- أحد المواطن يطالب بانشاء مطار في مقر «النواب» تجنبا لإغلاق الشارع.. "الحق إبني يا ريس.. إبني بيموت يا ريس" ظلت تكررها الأم المنهارة صارخة أمام صفوف الأمن المركزي الذي يغلق شارع القصر العيني من ناحية سور مجلس الوزراء، مترجية أن يسمعها الرئيس -الذي كان قد رحل- لعله ينقذ إبنها. وقاطعها عدد من المواطنين الواقفين منتظرين فتح الشارع "مشي يا أمي ما حدش هيسمعك"، "خلاص يا ستي مشي"، "بطلي صريخ.. مشي" ولكنها تمادت في الصراخ لعل أي من المسئولين أو النواب يستمع ويسأل عن مطلبها. السيدة التي دخلت في حالة انهيار وعدم اكتراث لمحاولات تهدئتها، كانت تحدثت مع اللواء المسئول عن التأمين وأطلعته على بعض الأوراق التي تحملها، وتبين تدهور الحالة الصحية لنجلها مطالبة بمساعدتها وإرساله للعلاج بالخارج. وقف بجانبها سيدة أخرى تحكي للاخرين عن الشرطة التي ضربت أحد من ذويها، فيما وقف موظف من الجمهور بلحية بيضاء يمنعها من الحديث مع وسائل الإعلام مرددا "أنا سأحل مشكلتها أنا رئيس الوزراء وهحل المشكلة ما حدش يصور هياخدوا الصور يدوها للجزيرة"، وسط صمت وابتسامات من قيادات الأمن المشاركين في تأمين محيط مجلس النواب. شارع القصر العيني المغلق، من ناحية شارع حسين حجازي، بجوار مجلس الوزراء شهد زحاما مروريًا شديدًا وترجل قائدوا السيارات من سياراتهم لعلهم يلتقطوا الصور بهواتفهم المحمولة للجزء الخالي من الشارع الذي لا تتحرك فيه سوى سيارات كبار المسئولين والزوار، الذين شاركوا نواب المجلس في الاستماع لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي. "نفسي بس يحس بينا، إحنا غلابة الناس بتنام جعانة، كيلو الرز بأربعة جنيه، دخل جوزي 800 جنيه يعملوا إيه دول"، قالتها سيدة ثلاثينية للواء المسئول عن التأمين وسط صمت وتجهم من جانبه. فيما ترجل أحد قائدي السيارات من عربته وتحدث مع أحد الضباط الشباب "أنا بس عايزك تقوله إن قفل الشارع مدة طويلة مشكلة، وياريت يعملوا له مطار في مجلس الشعب"، وتبع الطلب ضحكات من الضابط الشاب الذي قال "إنت متخيل إن أنا أقدر أوصل رسالتك دي". يذكر أن تجمعات المواطنين والصحفيين والمصورين أمام صف الأمن المركزي؛ استمرت لأكثر من نصف ساعة بعد مغادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقر المجلس. أعطى اللواء إشارة بفتح الشارع ليهرول الصحفيين ناحية المجلس، ويسرع قائدي السيارات لعرباتهم، فيما صمتت الأم المستنجدة بالرئيس، واختفت وسط جموع المواطنين الذين تحركوا بعد فتح الطريق.