قوتها استهان بها العالم بأسره، وبدلًا من تقدير تفهمها لمجريات الواقع الدولي، تعالت الأصوات التي تحقّر من إمكانياتها، لتفاجىء الجميع بتحركات لا تفعلها سوى دولة على قدر كبير من الدهاء. ومن هنا، وبما أن سياسة الحروب تحتم استخدام كافة الأسلحة، استطاعت إثيوبيا أن تستفيد من الفوضى العارمة بالوطن العربي، وبخاصة مصر، للمُضي قدمًا في بناء سد النهضة. وكشفت وسائل إعلام مصرية وإثيوبية، عن تحويل إثيوبيا لمجرى النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل الرئيسية خاصة بفصل الصيف، في تقارير صحفية، أمس السبت، لتمر المياه لأول مرة عبر فتحات سد النهضة الإثيوبي، الأمر الذي أثار التساؤلات عن رد فعل الدولة المصرية، ممثلة في وزير ووزارة الري الجهة المعنية بالمفاوضات. لكن الدكتور إبراهيم الغندور وزير الخارجية السوداني، نفي تلك التقارير، مؤكدًا أن إثيوبيا قامت بتحويل مسار النهر لكن قبل عامين في 2013، وليس في هذه الأيام، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الوثوق فيها، وأنه سيتم طرحها على الفنيين، من البلدان الثلاث للتأكد منها. وبينما كان ينشغل الجانب المصري بجمع استمارات لسحب الثقة من رئيس الجمهورية المعزول محمد مرسي في 2013، كانت إثيوبيا تستغل انشغال مصر بالأزمات السياسية، وتسابق الزمن لبناء سد النهضة الإثيوبي، وقامت في 28 مايو 2013 بتحويل مسار نهر النيل الأزرق. مصادر إثيوبية أكدت أن تحويل مجرى قطاع من النيل الأزرق، أحد روافد نهر النيل، سيكون لأمتار قليلة، ثم يترك بعدها النهر ليتدفق في مساره الطبيعي.