت وجاهة وحكمة سياسة التحفظ التي تحلى بها كبار السياسيين الأوروبيين، وغرد سيلماير من اليابان أثناء قمة مجموعة السبع على حسابه بموقع (تويتر) محذرا من أن "قمة العام المقبل بحضور ترامب ولوبان وبوريس جونسون وبيبي جريللو، ستكون بمثابة سيناريو رعب يُظهر ضرورة التصدي للشعبوية". وأكد صاحب المقال: "مما لا شك فيه أن سيلماير اعتقد أن كلامه لن يجد معارضة، وكما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، فإن القادة الحضور في قمة مجموعة السبع هم جميعا منزعجون من احتمال أن يكون دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، ولن يكون هنالك الكثير من المعجبين ب مارين لوبان أو ب(حملة خروج بريطانيا ممثَلة في القمة)". ورأى راخمان أن "تدّخل سيلماير في الشأن البريطاني يعتريه الخطأ لسببين: أولهما أن سيلماير يعتبر نموذجا تجسيديا لل (بيروقراطيين غير المنتخَبين في بروكسل) الذين طالما تذرّع بهم المتشككون في الاتحاد الأوروبي من البريطانيين للخروج من هذا الاتحاد، ومجرد ظهور مثل هذه الشخصية وتدخلها بهذا الشكل وفي هذه المرحلة هو كما يقول البريطانيون أمر "غير مساعد"، السبب الثاني هو أن تغريدة سيلماير تبدو بالغة الفجاجة في محاولة للزج ببوريس جونسون، إلى ذات الحظيرة التي ضمت شخصيات من اليمين المتطرف، أمثال مارين لوبان (زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرف في فرنسا) ودونالد ترامب". وأورد الكاتب تصريحات مُفنّدة لتلك الدعوى، "كان جونسون وصف ترامب بأنه "فقد صوابه" وأنه "غير مناسب" لأن يكون رئيسا لأمريكا، كما أن مجموعة "فوت ليف"، الصوت الرسمي لمعسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كانت أعلنت بوضوح استغناءها عن دعم مارين لوبان". واختتم راخمان قائلا "ربما كان الأمر أن سيلماير يعتبر التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي مساويا للعنصرية أو مكافئا للتطرف السياسي، غير أن هذا النوع من الاتهام من غير المرجح أن يتمخض إلا عن إثارة غضب الكثير من الناخبين البريطانيين ممن لم يحسموا أمرهم بعد إزاء الاستفتاء ومن هؤلاء الذين لن يعجبهم وصفهم ب(الشعبويين الخطرين) إذا ما هم أرعوا أسماعهم لآراء يسوقها أمثال جونسون (في معسكر الخروج)".