غنانا د. سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب عن ابداء أي انتقاد أو تحفظ علي ما قام به النائب البرلماني لحزب «الأصالة» يوم الثلاثاء الماضي عندما وقف يؤذن لصلاة العصر فجأة في جلسة المجلس المستقلة بمناقشات محنة البلاد! ولست أشك في أن النائب قد فعل ما فعل وقد اختمر عنده ذلك التصرف الذي أملته عليه رغبه في أن يجرب التصرف!، فإذا كان «الكتاتني» لم يفوت التصرف للنائب فقد كان يعلن للجميع في المجلس أن مثل هذا التصرف ممنوع ولايجوز في برلمان للنقاش وليس للآذان أو الدعاء أو الصلاة فمثل هذا مكانه المسجد بيت الله!، وهو ما أكده د. الكتاتني بما منع عنا مستقبلا أن يفعلها هذا النائب أو غيره وقد أشار الكتاتني وهو يعلن للنائب بعد أن تركه يكمل الآذان أن البرلمان ليس لما فعل، ولايقبل المزايدة علي الآخرين وهو ليس أكثر أيمانا منهم فضلا عما يعنيه التصرف من مخالفة للائحة المجلس ولابد أن أذكر هنا الشيخ سيد عسكر رئيس اللجنة الدينية في المجلس وقد تحدث حديث العلم إذ أعلن لجميع النواب أنه «ليس هنا مكان الآذان، وإذا كان النائب يريد الصلاة فعليه بالمسجد، واستشهد الشيخ عسكر بحديث شريف لرسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يؤكد للجميع أن شخصيا قد صلي الظهر والعصر جمعا قصر ولو فوت د. الكتاتني التصرف لتفاقم الأمر إلي الحد الذي يجعل أي نائب وكل نائب حاضر في جلسة المجلس أو اجتماع للجنة برلمانية أن يوقف المناقشات لمجرد أنه أذن للصلاة!، ومادام التصرف في تجربته الأولي من نائب حزب الاصالة قد مرره رئيس المجلس فما الذي يمنع الآخرين من القيام به ولكن ظني أن الكتاتني قد احب الا يسمح لأحد من النواب أن يفعلها بعد ذلك! ومن أراد من النواب الصلاة فليترك الجلسة ويذهب إلي المسجد وهذا يأتي في الإطار الذي لاحظته أن د. الكتاتني يعمل من خلاله كرئيس لبرلمان الشعب فيلزم نفسه باللائحة ويحافظ علي أدوار الاعضاء في القاء الكلمة وهذا وحده من نماذج كفاح رئيس المجلس في سبيل الحيلولة دون رغبة أي نائب- وبصرف النظر عن انتمائه الحزبي أو تياره السياسي- في العبث بالنظام الصارم العادل الذي يعمل به رئيس المجلس لكنني ألاحظ كذلك أن الكثير من أعضاء المجلس لايحب ولايريد أن يدير الكتاتني جلسات المجلس بنظام واحترام فأغلبيتهم تصر علي الحديث دون أن يعطي قائلهم الكلمة ومنهم الذي يقصر علي استرسال الآخرين أصحاب الدور في الكلام ويقاطعهم بفجاجة يحسد عليها ويبذل الكتاتني جهدا فادحا في إقناع الذين يفعلون كل ذلك وعبثا يحاول! والبعض من الهائجين علي الكتاتني لتمسكه بالنظام لايريدون الاقتناع بأن الكتاتني هو الذي يدير الجلسة وأن هذه الإدارة ليس معناها ولا واجبها أن يكتفي الكتاتني بالجلوس علي كرسي الرئاسة فقط! بل هو جالس- وقد خلع رداءه الحزبي- ليكون رئيسا لمجلس جميع النواب. ولقد تذكرت واقعة النائب الذي أذن لصلاة العصر في تصرف غير مسبوق عندما عدت بالذاكرة إلي برلمانات كانت تنعقد قبل ثورة يناير ويأتي فيها ما يخرج علي أي نظام وأي لائحة!، وقد بشرنا مجلس الشعب- بعد الثورة- بأننا قد ودعنا إلي غير رجعة البرلمانات التي كان يقول في أحدها واحد من النواب بصوت عال منافقا نظام الحكم : نعم .. أنا أطبل وأزمر .