في إطار الاحتفال بليلة القدر، توجه السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم إلى مركز الأزهر للمؤتمرات، حيث كان في استقبال سيادته كل من فضيلة الامام الأكبر د./ أحمد الطيب، شيخ الجامع الأزهر، والسيد المهندس/ إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، والسيد وزير الأوقاف وفضيلة مفتي الجمهورية. وقد صرح السفير/ إيهاب بدوي، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، بأن وقائع الاحتفال التي بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، قد شهدت قيام السيد الرئيس بتوزيع الجوائز على الفائزين في المسابقة الدولية الحادية والعشرين لحفظ القرآن الكريم، والمسابقة المحلية وكذا مسابقة الحفظة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد ألقى السيد الدكتور/ محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، كلمةً أعقبها تسلم السيد الرئيس المصحف الشريف كهدية تذكارية من السيد وزير الأوقاف، وتلا ذلك إلقاء فضيلة الإمام الأكبر كلمة استعرض فيها فضائل القرآن الكريم ومعاني الرحمة والمساواة بين الناس. وأضاف بدوي أن السيد الرئيس قد ألقى كلمة تضمنت تهنئة الشعب المصري والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بليلة القدر واتخاذها نقطة انطلاق نحو التكاتف والتراحم، كما رحب سيادته بضيوف مصر الأعزاء المشاركين في الاحتفال، موجهاً التحية لعلماء ورجالات الأزهر الشريف وداعياً إياهم إلى العمل الدؤوب لنشر صورة الإسلام الحقيقية وتصويب الخطاب الديني. كما وجه السيد الرئيس حديثه كمسلم مهموم بالصورة الذهنية لدى العالم عن الإسلام منوها إلى أنه إذا كان من المهم أن نحتفل بحفظة كتاب الله؛ فإنه من المهم أيضا أن نحتفل بفهم حقيقي لكتاب الله، فَهْمٌ يتناسب مع متغيرات ومتطلبات العصر، ولكن دون المساس بثوابت الاسلام، وأشار سيادته إلى أننا بحاجة ماسة إلى إضافة بنود الفهم والابحاث والدراسات إلى مسابقة حفظ القرآن الكريم وليس الحفظ فقط ، وذلك تحقيقا لحديث الرسول الكريم "ص" "إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" ،على أن يتقدم إلى هذه المسابقات كل من يمكن أن يمثل أسوة حسنة ونموذج يحتذى في مكارم الاخلاق من المعلمين والعاملين في المجال الاعلامي ، باعتبارهم مسئولين عن التوعية ونشر القيم النبيلة في المجتمع. وقد أشار سيادته إلى أن هناك من يقتل وهو يحفظ كتاب الله، دون وعي سليم أو فهم صحيح للدين، وسيحاسب أمام الله كل مسئول يرى هذه الاساءة البالغة للدين، ولا يبادر إلى تصويبها؛ فالإسلام طالما تحدث عن قيم نبيلة مثل الصدق والاتقان والسماحة إلى غير ذلك من مكارم الاخلاق، ولكن السؤال الذي يثور هنا هو مدى التزامنا وتميزنا بهذه القيم ؛ ومن ثم فإن الأزهر الشريف عليه دور مهم كمؤسسة دينية لنشر الوعي وتصويب الخطاب الديني، وله كل الدعم من الدولة المصرية في مهمته السامية تلك، والتي لن يتسنى للدولة القيام بها بالمواجهات الأمنية، وإنما بالمعالجات الدينية السمحة الوسطية. كما عبر السيد الرئيس عن احتياجنا جميعا ، مصريين ومسلمين في العالم أجمع، في هذه الليلة المباركة إلى الدعاء بالهداية والتوفيق والنصر، وذلك ليس من باب التواكل، ولكن عسى أن ينظر لنا الله بعين الرضا والرحمة. وعلى صعيد مكافحة الإرهاب، أوضح السيد الرئيس أن الله سبحانه وتعالى ينصر قوى الحق على الباطل؛ مؤكدا أنه سيتم القصاص العادل من الجناة مرتكبي حادث الوادي الجديد الارهابي، ومشددا على الاستعداد للتضحية بالنفس في سبيل الدفاع عن وطننا وديننا الحنيف. أما فيما يتعلق بصندوق تحيا مصر، فقد أشار السيد الرئيس إلى مشكلة العوز التي تواجه مصر، والتي تمت إقامة هذا الصندوق من أجل مواجهتها من خلال تبرعات القادرين من المصريين في الداخل والخارج، للقضاء على الفقر ولبث الامل في نفوس الشباب من خلال توفير فرص العمل ومساعدتهم على استكمال مسيرة حياتهم بالشكل اللائق. وقد أكد سيادته أنه لن يتخلى عن مكافحة الفقر في مصر لأنه أحد الأسباب الرئيسية لمعاناتنا، مشيرا إلى أن مصر تحتاج لمائة مليار جنيه في هذا الصندوق، وموجها النداء إلى المصريين من داخل وخارج مصر للتبرع للصندوق، للتغلب على تراكمات عقود مضت، وبناء الوطن الذي لا يجب أن يكون في حاجة إلينا ولا نلبي نداءه كما ينبغي.