كان ارسنال الانجليزي قاب قوسين او ادنى من تحقيق انجاز تاريخي لكن الجهود التي بذلها والفوز على مضيفه موناكو الفرنسي 2-0 في اياب الدور الثاني من دوري ابطال اوروبا لم يكونا كافيين لحرمان الاخير من بلوغ ربع النهائي للمرة الاولى منذ موسم 2003-2004. واستفاد فريق الامارة من الفوز "الصاعق" الذي حققه ذهابا في معقل ارسنال 3-1 لكي يحجز بطاقته رغم خسارته على ارضه بهدفين من مواطنه اولفييه جيرو (36) والويلزي ارون رامسي (79). ولحق موناكو بريال مدريد الاسباني حامل اللقب وباريس سان جرمان الفرنسي وبايرن ميونيخ الالماني وبورتو البرتغالي، على ان يتم حسم البطاقة السادسة في وقت لاحق بين اتلتيكو مدريد الاسباني وصيف البطل وباير ليفركوزن الالماني اللذين يخوضان التمديد بعد تقدم الاول 1-صفر (صفر-1 ذهابا). ويلعب غدا الاربعاء على البطاقتين الاخيرتين بوروسيا دورتموند الالماني مع ضيفه يوفنتوس الايطالي (1-2 ذهابا) وبرشلونة الاسباني مع مانشستر سيتي الانكليزي (2-1). وقد حقق المدرب الفرنسي لارسنال ارسين فينغر عودة جيدة من ناحية الاداء ومخيبة من ناحية النتيجة النهائية الى معقل الفريق الذي اشرف عليه لسبعة اعوام بين 1987 و1994 واحرز معه لقب الدوري الفرنسي عام 1988 والكأس عام 1991، اذ فشل النادي اللندني في فك عقدته مع الدور ثمن النهائي حيث انتهى مشواره للموسم الخامس على التوالي. وسبق لارسنال ان ودع المسابقة عند هذا الدور خلال مواسم 2010-2011 على يد برشلونة الاسباني بعد ان فاز ذهابا 2-1 وخسر ايابا 1-3، و2011-2012 على يد ميلان الايطالي بعد ان خسر ذهابا 0-4 وفاز ايابا على ملعبه 3-0، و2012-2013 على يد بايرن ميونيخ بعد ان خسر ذهابا على ارضه 1-3 وفاز ايابا 2-0، و2013-2014 على يد بايرن ميونيخ ايضا بعد ان خسر ذهابا على ارضه 0-2 وتعادلا ايابا 1-1 ايابا. وفشل ارسنال في ان يصبح اول فريق في تاريخ مسابقة دوري ابطال اوروبا يعوض خسارته ذهابا بفارق هدفين او اكثر ويتأهل الى الدور التالي. وهناك فريقان فقط في تاريخ دوري الابطال تمكنا من تعويض خسارتهما ذهابا لكن النتيجة كانت 0-1 وهما اياكس امستردام الهولندي وانتر ميلان الايطالي، الاول ضد باناثينايكوس اليوناني في نصف نهائي موسم 1995-1996 (فاز ايابا 3-0) والثاني ضد بايرن ميونيخ الالماني في ثمن نهائي موسم 2010-2011(3-2 ايابا). وفي المقابل، تمكن موناكو الذي عاد هذا الموسم الى دور المجموعات للمرة الاولى منذ موسم 2004-2005، من بلوغ ربع النهائي للمرة الاولى منذ موسم 2003-2004 حين تخطى ريال مدريد وتشلسي الانجليزي قبل ان يحرمه بورتو من اللقب بالفوز عليه 3-0 في النهائي. وبدأ فينجر اللقاء باجراء ثلاثة تعديلات على التشكيلة التي فازت على وست هام 3-0 خلال نهاية الاسبوع الماضي في الدوري المحلي، حيث زج بالاسبانيين هكتور بليرين في الدفاع وسانتي كازورلا في الوسط وداني ويلبيك في الهجوم على حساب كالوم تشامبرز والويلزي ارون رامسي وتيو والكوت. اما بالنسبة للتشكيلة مقارنة مع لقاء الذهاب فانحصر التعديل بلاعب واحد حيث لعب المدافع الاسباني ناتشو مونريال على حساب كيران جيبز. اما بالنسبة للمدرب البرتغالي ليوناردو جارديم فاجرى ثلاثة تعديلات مقارنة بالذهاب حيث عاد القائد جيريمي تولالان بعد انتهاء ايقافه، كما لعب ثنائي الدفاع البرازيلي فابينيو ولايفان كورزاوا اساسيا على حساب المالي المامي توري والنيجيري ايلدرسون ايشييجيلي. وتبادل الطرفان الهجمات في بداية اللقاء وحصل ارسنال على اولى الفرص الخطيرة عبر رأسية لمهاجمه الفرنسي اوليفييه جيرو مرت قريبة جدا من القائم الايمن (15)، ثم واصل الضيوف اندفاعهم بحثا عن العودة الى المواجهة لكن موناكو عرف كيف يتعامل مع الضغط والهجمات حتى الدقيقة 36 عندما تمكن "المدفعجية" من الوصول الى الشباك عندما مرر ويلبيك كرة بينية لجيرو المتوغل داخل المنطقة فسددها في بادىء الامر بالحارس الكرواتي دانييل سوباسيتش لكن الكرة سقطت امامه مجددا فاطلقها هذه المرة في سقف الشباك. وكان ارسنال قريبا جدا من اضافة الهدف الثاني عبر ويلبيك الذي اطلق الكرة من حدود المنطقة اثر هجمة سريعة للضيوف لكن المدافع التونسي ايمن عبد النور تمكن من قطعها وهو ممد على ارضية الملعب قبل ان تصل الى الشباك (38). واضاع جيرو فرصة ذهبية لفريقه في الوقت بدل الضائع من الشوط الاول عندما وصلته الكرة من تمريرة عرضية للمتألق ويلبيك وهو في وضع مثالي للتسجيل لكنه سددها ضعيفة من مسافة قريبة بين يدي الحارس (1+45). وبدأ ارسنال الشوط الثاني من حيث انهى الاول حيث كان قريبا من الوصول الى الشباك لولا تألق الحارس سوباسيتش الذي تعملق في صد ركلة حرة مميزة للالماني مسعود اوزيل (53) ثم استفاق موناكو وحاصر ضيفه في منطقته لكنه لم يتمكن من الوصول الى الشباك وكاد ان يدفع الثمن بهدف ثان في شباكه لكن الكرة الصاروخية التي اطلقها اوزيل من حدود المنطقة مرت قريبة من القائم الايمن (63). واحتكم بعدها فينجر لرامسي ووالكوت اللذين دخلا بدلا من الفرنسي فرانسيس كوكولان (63) وويلبيك (72) على التوالي بحثا وقد اصاب المدرب الفرنسي في خياره لان لاعب الوسط الويلزي جعل النتيجة 2-0 بهدية من كورزاوا الذي اخفق في تشتيت الكرة بعدما ارتدت من القائم اثر تسديدة من والكوت فاعطاها لرامسي الذي سددها ارضية على يمين الحارس (79) الذي تألق بعد ثوان وحرم جيرو من هدفه الشخصي الثاني وارسنال من الهدف الثالث بتصديه لرأسية المهاجم الفرنسي اثر ركلة حرة (83). وضغط ارسنال في الثواني الاخيرة بحثا عن هدف قاتل لكن موناكو صمد حتى صافرة النهاية.