أكد الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أن السيادة للشعب الذي يختار من ينوب عنه لممارسة السلطة. وقال السبسي، في حوار خاص على قناة "الوطنية" التونسية أمس الأربعاء، أنه أحق في تحمل مسئولية الوطن، حيث أن الشعب أعطاه هذه المسئولية لكي يخرج البلاد من المأزق، مضيفا أن الشعب اختاره واختار نواب في مجلس الشعب.. مشيرا إلى أن هؤلاء يمارسون السيادة نيابة عن الشعب. وردا على سؤال عن التحالف مع حزب "النهضة"، قال السبسي أنه رئيس منتخب وأن الشعب لم ينتخبه ضد حزب "النهضة" أو معه، وإنما لإخراج البلاد من المأزق، مشيرا إلى أن هناك صعوبة في إخراج تونس من الوضع الحالي نظرا لأن الناس لا تتفق على الخطوات التي يتم اتخاذها. وقال الرئيس التونسي: لست "نهضاويا" وأغلبية حزب "النهضة" قاموا بالتصويت ضدي، مضيفا أن الشعب اختاره لتونس ولكنه لم يعط الأغلبية المطلقة، وأنه ضد فكرة الحزب المهيمن، لذلك كانت حملته الانتخابية تركز على أن الحكم لا يكون منفردا. وقد أثنى السبسي على اختيار حزب "نداء تونس" لشخص من خارجه لتولي رئاسة الحكومة التونسية، وهذا للتأكيد على عدم تبني سياسة "التغول"، واصفا هذا بالخيار "الصائب"، لأن الحكومة ليست ملكا للنهضة أو النداء ولكن للشعب التونسي. وأوضح أنه لأول مرة في التاريخ يكون هناك حكومة تونسية بها أربعة أحزاب، مؤكدا أنها حكومة "استقرار" لكن هذا لا يعني أن كل شخص في الحكومة نحن نوافق عليه. وردا على سؤال عن ما تبقى من "نداء تونس" اليوم، قال السبسي إن النداء دفع ثمنا باهظا نتيجة خلافات على المواقع والحكم ليست لها علاقة بحزب "النهضة". وأكد السبسي أن ما يهمه هو تونس والوطن وليس الأحزاب، مشددا على ضرورة عمل جميع الأطراف مع بعضها من أجل مستقبل أفضل لتونس. وبسؤاله عن مشروع التوريث وما إذا كان قد انتصر إلى نجله في قيادة حزب "نداء تونس"، قال الرئيس التونسي إن هذه إدعاءات تٌروج عن جهل, وأنه ليس كل ما يكتب يكون صحيحا، مؤكدا أن تونس ليست ملكية أو خلافة. وأضاف السبسي أن رئاسة الجمهورية تقع بالصندوق في انتخاب حر ومباشر ونزية، قائلا إن رئيس الجمهورية هو رئيس لكل التونسيين. وأكد أنه يخدم من أجل تونس وهو ما يفرض عليه أن يعمل على جمع كل التونسيين, "الصالح منهم والطالح"، موضحا أن الرئاسة تبتعد عن الشئون الحزبية أينما كانت. وقال السبسي، في حواره مع قناة "الوطنية" التونسية "إن الثورة لم تقع من أجل الأمور الدينية وإنما وقعت من أجل الحالة الاجتماعية في ظل وجود بطالة وفقر وتهميش، مضيفا أن الحكومة لم تفعل شيئا لمعالجة هذه المشاكل ولكنها تواجه الأمور اليومية مثل الإضرابات وزيادة الأجور. وأكد الرئيس التونسي أنه ليس ضد الاحتجاج ولكن داخل مجلس الشعب الذي يمكن من خلاله التعبير عن المعارضة. وقال إن الجبهة الشعبية رفضت مبادرة المصالحة الاقتصادية التي أتى بها لفائدة الشعب والبلاد, فهم لم يرحبوا بالمبادرة ونادوا بالنزول للشارع في الوقت الذي يوجد فيه برلمان للتعبير عن المعارضة. وقال السبسي "أنا مع التظاهر سلمي وأن تظاهرات القصرين بدأت سلمية قبل أن تتدخل "أيدي خبيثة" ينتمون إلى حركات سياسية لم يسمها لاستغلال الاحتجاج. ووصف الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي أداء الحكومة الحالية بالجيد، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحكومة ليست معصومة من الخطأ والرئيس أيضا ليس معصموما من الخط, كذلك الذين ينتقدوه ليسوا معصومين من الخطأ، مؤكدا أن الدستور التونسي الحالي برلماني أكثر منه رئاسي. وردا على سؤال عن السياسة الخارجية لبلاده، قال السبسي، في حواره مع قناة "الوطنية" التونسية، "أنا اتبع نفس السياسة التي اتبعتها عندما كنت وزيرا للخارجية في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة التي تعتمد على استقلالية القرار السياسي في تونس وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول. وأوضح أنه عندما جاء للحكم لم تكن علاقات تونس مع الدول العربية والإسلامية على أحسن ما يرام، ولذلك عمل على تحسينها، مؤكدا ضرورة أن تكون علاقات تونس جيدة مع الجميع.