لم يدم الفراق بين النجم العاجي المخضرم ديدييه دروجبا والملاعب الأوروبية لأكثر من ستة أشهر بعد أن قرر جلطة سراي التركي أن يعيده إلى القارة العجوز من خلال المغامرة عليه بعقد يمتد لعام ونصف. فاجأ دروجبا (34 عاما) الجميع عندما أعلن في يونيو الماضي انه قرر الانتقال إلى الدوري الصيني للدفاع عن ألوان شنغهاي شينهوا، خصوصا أن هذه الخطوة جاءت وهو في القمة بعد أن قاد تشيلسي الانجليزي إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه. من المؤكد أن العامل المادي لعب دورا في إقناع دروجبا بترك القارة الأوروبية للمرة الأولى في مسيرته الكروية والالتحاق بزميله السابق في تشيلسي الفرنسي نيكولا انيلكا، لأنه كان يتقاضى راتبا أسبوعيا بقيمة 314 ألف دولار. لكن سرعان ما اكتشف النجم العاجي الذي بدأ مشواره الكروي في فرنسا مع أشبال لوفالوا (1996-1997) ثم لومان الذي انتقل إليه عام 1997 لأنه قرر متابعة تخصصه الجامعي في المحاسبة في هذه المدينة قبل أن يوقع عام 1999 وهو في الحادية والعشرين من عمره عقده الاحترافي الأول، أن الاحترافية في الدوري الصيني مختلفة تماما عما اختبره في القارة العجوز مع جانجان (2002-2003) ومرسيليا (2003-2004) وتشيلسي الذي تألق في صفوفه من 2004 حتى 2012 وقاده إلى ألقاب الدوري المحلي ثلاث مرات والكأس المحلية أربع مرات وكأس الرابطة مرتين والاهم من ذلك دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي على حساب بايرن ميونيخ الألماني. لم تكن مغامرة دروجبا في الدوري الصيني بقدر تطلعاته إذ اختبر خلال فترة ستة أشهر اللعب تحت قيادة ثلاثة مدربين مختلفين، كما شاهد اللاعبين يدخلون في معركة داخلية مع إداريي النادي، ما دفع النجم العاجي الذي أحرز جائزة أفضل لاعب أفريقي عامي 2006 و2009 إلى البحث عن تحد جديد يعيده إلى القارة الأوروبية من بوابة اسطنبول. "وقعت رسميا ولمدة موسم ونصف مع جلطة سراي. انه تحد مثير بانتظاري في اسطنبول. أتطلع بفارغ الصبر لاكتشاف هذا النادي التاريخي وجمهوره المعروف بشغفه. إنها بداية مغامرة جديدة!"، هذا ما كتبه دروجبا في موقعه على شبكة الانترنت. وانضم دروجبا الذي يشارك حاليا مع منتخب بلاده في كأس الأمم الأفريقية المقامة في جنوب أفريقيا وتأهل معه إلى الدور ربع النهائي، إلى النجم الدولي الهولندي ويسلي سنايدر الذي انتقل إلى النادي التركي من انتر ميلان الايطالي. وكان حسن شاش المدرب المساعد في جلطة سراي أعلن مؤخرا أن فريقه يفاوض دروجبا الذي ارتبط اسمه بالانتقال إلى عدة أندية أوروبية على غرار يوفنتوس وميلان الايطاليين، لكن العملاق التركي ظفر بخدمات الهداف العاجي مقابل 10 ملايين يورو لفترة العام ونصف، إضافة لمكافأة مالية قدرها 15 ألف يورو عن كل مباراة ومن شبه المؤكد أن يكون غلطة سراي، بطل الدوري التركي في 18 مناسبة حتى الآن، المغامرة الأخيرة لدورجبا الذي يحتفل في 11 مارس المقبل بميلاده الخامس والثلاثين، ويأمل النجم العاجي أن يتوجها بانجاز جديد يضيفه إلى سجله والفرصة متاحة أمامه لتحقيق هذا الأمر لان الفريق التركي متواجد في الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا حيث يواجه شالكه الألماني في 20 الشهر المقبل ذهابا في اسطنبول و12 مارس إيابا في جيلسنكيرشن. كما ستكون الفرصة متاحة أمام دروجبا الذي لعب دورا أساسيا في قيادة تشيلسي إلى لقبه الأول في دوري الإبطال بتسجيله في مرمى برشلونة الاسباني في الدور نصف النهائي وبتنفيذه الركلة الترجيحية الأخيرة لفريقه في النهائي أمام بايرن ميونيخ، في قيادة فريقه الجديد إلى لقبه التاسع عشر في الدوري المحلي لان الأخير يتصدر حاليا بفارق 5 نقاط عن ملاحقه فنربخشه.