فرط منتخب الإمارات العربية بفرصة الخروج بأي نقطة من مواجهته الكبيرة أمام أوروجواي وخرج خاسرا 1-2 في افتتاح لقاءات المجموعة الأولى ضمن مسابقة كرة القدم للرجال لدورة الألعاب الأولمبية لندن 2012 FIFA. اللقاء الذي احتضنه ملعب أولد ترافورد في مانشستر، شهد أفضلية واضحة للإمارات في بداية المباراة ترجمت لهدف عبر إسماعيل مطر (22) قبل أن ترد أوروجواي مرتين عبر راميريز (41) ولوديرو (55)، ليخرج"لاسيليستي" بأول 3 نقاط له في المجموعة. أراد لاعبو الإمارات إحداث نوعا من المفاجأة لنظرائهم عندما اتخذوا من الهجوم سبيلا لبداية اللقاء بدلا من التراجع أو التحفظ في الخلف، ونجحوا في مسعاهم وفرضوا إيقاعهم بفضل حنكة عمر عبدالرحمن والنشاط الواضح من الأطراف التي كانت مصدرا مهما لنسج خيوط التحكم بالمجريات، حيث أحسن أحمد خليل وراشد عيسى الانطلاق من هناك بدعم من لاعبي الدفاع الهجومي، هذه السيطرة ما كانت لتكون لولا سرعة التحرك والتعامل السلس للكرة من اللمسة الأولى. ووفق هذه المعطيات وبعد أن دانت السيطرة للإماراتيين، آن أوان ترجمتها لأولى الأهداف، حيث "شرخ" عمر دفاع أوروجواي "الوهمي" ومرر كرة ذكية انطلق خلفها القائد إسماعيل مطر وواجهالحارس ثم تخلص منه بمهارة وسدد بثقة في الشباك (22). وكان يجدر بأحمد خليل أن يضاعف الفارق بسرعة،حين قاد هجمة مرتدة ومرر إلى راشد وأكمل مسيرته ليتلقى الكرة من راشد داخل المنطقةالمحرمة، ولكنه سدد بقدم الحارس كامبانا (25). ضاق ذرعا بلاعبي أوروجواي قبول اللعب وحاولوا التخلص من "تقوقهم" والانطلاق للحالة الهجومية معتمدين على النجمين الكبيرين "كافاني، سواريز"، لكن الدفاع الإماراتي كان بالمرصاد لتحركاتهما، ولم يأتي التهديد الأول إلا عبر رأسية المدافع أرياس الذي صعد خلف كرة ركنية لكنها مرت فوق المرمى الإماراتي (27). الأداء الهجومي الإماراتي تواصل بفضل الخيال الخصب للاعبي الوسط والهجوم، وبدت الثقة السمة الأبرز على محيا تناقل الكرات، وبرهن راشد عن ذلك عندما تجاوز بمهارة ظله من الجهة اليسرى واخترق منطقة الجزاء فأراد مباغتة الحارس فسدد من زاوية ضيقة لترتد من قدم كامبانا (30). بحث لاعبو أوروجواي عن انتزاع الأخطاء خارج منطقة الجزاء، فلاحت أولى الركلات أمام كافاني الذي سدد فوق العراضة دون تهديد (38)، لكن الكرة التالية تصدى لها راميريز وأطلقها بمهارة فائقة من فوق حائط الصد بعيدا عن الحارس علي خصيف ليهز الشباك بهدف التعادل (41)، ليعادل الأرقام مع نهاية الحصة الأولى. مع عودة اللعب في الشوط الثاني، بدا أن لاعبي أوروجواي قد تعلموا الدرس واندفعوا بدورهم بوقت مبكر لتحقيق الخطورة على مرمى خصيف، وجرب اريفالو ريوس حظه عندما سدد "قذيفة" هائلة تعامل معها خصيف بحضور وأخرجها للركنية (53). رغبة "لاسيليستي" في الهجوم والتسجيل تكللت بعد ذلك مباشرة، عندما تمكن سواريز من التوغل بمهارة في منطقة الجزاء، وبعد أن تخلص من المدافع، وقبل أن يسدد ظهر زميله لوديرو بشكل مفاجئ وسدد الكرة نيابة عنه وهز الشباك بالهدف الثاني (55). بدأت بعدها محاولات لاعبي الإمارات لتعديل النتيجة، وحاول مدربهم مهدي علي إحداث بعض التغييرات الهجومية، وأشرك الحمادي ومن ثم أحمد علي، ودفع بأحمد خليل في مركز رأس الحربة الصريح عوضا عن مطر. الرغبة الإماراتية الواضحة، قابلها لاعبو أوروجواي بنشاط واندفاع كبيرين، الأمر الذي صعب الأمور على لاعبي الوسط لنسج الهجمات، فتقلصت الخطورة نسبيا، لكن عامر لمح من جديد ثغرة مناسبة ومرر الكرة إلى خليل الذي سدد بذكاء بعيدا عن الحارس، لكن كرته مرت بجوار القائم الأيمن (77). وحاول خليل إصابة المرمى من ركلة حرة مباشرة، لكن تسديدته القوية جانبها التوفيق وعلت العارضة بكثير (80)، وحاول الحمادي فعل "المستحيل" حين راوغ مدافعين في منطقة الجزاء لكنه آثر التسديد من وضع صعب لتمر كرته بعيدا عن القائم (88)، لتعلن الصافرة الأخيرة النهاية الحزينة للإمارتيين.