· الاحتجاجات والنقابات المستقلة الطريق نحو استرداد الحقوق · حمدين صباحي : سياسة الخصخصة شردت العمال من مصانعهم هبة معروف لم يتبق لعمال مصر سوي حفنة شريفة من القيادات المدافعة عنهم والمناضلة من أجلهم.. لا يكترثون بما يلاقونه من أجل قضيتهم من تهميش وتشريد وتشويه وأحيانا سجن واعتقالات وفي هذه الأثناء تبقي مؤسسات وهيئات تعترف بفضلهم وجهودهم الشريفة منها نقابة الصحفيين التي تقيم لجنة الحريات بها يوم 3 مايو المقبل حفل تكريم ل 41 منهم . قائمة المكرمين ضمت بين طياتها كلا من أبوالعز الحريري وحمدين صباحي وكمال خليل وكمال أبوعيطة وخالد علي والبدري فرغلي، لم نفوت الفرصة في الحديث معهم - ليس عن التكريم الذي لا يشغلهم في اعتقادنا ولكن عن رؤيتهم لواقع عمال مصر في عصر الرئيس مبارك - وأجمعوا ل «صوت الأمة» علي أن حال العمال في هذه الحقبة «زفت» وسييء للغاية.فمن جانبه أكد النائب السابق عن حزب التجمع أبوالعز الحريري أن حال العمال في مصر الآن هو «الأسوأ» لأنهم يعيشون في زمن «السخرة» مقارنة بعهد الرئيس الراحل عبدالناصر الذي كانوا يحصلون فيه نصف العائد ويحصل صاحب العمل علي النصف الآخر وذكر أنه في عام 1961 كانوا يحصلون علي 27.5% من عوائد الملكية، مشيرا إلي أن مستوي الأجور الحقيقي في سنة 2005، آخر انتخابات رئاسية لمبارك، أقل بكثير من بداية توليه السلطة في 1981 وحال أصحاب المعاشات أصبح الآن سيئا للغاية وتوقع الحريري - في ظل قانون العمل الأخير والتنظيم النقابي - الاستيلاء علي مقاعد العمال والفلاحين في مجلس الشعب لصالح قيادات العمال المزيفة، والتشريعات المنحازة لأصحاب المصالح، مؤكدا أن قانون التأمينات الجديد يقضي علي العدالة الاجتماعية ويضع حقوق العمال في مهب الريح. حمدين صباحي عضو مجلس الشعب ووكيل مؤسسي حزب الكرامة «تحت التأسيس» قال: أن عمال مصر يعيشون أسوأ أيامهم في عهد الرئيس حسني مبارك، فمنذ اعتماد الحكومة سياسات بيع القطاع العام والخصخصة تم تشريد عدد كبير من العمال بعد طردهم من مصانعهم وأعمالهم ومعاناتهم من المشكلات العامة للشعب المصري كالفقر والقهر والفساد، وأضاف صباحي: «ربما تكون بارقة الأمل الوحيدة في عهد مبارك هي الاحتجاجات التي تزداد بمرور الأيام مثل نضال عمال المحلة وموظفي الضرائب العقارية، وتابع: الطبقة العاملة نشأت في مصر في احضان السلطة في عهد عبدالناصر الذي كان يلبي كل احتياجاتها وجاء عهد الردة فساءت أحوال العمال للغاية وإن كنت أري في ذلك ظاهرة إيجابية، فالأوضاع السيئة هي التي تبلور النضال للطبقة العاملة في مصر، مؤكدا أن العمال لن يحصلوا علي حقوقهم بدون نضال عمالي ديمقراطي سليم يجبر النظام علي رعايتهم وتوفير الحد الأدني من الحياة الكريمة لهم وأكد المناضل العمالي كمال خليل أن حال عمال مصر وموظفيها «بؤس» ولن أدلل علي كلامي هذا بعمال المحلة أو كفر الدوار بل أذكر مثالا بسيطاً اجدا وهم أطباء المستشفيات الحكومية حيث أجر الطبيب لا يتعدي 200 جنيه شهريا، فما بالك بأجور العمال والموظفين المقهورين مطالبا اتحاد العمال والموظفين بانشاء النقابات المستقلة علي غرار موظفي الضرائب العقارية باعتبارها الأمل الوحيد للتعبير عن مشكلاتهم الحقيقية بشكل صادق ومشرف. وأضاف: يجب المطالبة بكادر خاص يجعل من الحد الأدني للأجور 1200 جنيه ومن جانبه قال كمال أبوعيطة - نقيب موظفي الضرائب العقارية - إن حال عمال مصر سييء للغاية في عهد مبارك ونشهد أسوأ تحالف بين السلطة ورأس المال ضد العمال، فرجال الأعمال لا يبحثون إلا عن مصالحهم الخاصة ويهدرون كل حقوق العمال في غياب كامل لدورالدولة المدافع عن فقرائها فلا نقابة حقيقية تحميهم ولا حكومة تدافع عنهم ولذلك يجب علي كل العمال التفكير جديا في إيجاد نقابات مستقلة تدافع عنهم وتحمي مصالحهم بعيدا عن أي ضغوط يكون هدفها ومبتغاها مصالح العمال، وأضاف خالد علي - المحامي الحقوقي ومدير مركز هشام مبارك - للقانون أن حال العمال في عهد مبارك «زي الزفت»، فكل القوانين الصادرة في عهد مبارك تهدر جميع حقوق العمال وتسلبهم أبسط حقوقهم وفي مقدمتها قانون العمل الموحد، فهي قوانين تضع رقبة العمال تحت رحمة صاحب العمل، فلا يستطيعون المواجهة خوفا من سيف الفصل، كما أن نمط العمل السائد في مصر الآن هو النمط المؤقت فلا تأمين ولا رعاية صحية وأصبحت فكرة التعيين صعبة المنال لأي عامل، وأضاف خالد: حتي علي مستوي الأجور فإن الحد الأدني للأجور منذ الستينيات لم يتجاوز 35 جنيها ورغم انشاء مجلس قومي للأجور يهدف إلي رفع الحد الأدني للمرتبات لم يتغير شيء يذكر في ظل الارتفاع المستمر للأسعار وانتقد خالد التنظيم النقابي العمالي ووصفه بأنه عبارة عن مجموعة من رجال الحزب الوطني يسيطرون علي مجريات الأمور ويتحكمون في مصير العمال وإذا أردت التعرف علي حال العمال فانظر إلي حجم الاحتجاجات العمالية التي يشهدها عصر مبارك. وأكد القيادي العمالي البدري فرغلي أن العمال في عهد مبارك في أسوأ حالاتهم، فالتنظيم النقابي الذي عينته الدولة من طبقة الأثرياء والحزب الحاكم لا هم له سوي إرضاء رجال الأعمال وليذهب العمال إلي الجحيم. وأضاف فرغلي: «أعتقد أن الاحتجاجات العمالية التي تشهدها مصر الآن أكبر شاهد علي القهر الذي دفعهم للتفكير في تكوين نقابات مستقلة تدافع عن حقوقهم.