وسط احتفالات الشعب المصري بعيد الحب اليوم الأحد 4 نوفمبر، يستضيف الأهلي شقيقه الترجي التونسي في السابعة مساء على ملعب برج العرب بالإسكندرية في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا، حيث يتنافس الفريقان على الفوز باللقب القاري، وتمثيل القارة السمراء في كأس العالم للأندية التي ستقام في اليابان شهر ديسمبر المقبل. سيطرت أجواء الود والحب قبل هذه المواجهة المرتقبة، حيث حظت بعثة نادي الترجي باستقبال "وردي" لدى وصولها مطار برج العرب يوم الحمعة، في محاولة من مسئولي الأهلي لتخفيف حدة التوتر والتعصب الذي تتسم به مباريات الديربي بين الأندية العربية، خاصة أن لقاء اليوم هو مواجهة من نوع خاص، يسعى خلالها الفريقان لاقتناص زعامة أفريقيا، حيث يحاول الترجي تحقيق نتيجة إيجابية تخدمه قبل لقاء العودة على أرضه، مما يضمن له الحفاظ على اللقب الأفريقي للعام الثاني على التوالي، بينما يسعى الفارس الأحمر للعودة إلى منصات التتويج الأفريقية بعد غياب دام أربعة أعوام. امتدت هذه الأجواء الودية إلى تبادل لاعبي الأهلي والترجي الأحاديث الضاحكة، حيث يقيم الفريقان في فندق واحد، وهو أمر يأمل مسئولو الناديين في استمرار أثره خلال مباراتي الفريقين في الإسكندريةورادس، والتقريب بين جمهور الناديين حتى يخرج النهائي الأفريقي بصورة تشرف الكرة العربية والأفريقية، في ظل إقامة المباراتين بحضور الجماهير رغم توتر الأوضاع الأمنية في مصر وتونس. كما حرص حسام البدري المدير الفني للأهلي ونظيره نبيل معلول مدرب الترجي على تخفيف حدة التصريحات الساخنة التي تسبق المواجهات الهامة، تفاديًا لتأثيرها السلبي على شحن الجماهير، بل وصل الأمر إلى تأكيد البدري على احترامه للترجي بطل أفريقيا، في المقابل طالب معلول في آخر مؤتمر صحفي عقده جماهير الناديين بعدم الالتفات لهذه التصريحات لأنها من صنع وسائل الإعلام التي تريد زيادة مبيعاتها بصياغة الأخبار بطريقة مثيرة للجدل. المستطيل الأخضر عودة أبو تريكة حشد حسام البدري كل أسلحته، ودخل في معسكر مغلق لمدة يومين بالإسكندرية، كما استعد الفريق الأحمر لمباراة الترجي بخوض مباراتين وديتين فاز في الأولى على سبورت أكاديمي 4-0، ثم تغلب على وادي دجلة 2-1. يعد محمد أبو تريكة أبرز العائدين لصفوف الأهلي بعد رفع عقوبة إيقافه شهرين نتيجة رفضه المشاركة في مباراة إنبي بكأس السوبر، وتشكل عودة تريكة دعمًا كبيرًا للفارس الأحمر، حيث يتصدر اللاعب قائمة هدافي الأهلي في البطولة برصيد ستة أهداف. ويحاول البدري استغلال أبو تريكة في تشكيل مربع هجومي قوي مع وليد سليمان أو محمد بركات وعبد الله السعيد وجدو لتكثيف الضغط على المرمى التونسي، وتحقيق فوز يريح الأهلي قبل مباراة العودة يوم 17 نوفمبر في ملعب رادس. في المقابل، يفتقد الأهلي جهود جناحه الأيسر سيد معوض الذي يعاني من إصابة في باطن القدم تحتاج إلى أسبوعين للشفاء، ويفاضل البدري بين شريف عبد الفضيل وأحمد شديد لشغل الجبهة اليسرى، والحد من خطورة ثنائي الترجي هاريسون أفول ويانيك نيانج. غياب المساكني يخوض بطل تونس وأفريقيا مواجهة الليلة بدون يوسف المساكني صانع ألعاب الفريق، حيث أجرى اللاعب جراحة لاستئصال الزائدة الدودية، ويأمل نبيل معلول في تعافيه سريعًا حتى يدعم صفوف الفريق في لقاء العودة. كما تواجه المدير الفني للترجي أزمة أخرى، تتمثل في حصول ستة لاعبين على الإنذار الأول، مما يهدد بغيابهم عن لقاء العودة في حالة حصولهم على إنذار ثان من الحكم الجزائري جمال حيمودي الذي سيدير اللقاء. يضم الترجي عدد من اللاعبين البارزين، مثل الغاني هاريسون أفول، وخليل شمام قائد الفريق، ووجدي بو عزي، وخالد المويلهي، ومجدي تراوي، والمدافع الفارع وليد الهيشري، والكاميروني يانيك نيانج هداف الفريق برصيد أربعة أهداف، إضافة للحارس معز بن شريفية. مشوار الفريقين وصل الأهلي والترجي إلى نهائي أفريقيا وسط ظروف صعبة للغاية، في ظل التوتر الأمني في مصر وتونس، وإن كانت التحديات كانت أكثر قسوة على الأهلي في ظل خوضه المشوار بدون جمهور وتجمد النشاط بعد حادثة إستاد بورسعيد. في دور ال32، تخطى الأهلي عقبة البن الإثيوبي، بالتعادل السلبي في أديس أبابا، والفوز 3-0 في القاهرة، ثم أفلت بصعوبة من الملعب المالي حيث خسر 1-0، وتم احتجازه في باماكو نتيجة الانقلاب العسكري، قبل أن يفوز 3-1 بالقاهرة بثلاثية أبو تريكة. وفي دوري المجموعات، تصدر الأهلي المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة، بثلاثة انتصارات على مازيمبي 2-1، والزمالك 1-0، وتشيلسي الغاني 4-1، وتعادلين مع الزمالك بدون أهداف، وتشيلسي 1-1 في أكرا، وخسارة وحيدة أمام مازيمبي 0-2 في الكونغو. وفي الدور قبل النهائي، تعادل الأهلي مع صن شاين 3-3 في نيجيريا، ثم فاز 1-0 في مباراة العودة التي أقيمت على ملعب 30 يونيو بالتجمع الخامس بهدف أحرزه محمد ناجي جدو. أما الترجي، فبدأ مشواره الأفريقي بالتعادل مع بريكاما 1-1 في جامبيا، والفوز 3-1 في تونس، قبل أن يكتسح ديناموز هراري بطل زيمبابوي 7-1 بمجموع المباراتين في دور ال16، ثم تصدر الفريق التونسي المجموعة الأولى برصيد 9 نقاط. استهل الترجي دور المجموعات، بالفوز على صن شاين 2-0 في نيجيريا، ثم فوزين متتالين على أولمبي الشلفالجزائري 3-2، وصن شاين 1-0 في رادس، وخسر أمام أولمبي الشلف 0-1 في الجزائر، وألغى الاتحاد الأفريقي نتائجه مع النجم الساحلي بعد استبعاده من البطولة. وفي الدور قبل النهائي، رد الترجي اعتباره من مازيمبي الكونغولي، حيث تعادل بدون أهداف في لوبومباشي، قبل أن يفوز بهدف كريم العواضي في رادس. أرقام لعب الأهلي والترجي من قبل 5 مرات خلال تاريخ مباريات الفريقين في القاهرة، وأثبت فريق "الدم والذهب" أنه منافس قوي، لا يسقط بسهولة في أرض "الفراعنة". فاز الفارس الأحمر في مباراتين فقط، بينما انتهت المباريات الثلاثة الأخرى بالتعادل، نجح الأهلي في تسجيل 6 أهداف، مقابل هدفين فقط للفريق التونسي. بدأت مواجهات الفريقين بالقاهرة عام 1990، وانتهت بالتعادل السلبي، ثم تعادلا 1-1 عام 2001، قبل أن يفوز الأهلي 3-0 عام 2007، وهي أكبر نتيجة في مباريات الفريقين. والتقى الأهلي والترجي بالقاهرة العامين الماضيين، فاز الأهلي 2-1 في 2010، وودع البطولة بعد خسارته في رادس بهدف مايكل إينرامو الشهير. وفي العام الماضي، تعادل الفريقان 1-1، ليودع الأهلي البطولة الأفريقية من مرحلة المجموعات، ويكمل الترجي المشوار للنهاية حتى فاز باللقب على حساب الوداد المغربي.