هناك سر غريب في هذا النادي.. يتعرض للأزمات وللتغييرات، وتتوالي عليه القيادات ويفقد أعمدة رئيسية في صفوفه يهتز قليلاً ولكنه لا يسقط أبداً. يبقي الأهلي ضارباً بجذوره في عمق التاريخ المصري.. لديه مقومات تحفظ له قيمته ومكانته مهما كان من يقوم علي إدارته. الوصول إلي نهائي كأس الكونفدرالية تأكيد علي أن لدينا صرحاً رياضياً جذوره راسخة وقامته عالية علي كل الأندية العالمية ب19 بطولة، وفي طريقه للبطولة رقم 20 ليوسع الفارق بينه وبين بايرن ميونخ الألماني أقرب منافسيه. بعد الفوز علي القطن أصبح علي الأهلي مسئولية أكبر لأنه صانع السعادة للمصريين ولابد أن يدعمه اتحاد الكرة إذا أراد أن يؤجل مبارياته المحلية ليتفرغ للمهمة الافريقية فلا مجال للاعتراض.. لأن الفريق الأحمر هو من يرفع الراية التي انتكست علي يد اتحاد الإخفاقات. أسأتم الاختيار فكان العار.. غلّبتم الأهواء وحان وقت البكاء في اتحاد الكرة.. إصرار علي التوازنات وترضية الأعضاء فراحت المنتخبات الواحد تلو الآخر. ما حدث مع منتخب الشباب ثم الناشئين من خروج متوالي من تصفيات أفريقيا نتاج لصراع المصالح والتقسيم الذي جري لتورتة المناصب الفنية في المنتخبات الوطنية فهذا المدرب واسطته فلان، وهذا المدرب بلديات علان.. وعلي طريقة »شيلني واشيلك» جرت عمليات الاختيار فكان الحصاد المُر خروجاً تلو الآخر. هذا ليس طعناً في المدربين المختارين وجميعهم علي كفاءة ومنهم لاعبون دوليون ولكن الخلطة التي وضعها مجلس الجبلاية والمنتسبون إليه والقوي المؤثرة في بعض قراراته أدت إلي ارتباك داخل المنتخبات وخلافات وتدخلات من بعض المشرفين وانفلات لدي بعض اللاعبين لم يجدوا من يردعهم لأن لكل منهم مسئول يحميه. أيادينا علي قلوبنا من أن يتعرض المنتخب الأول لنفس مصير المنتخبات الشابة وقد عاني هو أيضاً صراع التوازنات والاختلافات بين القيادات.. الفنية والإدارية. إذا كان اتحاد الكرة قد أفلت من حكم المحكمة وصدور قرار بالحل فنحن نبحث عن حل في الخسائر المتتالية. إذا كان الاتحاد قد تأجلت محاكمته أمام القضاء الإداري فنحن في حاجة إلي محاكمة للاتحاد من جانب الرأي العام. لعن الله تصفية الحسابات والتوازنات التي لم نجن منها إلا الانتكاسات كم شعرت بالفخر والاعتزاز وأنا بين خير أجناد الأرض وعلي رأسهم الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة والفريق محمود حجازي رئيس الأركان، وهم يكرمون نخبة من شباب مصر يرفعون راياتها في المحافل الرياضية الدولية، وآخرها أولمبياد الشباب الأخيرة في الصين. حينما تكون بين هؤلاء الأبطال المقاتلين والرياضيين لابد أن تتأكد أن مصر بخير، وأن هؤلاء الذين يقدمهم الإعلام علي أنهم نخبة المجتمع المصري ما هم إلا غُمة ونكبة ابتليت بهم مصر صنعتهم المؤامرة وروجت لهم علي أنهم الشباب الوطني الذي يبحث عن صالح المصريين وهم عن الوطنية بعيدون. إذا أردتم أن تعرفوا المصريين الحقيقيين اقتربوا من أبناء المؤسسة العسكرية حتي وإن كانوا لاعبين تربوا بين خير أجناد الأرض. حينما يقف أوباما في الأممالمتحدة ويطالب بالإفراج عن أحد المحبوسين في قضية جنائية أتأكد أن هؤلاء المحبوسين بالفعل تخطوا حدود الجريمة إلي الخيانة ثم يقولون نحن «الثورة».. أي ثورة التي يدافع عنها أوباما راعي الصهيونية في العالم.