عندما قررت وزارة الصحة، صاحبة شعار.. ياخوفي يابدران لتكون دي آخر فرخة، مواجهة أنفلونزا الفراخ، اللي كانت أول ماتشوف خلقة تمرجي من دول معدي في الشارع، تنقره في عينه، وتطلع تستخبي في الجبل زي المطاريد، ما لقتش قدامها غير شعبان عبد الرحيم، رائد الطب الغنائي في مصر، وعلي اعتبار أن الوزارة نجحت قبل ذلك في تنظيم الأسرة، بأغنية حسنين ومحمدين، جاتهم خيبة الاتنين، وقضت علي البلهارسيا، بأغنية ادي ضهرك للترعة..بدل البلهارسيا في جتتك ماترعي، تقولش جتته دي غيط برسيم، عنها وقام شعبولا بالغناء للفراخ، جايز تنكسف علي دمها، بدل ما يفقعها مكوة رجل يخلص عليها، لكن الظاهر الفراخ ماعجبتهاش الأغنية، وكانت عاوزه هيفاء تغنيلها. وعندما بدأت انفلونزا الخنازير، قرر شعبولا أن يأخذ المبادرة لوحده هذه المرة، ويفقعها أغنية يفطسها، لكن المشكلة أن الخنازير طرشة، يعني لا هتسمع.. ولا تتنيل علي عينها، بالإضافة إلي أن الانفلونزا لسه ما عدتش علي مصر، حسب تصريحات المسئولين، وإذا عدت.. هايقفشها المخبرون في أي مكان، وإذا قدر الله يعني وفلتت من الكمين.. ها تعمل إيه مع المصريين بتوع سبعة آلاف سنة حضارة لا مؤاخذة، شعب بياكل الزلط، وجتته نحست من كتر العلل والأمراض، اللي لو كانت جتة لأيوب أيوب نفسه، ماكانش قام منها، ويكفي أن ماهر العطار قد عبر عن قدرة هذا الشعب في مواجهة التحديات، وقالك.. شايلني شيل ياجدع.. علي كل كتف أشيل جبل، يبقي ها تعمل إيه المحروقة دي. لكن الحكومة الواعية، اللي انقرصت قبل كده، واللي يتقرص من الفراخ.. يدبح الخنازير، أقامت مذبحة كبري ولا مذبحة القلعة للخنازير، حتي الخنزير الصايع اللي حاول ينط بحصانه من فوق السور، نزل علي جدور رقبته، وفيص في ساعتها، المثل بيقول.. الباب اللي يجيلك منه الخنزير، أقفله قبل ما تطلع علي ترب الغفير، لذلك.. أصبح من العادي، أن نري علي صفحات الجرائد، صورة التمورجي الذي يضع الكمامة، وعاكم خنزير من رقبته، وبيشيله اللوز، وإذا عطس في خلقته، يفقعه سكينة في كرشه، وأصبح من المألوف، أن تري الخنازير واقفة قدام باب السلخانة، للتعرف علي جثث ذويهم وأقاربهم وجيرانهم كمان.المشكلة الحقيقية في أزمة أنفلونزا الخنازير، أن الناس ها تبطل تبوس المزز، سواء في الواقع أو في السينما، إلا بعد الحصول علي شهادة من وزارة.. ربنا خد مني كل حاجة.. وإداني الصحة بأنه لا يوجد مانع طبي من البوس، وبدل ما كانت الناس اللبط عمالة تهاجم السينما، مش هايلاقو حاجة يهاجموها، لأنه لا ها يبقي فيه بوس ولا نيلة، إلا إذا كان مشهد انتحار، فنجد البطل يكتب وصيته، ويطلع علي البطلة يرزعها البوسة من هنا.. ويشيله الحانوتي من هنا، وفعلا.. عالم تخاف ما تختشيش صحيح. محمد الرفاعي