مما لاشك فيه أن ظاهرة التشجيع الجنوني للفرق الرياضية قد اجتاحت الملاعب فى كل أنحاء العالم، بل ويتباري مشجعي كل فريق بإظهار مدى حبهم وتشجيعهم بتنظيم ما عرف ب الدخلة قبل كل مباراة مستعنين بالصور واللافتات الزاهية، مما يضفى جو من السعادة والبهجة فى مدرجات مباريات كرة القدم فى العالم أجمع. إلا أن الأمر فى مصر يدعو للأسف، بعدما تحول تشجيع الفرق الرياضية كالأهلي والزمالك لمعارك ومشاحنات مع القيادات الآمنية المسئولة عن تأمين المباريات لتلك الفرق الرياضية، فعلى الرغم من تكبد بعض من هؤلاء المشجعين مشقة السفر والتنقل وراء الفريق سواء داخل البلاد او خارجها إذا سمحت ظروف المباراة بدخول الجماهير، إلا أن قلة من هذه الجماهير تكيل السباب والشتائم لبعض القيادات الأمنية بل ويمكن أن يصل الأمر لرؤساء تلك الأندية. وقد ظهرت تلك الروابط على الساحة المصرية عام 2007 عندما قام بعض الشباب المحبين للنادي الأهلي بتنظيم مجموعة من المشجعين المحبين للكيان الهلاوي العظيم، أُطلق عليها رابطة ألترأس أهلاوي مستمدين كلمة الألترأس والتي تعني التشجيع الجنوني بكل الغالي والرخيص لتشجيع ذلك الكيان، وأتبعه بعامين ظهور العديد من روابط الألترأس كرابطة الوايت نايتس المحبة والمشجعة لنادي الزمالك، وكذلك رابطة يلو دراجونز المنتمية لنادي الإسماعيلي، و جرين ايجلز العاشقة لنادي المصري البورسعيدي. ومؤخراً قامت مجموعة من شباب الوايت نايتس والمرافقين لبعثة نادي الزمالك لتونس لخوض مباراة أمام فريق الصفاقسي التونسي ببطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية برفع لافتات وصور وتنظيم دخلة مسيئة للمستشار مرتضى منصور رئيس القلعة البيضاء فور دخولهم لاستاد الطيب المهيري بمدينة صفاقس التونسية، إلا أن قوات الأمن الموجودة بالإستاد منعت دخول الصورة بعدما اكتشفوا أنها تحمل إساءة لرئيس القلعة البيضاء وهو ما تم رفضه. وانقسمت برامج التوك شو والرياضية مابين مؤيدٍ ومعارض لما فعله هؤلاء المشجعين، فقد شن الإعلامي أحمد شوبير هجوماً حاداً على أفراد الوايت نايتس وقام بوصفهم بأبشع الألفاظ نظير قيامهم بتوجيه السباب والهجوم على المستشار مرتضى منصور رئي نادي الزمالك والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. كذلك قام الإعلامي مدحت شلبي بتوجيه عتاب ولوم شديد نظير تلك الفعال الشنيعة التي قام بها هؤلاء الشباب بتونس وتقديم صورة سيئة عن الشباب المصري وتصدى السلطات الآمنية بتونس لتلك الأفعال. إلا أن الاعلامي تامر أمين استنكر ما حدث من أفراد الوايت نايتس رافضاَ أن يكون قد قاموا بفعل أية أفعال قد تسئ للدولة المصرية واقتصار ما قاموا به من توجيه بعض العبارات الغير لائقة لرئيس نادي الزمالك. كذلك قام الإعلامي كريم حسن شحاته بتوضيح موقف شباب مجموعات ألترأس وايت نايتس خلال مباراة الصفاقسي ودافع عن موقفهم واأنهم لم يرغبوا سوى بدخول مباراة الزمالك والصفاقسي لتشجيع فريقهم ومؤازته فى هذه المباراة. إلا أن المستشار مرتضى منصور وكعادته فى مهاجمة أفراد مجموعات الوايت نايتس قد قام صباح اليوم الأربعاء، بتقديم شكوى بتوجيه الإتهام لعدد 52 مشجع من أفراد مشجعي الزمالك بتوجيه العديد من اللفاظ البذئية له وللرئيس المصري خلال وجودهم بتونس لتشجيع الزمالك فى البطولة الإفريقية. ويبقي السؤال.. هل أفراد الألترأس فيما يفعلون على صواب أم يستحقون ان تقوم الدولة بتقديم النصح والتوجيه والأرشاد؟ أم معاقبتهم على تلك الأفعال الغير أخلاقية؟
