6 وزراء يتحدون موقف رئيس الحكومة بالتصويت من أجل البقاء فى الاتحاد.. واستطلاعات الرأى تظهر تساوى معسكرى الرفض والتأييد بين الناخبين بعد يوم من اتفاق تاريخى بين الاتحاد الأوروبى والمملكة المتحدة، أعطى الأخيرة وضعا مميزا داخل الاتحاد للحول دون خروجها، واجه رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، حالة من الانشقاقات الكبيرة من قبل مسئولين كبار فى حكومته، مما عكس الانقسامات المريرة فى حزب المحافظين بشأن عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى، فى حين أظهرت استطلاعات الرأى أن الناخبين ككل منقسمون بالتساوى بين مؤيد ومعارض. ومن المقرر أن تشهد المملكة المتحدة استفتاء على بقائها فى الاتحاد الأوروبى فى 23 يونيو القادم، مما يعطى الجانبين المؤيد والمعارض أربعة أشهر للترويج لرأيهم بين أغلبية الناخبين. وعقب أعلان كاميرون فى خطاب للشعب، أن أغلبية وزارته توصى الناخبين البريطانيين بالتصويت للبقاء فى الاتحاد الأوروبى، أعلن ستة وزراء فى حكومته أنهم سيتحدون كاميرون ويدعمون الخروج من الاتحاد الأوروبى. وتصدر الوزراء المعارضين للخطوة، وزير العدل، مايكل جوف، أحد المحافظين المؤثرين ومن أقرب أصدقاء كاميرون، والذى قال فى بيان طويل له إنه لا يستطيع أن يتجاهل اعتقاده أن المملكة المتحدة ستكون «أكثر حرية، وأعدل، وأفضل خارج الاتحاد الأوروبى»، مشيرا إلى أن الاتحاد الآن «عبارة عن رفات الخمسينيات والستينيات التى عفى عليها الزمن الآن»، مضيفا أنه معادٍ للديمقراطية بالأساس أيضا. وفى الوقت ذاته لم يعلن عمدة لندن، بوريس جونسون، بعد موقفه من الاستفتاء، فيما يحاول كاميرون أن يجذبه لدعم حملته للبقاء فى الاتحاد الأوروبى، من خلال وضع خطط لتسوية دستورية جديدة لا تدع مجالا فى الشك فى سيادة المؤسسات البريطانية. ومن المقرر أن يصدر جونسون بيانا يوضح فيه موقفه فى وقت لاحق من مثول «الشروق» للطبع، وهو ما يترقبه مكتب رئيس الوزراء بقلق، حيث تقول صحيفة «جارديان» البريطانية إنه فى حال انضمام جونسون إلى صف وزير العدل، جوف، فى التصويت للخروج من الاتحاد الأوروبى وكلاهما من أفضل المتواصلين داخل حزب المحافطين فيرى كثير من أعضاء البرلمان أن رئيس الوزراء سيواجه معاناة شاقة لإقناع الناخبين أنه من مصلحتهم البقاء داخل الاتحاد الأوروبى، حيث إن جونسون زعيم حملة «الخروج» ذو كاريزما وشعبية واسعة. وعلى عكس المحافظين، يأتى حزب العمال أقل انقساما، مع دعم أغلب أعضائه المسئولين المنتخبين لعضوية الاتحاد الأوروبى، ورأى معهد الإصلاح الأوروبى فى مذكرة إعلامية أن حزمة إصلاحات كاميرون سيكون لها تأثير على عدد قليل من الناخبين، لذلك عليه أن يجعل القضية هى الاتحاد الأوروبى نفسه، موضحا أن «أفضل فرصة لنجاح كاميرون هى أن يحول الجدل من الحديث عن مزايا الضمانات المصرفية والمهاجرين إلى كيفية تأمين مصالح بريطانيا فى أوروبا وباقى العالم». • أبرز مؤيدى ومعارضى البقاء فى الاتحاد: * معسكر المؤيدين: - ديفيد كاميرون: يعد رئيس الوزراء البريطانى من أكثر الشخصيات المؤيدة للبقاء فى الاتحاد شرط تحقيق الإصلاحات، حيث أعلن أنه سيخوض «الحملة بكل قلبى وروحى لإقناع الشعب البريطانى بالبقاء فى الاتحاد الأوروبى المعدل». - وزيرة الداخلية تيريزا ماى: يقول ماى إن «الاتحاد الأوروبى بعيد عن المثالية، لكن المصلحة الوطنية تقضى بالبقاء فى الاتحاد لأسباب أمنية وللحماية من الجريمة والإرهاب ولتسهيل التجارة مع أوروبا والوصول للأسواق العالمية». - حزب المحافظين (الحاكم): من أبرز أعضائه المؤيدين ديميان جرين رئيس مجموعة «كونسرفاتيف يوروبيان مينستريم»، وآنا سوبرى وزيرة الدولة المكلفة للشركات المتوسطة والصغيرة. - جيريمى كوربن زعيم حزب العمال (المعارض)، قال: «سنخوض حملة لبقاء بريطانيا فى أوروبا فى الاستفتاء المقبل، لأن ذلك يؤمن لنا استثمارات ووظائف وحماية للعمال وللمستهلكين البريطانيين». - نيكولا ستورجن رئيسة وزراء اسكتلندا وزعيمة الحزب القومى الاسكتلندى: الخروج برأيها يمكن أن يؤدى إلى تنظيم استفتاء جديد حول استقلال اسكتلندا. - كارولاين فيربيرن مديرة منظمة أرباب العمل فى بريطانيا، كما عبر عدد كبير من كبار رؤساء الشركات عن التأييد لصالح البقاء من بينهم بوب دادلى المدير العام ل«بريتش بتروليوم». * معسكر المعارضين: - انضم خمسة وزراء من المحافظين أمس الأول إلى معسكر معارضى البقاء هم مايكل جوف (العدل)، وإيان دنكان سميث (العمل)، وجون ويتنجديل (الرياضة والإعلام)، وكريس جريلنج (ممثل الحكومة فى البرلمان)، وتيريزا فيليرز (أيرلندا الشمالية). - زعيم حزب يوكيب الشعبوى المعارض لأوروبا وللهجرة، نايجل فاراج، الذى يخوض دائما حملة من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى. - حملة «صوتوا للخروج» متعددة الأطراف التى تحظى بدعم «المحافظين من أجل بريطانيا» وهم مشككون من حزب العمال، والممثلة الوحيدة لحزب البيئة فى مجلس اللوردات ونائب يوكيب الوحيد دوجلاس كارسويل. - حملة «لنغادر الاتحاد الاوروبى» يدعمها فاراج، وأعلنت أخيرا انضمامها إلى مجموعة «جراسروتس أوت» التى تطمح لاختيارها من قبل اللجنة الناخبة لتتولى رسميا الحملة.