رصد العدد الثالث من تقرير «العمال والمقاومة الاجتماعية» الذي أصدرته اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية بالتعاون مع مؤسسة أولاد الأرض لحقوق الإنسان ومركز هشام مبارك للقانون الصادر في يناير الماضي، وجاء فيما يتعلق بالعام 2007 شهد فصل وتشريد 115 ألفاً و545 عاملاً، ومصرع 122 عاملاً وإصابة 138 آخرين نتيجة ظروف العمل السيئة وغياب وسائل الأمن الصناعي والصحي، ونظم العمال 692 إحتجاجاً تمثلت في 199 إعتصاماً و199 إضراباً و104 تظاهرة و190 تجمهراً، كان نصيب قطاع الأعمال منها 264 إحتجاجاً تمثلت في 94 اعتصاماً و73 اضراباً و58 تجمهراً و39 تظاهرة في حين كان نصيب القطاع الخاص 215 احتجاجاً ما بين 158 إعتصاماً و69 إضراباً و59 تجمهراً و29 تظاهرة، واستأثر القطاع الحكومي ب213 إحتجاجاً بينها 47 اعتصاماً و57 إضراباً و73 تجمهراً و36 تظاهرة. وتنوعت أسباب الاحتجاجات ما بين رفع الأجور وصرف الحوافز والعلاوات والبدلات، ووقف تعسف الإدارات وصرف الأرباح وزيادة قيمة الوجبة الغذائية، والتأمين الصحي والاجتماعي، وتحسين بيئة العمل وتطوير ضمانات السلامة به، وتوفير وسائل الانتقال للعمال أو الموظفين وتثبيت العمالة المؤقتة، وإلغاء بعض القرارات التعسفية، وتعديل التبعية الإدارية والمالية من جهة إلي أخري، الفساد والمحسوبية، وصرف المستحقات المتأخرة وخفض الحوافز وتدني الأوضاع المادية، وحل اللجان النقابية الرسمية الموالية للإدارات، والتضييق علي الأنشطة النقابية والقادة العماليين المرتبطين بالعمال، بالإضافة إلي مطالب العمال الخارجين للمعاش المبكر أو بسبب أعمال التصفية لصرف ما تبقي من مستحقاتهم. وتمثلت أخطر الأرقام التي ساقها التقرير في انتحار 40 عاملاً عجزوا عن توفير متطلبات أسرهم اليومية، ففي صفط اللبن انتحر العامل «علي أحمد عبدالله» بعد أن طعن نفسه بسكين وفي شركة غازتك بالبساتين انتحر «علي محمد توفيق» شنقاً بعد أن عجز عن توفير نفقات زواجه، وفي العجوزة انتحر الشاب«شريف محمود يوسف» بإلقاء نفسه من الطابق الرابع بعد فشله في العثور علي عمل يليق به وشهد العام 2008 وفقاً لخالد علي مدير مركز هشام مبارك للقانون ومعد التقرير فصل أكثر من 260 ألفاً و106 عاملين سواء من القطاعين الخاص والعام ومصرع 291 عاملاً وإصابة 140 نتيجة ظروف العمل السيئة وغياب وسائل الأمن أيضاً . وتفرد عام 2008 بوفرة احتجاجية مقارنة بالعام السابق وشهد 769 احتجاجاً عمالياً منها 205 اعتصامات و301 إضراب و181 تظاهرة و82 تجمهراً، وبلغت حالات الانتحار بين 27 حالة، ليقفز عدد المنتحرين إلي 67 عاملاً بداية من يناير 2007 وحتي ديسمبر 2008، ويرصد تقرير العمال والمقاومة الاجتماعية لحالات من العمال الذين تعرضوا لإصابات بالغة نتيجة العمل في ظروف غير آمنة سواء صحياً أو صناعيا بل منهم من لقي مصرعه، ففي مدينة «الصفا» الصناعية بأسيوط لقي خمسة عمال مصرعهم وهم طه علي عبد السميع ومحمود محمد أحمد وعلي حسن محمد وهاني مصطفي عبدالباقي وجابر معتمد، وذلك أثناء حفرهم بئر للصرف الصحي في مصنع، حيث انهار عليهم وفي الإسكندرية لقي العامل «عبدالرحمن حسن شعبان» مصرعه أثناء قيامه بأعمال السباكة علي أحد السلالم الخشبية بمنور العقار، حيث سقط من الدور العاشر، وشهدت منطقة سيدي جابر مصرع «شريف محمد حسن» العامل بشركة مصر للغاز الطبيعي أثناء تركيبه مدخنة بالدور الرابع حيث سقط علي الأرض .