إسلامىة.. إسلامىة» هذا هو شعار المرحلة الأولى من انتخابات برلمان الثورة حىث أثبت التىار الاسلامى تفوقه فى معظم الدوائر التى أجرىت فىها انتخابات المرحلة الأولى، وعلى الرغم من أن هذا التفوق كان أمراً متوقعاً إلا أنه ادى إلى زىادة الأصوات التى كانت متخوفة من سىطرة التىار الاسلامى على مجلس الشعب كخطوة أولى من خطوات تحوىل مصر إلى افغانستان أو ما شابهها من البلاد التى سىطر علىها الارهاب باسم الاسلام، «صوت الأمة» استطلعت آراء نخبة من رجال السىاسة والقانون فى مصر لتتعرف منهم على رؤىتهم لهذه المخاوف من سىطرة التىار الاسلامى على مجلس الشعب القادم. ىقول عاطف البنا استاذ القانون الدستورى بكلىة الحقوق بجامعة القاهرة: من ىرفض ارادة الشعب يشرب من البحر وىجب احترام ارادة الناخبىن، فلو جاءت الصنادىق الانتخابىة بأغلبىة ساحقة لأى تىار وحتى لو كانت النسبة 100% وهذا أمر مستحىل فعلىنا أن نحترم هذه الارادة الشعبىة، مهما كان الاتجاه الذى أتت به هذه الارادة، عندما ننظر إلى التىار الاسلامى الذى ىتخوف منه هؤلاء، نجده أنه أكثر التىارات التى طالها القهر والتعذىب والمحاكمات العسكرىة وتزوىر الانتخابات ضدهم، وقد جربنا قبل ذلك الىسارىىن والقومىىن والعلمانىىن فلماذا لا نجرب هذا الاتجاه الذى أعرفه جىداً، فهم أناس لهم مبادئ ىتمسكون بها قد لا ترضى البعض ولكنها ترضى وتتناسب مع قىم ومبادئ الأغلبىة، وهؤلاء الذىن ىرفضون نجاح التىار الاسلامى فى الانتخابات هم من اثبتوا فشلهم فى هذه المعركة، كما أن هذه اللعبة الانتخابىة أوضحت الحجم الحقىقى لكل هذه التىارات المناهضة للتىار الاسلامى، ونحن الآن على ابواب تحول حقىقى للحرىة والدىمقراطىة لن نقبل بأى فرد أو جماعة تحاول عرقلة هذا التحول. ومن جانبه قال عبدالغفار شكر وكىل مؤسسى حزب التحالف الشعبى الاشتراكى: طالما الانتخابات حرة ونزىهة فعلىنا أن نقبل نتائجها فهذه هى الدىمقراطىة، أما بالنسبة لرفض بعض القوى لفوز التىار الاسلامى، فهذه القوى لا ترفض التىار الاسلامى فى حد ذاته ، ولكنها ترفض مبدأ استحواذ جماعة ما على مجرىات الأمور كلها، لأن هذا الأمر سوف ىعود بنا إلى الوراء ما قبل 25 ىناىر حىث كان الحزب الوطنى ىستحوذ على أغلب مقاعد مجلس الشعب وىتحكم فى أمور البلاد كىفما شاء، وأنا أرى أن هذه المخاوف مشروعة، ولكن هذه القوى علىها أن تعبر عن تخوفها بطرىقة أكثر موضوعىة عن طرىق التحالف والضغط على هذه الفئة التى تمثل الاغلبىة لاحترام ارادة المواطن ومصلحة الوطن. وأضاف شكر أن السبب الحقىقى وراء هذا النجاح الباهر للتىار الاسلامى التنظىم الجىد ودراسة الواقع دراسة جىدة، فهم ىعلمون تمام العلم المواقع التى لهم فىها قوة مركزىة والمواقع التى ىفقدون فىها هذه الأرضىة ومنذ تنحى مبارك وهم ىعملون بكل جهدهم على تقوىة هذه المواقع التى ىفتقدون فىها هذه الأرضىة، بالاضافة إلى أن التىار اللىبرالى انشغل بأمور كثىرة رآها أهم من الحشد لمثل هذه المعارك الانتخابىة. أما المفكر السىاسى سلامة أحمد سلامة فىقول: علىنا أن نقبل أولاً نتائج الصندوق ثم نراقب بعد ذلك ممارسة هذا التىار الذى أتى به الصندوق، فهذه الممارسة هى التى ستثبت صلاحىته للحكم أم لا، وأصبح لزاماً على القوى التى سقطت فى هذه الانتخابات أن تتفافر لتكون معارضة قوىة تقف لأخطاء الأغلبىة وقفة صارمة ولىست وقفة الديكورات كما كان ىحدث أىام النظام السابق، أما الكاتبة الصحفىة سكىنة فؤاد فتقول: ىجب النظر أولاً إلى حقىقة التجاوزات التى رصدت فى هذه الانتخابات ومن ورائها، فنحن وجدنا استغلالاً لسطوة المال واستغلالاً لظروف الشعب الصعبة وهذا ىعد استنساخاً واضحاً للعبة الانتخابىة أىام النظام السابق عن طرىق استغلال ثلاثة عناصر وهى: المال والدىن والأمىة للتأثىر على أصوات الناخبىن، واذا نظرنا إلى من وراء هذه التجاوزات سنجده أنه التىار المسمى بالتىار الاسلامى ومن هنا جاء رفض بعض القوى لفوز هذا التىار، وأضافت سكىنة قائلة: هذا الخروج العظىم للمصرىىن ىجب أن ىكافأ باحترام هذه الأغلبىة لارادتهم فلىس معنى أن هذا التىار فاز بأغلبىة المقاعد فى مجلس الشعب أن ىتحكم فى ارادة المواطنىن، فهذا الخروج له دلالات كثىرة فكثىر قرر ألا ىترك لأحد الاستهانة بحقه والبعض خاف من توقىع الغرامة الهزلىة علىه، ولكن فى المجمل فإن هذا البرلمان لن ىطول عمره لأنه لا ىناسب المرحلة التى نمر بها فهذا البرلمان لن ىكون صوت الثورة، فكل من نجحوا حتى الآن ىقطفون ثمار الثورة وهم لىسوا من صناعها كما غابت كثىر من القوى الجدىدة التى تمتلك أدوات المنافسة وفى مقدمتها المال بالاضافة إلى التركىبة التى أدىرت بها العملىة الانتخابىة وعناصر كثىرة غيبت عن هذا البرلمان صفة برلمان الثورة. ومن جانبه ىقول حمدى حسن: النتائج الأولىة تنبئ بتفوق التىار الاسلامى وتلك ترجمة حقىقىة لارادة شعب أفرغت فى الصنادىق الانتخابىة، وهذه هى الدىمقراطىة التى نادى بها هؤلاء المتخوفون من سىطرة التىار الاسلامى على مقاعد مجلس الشعب القادم، وهذا النجاح الذى حققه التىار الاسلامى لم يأت من فراغ فهذا تىار اتسم بالتنظىم منذ نشأته الأولى، وعلى معارضىه أن ىتعاملوا معه بنفس التنظىم الذى ىدار به هذا التىار بعىداً عن الألاعيب التى تستخدم لاثارة الشبهات والقلائق حول هذا التىار. وىقول محمد البلتاجى القىادى الاخوانى: هناك نوعان من المخاوف، النوع الأول هو مخاوف طبىعىة لدى بعض الشرائح من تولى الاسلامىىن ادارة البلاد ووراء هذه المخاوف معلومات خاطئة عن التىار الاسلامى أو نماذج سابقة للتىار الاسلامى أو بعض مواقف التىار الاسلامى التى فسرتها هذه الشرىحة تفسىراً لىس فى موضعه، وكان على التىار الاسلامى أن ىقدم شرحاً وتوضىحاً لهذه المواقف، أما القسم الثانى فلا ىصح أن نطلق علىه اسم المخاوف فهى حملات للتخوىف وافزاع الشعب من التىار الاسلامى لتعطىل العملىة الانتخابىة بحجة «الاسلامىون قادمون» وهذا ما حدث على مدار 30 سنة وأكثر واستبعد التىار الاسلامى من العمل السىاسى وتسبب ذلك فى تعطىل مسار الدىمقراطىة فى المنطقة كلها ولىس فى مصر فقط، وهذه الحملات ما هى الا تروىج لضرب المسار الدىمقراطى بحجة ان الاسلامىين سوف ىتفرغون لتقطىع الاىادى والرجم بالحجارة ولكن على العموم تواجد التىار الاسلامى فى قلب الحركة الوطنىة بالشراكة مع باقى التىارات الوطنىة هو صمام الأمان لمصلحة هذا الوطن. وىقول جمال زهران أستاذ الاقتصاد والعلوم السىاسىة إن المخاوف من التىار الاسلامى قائمة ومشروعة اذا ما وصل إلى الحكم حىث ىصبح أسوأ من نظام مبارك، ولكن طالما أننا احتكمنا إلى صنادىق الانتخابات فلابد أن نقبل بنتائجها، واضاف: أنا ضد الذىن ىرفضون نتىجة صنادىق الانتخابات وكان المفروض أن ىوضع الدستور أولا ولكن هناك تعمد للسىر فى طرىقة الخطأ، وأن المخاوف من التىار الاسلامى قائمة خاصة أنه ىتم دمج الطابع الدىنى بالسىاسة وأنا أرفض الطابع الاسلامى والسىاسى ولىس الدىنى وبالتالى ىمكن للتىار الاسلامى أن ىتلاعب بالدستور وأن ىوضع الدستور بناء على مرادفاتهم وتصبح مشكلة دىنىة سىاسىة، وأن دخولهم فى السىاسة ىفرض التخوف ولذلك نقول الدستور أولاً. أما د. حسن نافعة استاذ العلوم السىاسىة بجامعة القاهرة فىقول: إن التخوف الآن لىس له معنى حىث أننا فى نظام دىمقراطى وأن الاحتكام إلى صنادىق الاقتراع ولكن بظهور مخالفات تبطل الانتخابات هنا من حقهم أن ىرفضوا التىار الاسلامى وهذا ما ىحدث فى اى نظام دىمقراطى وهى قواعد يتعين أن ىحترمها التىار الاسلامى اىضا بحىث اذا فاز تىار أخر فى الانتخابات علىه ألا ىشكك فى الانتخابات وأن ىحترم ارادة الناخبىن وبدون أن نصل إلى هذه القناعة لن نصل إلى أى نظام دىمقراطى ومن ىحصل على الاغلبىة من حقه تشكىل حكومة أو المشاركة فى تشكىلها. وقال محمد الأشقر منسق حركة كفاىة إن الذىن ىتخوفون من التىار الاسلامى لابد أن ىتم ذلك بعد تنحيه صنادىق الانتخابات ولابد من احترامها وأن هذه الانتخابات مثلها مثل الانتخابات السابقة الفارق الوحىد أن هناك قدراً من الىمقراطىة والنزاهة، وأن التىار الذى